اليوم العالمي للغة العربية، كم يبدو هذا الشعار جميلا، لكنه في الحقيقة مجرد حبر على ورق وغير مفعل على الأرض شأنه كباقي شعارات الدولية مثل حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية وبنود الأمم المتحدة، ان شعار اليوم العالمي للغة
العربية يُهم الناسَ ان منظمة اليونسكو تهتم باللغة
العربية كما يدعي العرب أنهم متمسكون بلغتهم، وهذه كلها أوهام، إلا ما ندر والنادر لا حكم له، ان اللغة
العربية منذ أكثر من قرن من الزمان وهي تتعرض لمؤامرات تترى من قبل قادة الغرب المستعمرين الحاقدين الذين لم يفِقوا بعد من تأثير التخدير الصليبي، رغم تخلصّهم من سيطرة الكنيسة وضربهم بدينها على جدرانها،
وفي إطلالة على أولئك المتآمرين المجترئين والمتولين كِبَر التهجم على لغة الضاد، يذكر الكاتب الداعية الأستاذ أنور الجندي – رحمه الله – أن ثمة حملة ضخمة للتبشير بدأت في نهايات القرن الثامن عشر كانت قد توصلت إلى حقيقة «أن القضاء على القرآن مصدر الإسلام وقانونه الإسلامي ، يتطلب القضاء على اللغة الفصحى ، ولما كان التبشير والنفوذ الاستعماري لا يستطيعان أن يكشفا هذه الحقيقة صراحة ، فإنه قد أخفاها وراء كل خطوة اتخذها بشأن الدعوة إلى العامية أو مهاجمة
العربية واقتناصها أو الدعوة إلى الكتابة بالحروف اللاتينية» .. وممن شَغلوا أنفسهم من الأجانب بتحقيق الغرض ذاته (كارل فولرس) و(سلدن ولمور) و(ويلكوكس) ، وقد بدأ ذلك منذ 1880 واستمر حتى عام 1926 تقريباً ، وفي خلال ذلك كان (لطفي السيد) و(قاسم أمين) و(سلامة موسى) قد حملوا هذه الدعوة ، ثم اتصل ذلك بالدعوة التي دعاها (عبد العزيز فهمي) عام 1941 عندما نادى بالكتابة بالحروف اللاتينية! كان هذا في مصر ، وأما في المغرب فقد تولى (كولان) ومن بعده (ماسينون) لواء هذه الدعوة ، وفي لبنان ظهر كثير من الدعاة إليها وإلى العامية اللبنانية . انتهى
كما لا ننس ان للأنظمة
العربية الحديثة بعد رحيل الاستعمار لها دور ايضا في تهميش اللغة العربية، ذلك أن المناهج التي يتم بها تدريس
العربية لا ترقى للمستوى الذي يرفع من شأنها في وطنها، ويرجع ذلك لقلة الكفاءات المتخصصة في اللغة
العربية والتي تستطيع أن تنافس طرق تدريس اللغات الأجنبية وتحفز الطلاب وترغبهم في تعلم اللغة والتحدث بها، وكذلك بما تقوم به بين الفينة والأخرى من تقليص حصص اللغة
العربية في برامج التدريس من طرف وزارات التعليم، مما يسهم بشكل كبير في الجهل باللغة
العربية مما يؤدي إلى عدم تمكن المسلم من قراءة القرآن الكريم بشكل صحيح، وهذه كارثة ثقافية عربية اسلامية تتحمل الأنظمة
العربية مسؤوليتها، وأخص بالذكر الأنظمة
العربية المنضوية في مجموعة الفراكفونية.