#1  
قديم 07-16-2023, 06:29 AM
رضا البطاوى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2022
المشاركات: 780
افتراضي التماثيل والأصنام والأوثان

التماثيل والأصنام والأوثان
هذه الكلمات فى كثير من الأحيان معناها واحد خاصة عندما ترد فى قصة واحدة كقصة تبكيت إبراهيم (ص) لقومه والتى تكررت بنفس الألفاظ عدا قلة وهى :
"اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ "
وقال :
"لَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"
هنا الأصنام والتماثيل بمعنى واحد لأن الحدث الذى قيل فيه هذا الكلام وقد قصه الله بألفاظ متشابهة إلا أنه استبدل أصناما بتماثيل
وفى نفس الحادثة ذكر اسم ثالث لها وهو الأوثان فقال تعالى :
"وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "
وكررها فى قوله:
"وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا "
الثلاث كلمات هنا معناها واحد وبالطبع المعنى عند كفار قوم إبراهيم(ص) هو :
تلك الأجسام المادية المصورة على أشكال مختلفة فهم يظنون أنهم يطيعونها بينما هم فى الحقيقة لا يطيعونها لأنها لا تتكلم ومن ثم لا تقدر على التشريع
وأما معناها عند إبراهيم(ص) فهو الإفك المخلوق وهو شريعة الكذب وهو الباطل لأن تلك الأشكال المادية لا تشرع حلالا وحراما ومن ثم سماها إفكا أى زورا لأن دين القوم تم تزويره أى صناعته على أيدى كبار القوم
وفى آية واحد قصد إبراهيم(ص) الأشكال المادية المصنوعة وهى قوله تعالى :
"وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ "
فهنا قصد إبراهيم (ص)بكلامه وهو الكيد أى تكسير الأصنام الأشكال المادية المصنوعة ومن ثم ترك واحد وهو كبيرهم لغرض فى نفسه ومن الآيات التالية ظهر معنى تماثيل وهى أصنام وهى أوثان كفار قومه عندما سموها آلهة فقالوا:
" أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ"
فكان الرد :
" قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ"
وكلمة الأصنام فى بعض مواضع القرآن تعنى الأديان كقوله تعالى :
"فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ "
فالمعنى فابتعدوا عن الباطل من الأديان ولو قلنا أن الأوثان هنا الأشكال المصنوعة لكان هذا معناها إباحة صناعة الأصنام الطاهرة التى هى مقابل الأصنام الرجس وهى الخبيثة
وهذا المعنى نفسه ما قصده إبراهيم (ص) فى قوله:
"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ "
فالأصنام هنا تعنى أديان الضلال وليس الأشكال المادية المصنوعة لأن من يضل الناس هو أقوال الدين لأن الأصنام بمعنى الأشكال المادية المصنوعة لا تتكلم حتى تضل الناس
وفى موضع أخر تحدث عن الأشكال المادية المصنوعة فقال :
"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً "
والمعنى هل تجعل مصنوعات أرباب ؟
وفى الحديث عن بنى إسرائيل كان نفس المعنى فالمقصود بالعكوف على الأصنام هو المصنوعات المادية هو اتخاذا أرباب أى لآلهة وفى هذا قال تعالى :
"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَامُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ"
وأما التماثيل في قوله تعالى :
"يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ"
فلا يمكن أن تكون بمعنى صناعة الأرباب وهى الآلهة المزعومة فسليمان (ص) لن يطلب من الجن صناعة كما لن يطلب الله منهم أن يطيعوه فيما يعرفون أنه حرمه
ومن ثم التماثيل هنا تعنى المبينات أى الموضحات والمراد المنارات التى تنير للناس طرقهم فضرب الأمثال يعنى قول الأقوال المبينات الموضحات التى توضح طريق الحق وطريق الباطل وكلمة التماثيل مأخوذة من نفس الجذر مثل

المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع التماثيل والأصنام والأوثان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شاه روخ خان إرهابي وسأدخل التماثيل إلى المساجد وأبني مكان أحدها معبداً Eng.Jordan المسلمون حول العالم 0 03-22-2017 11:35 AM
الفرق بين اﻻصنام و التماثيل صابرة شذرات إسلامية 0 12-17-2015 09:26 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59