صوّرت والدها وهو يسقط.. بماذا قضت محكمة أردنية على فتاة وشقيقتها في مقتل والدهما؟

صوّرت والدها وهو يسقط.. بماذا قضت محكمة أردنية على فتاة وشقيقتها في مقتل والدهما؟
__________________________________________________ _____________________

غرة جمادى الأول 1444 هــــــــــــــــ
25 / 11 / 2022 م
________________________








أيدت محكمة التمييز في الأردن قرارًا لمحكمة الجنايات الكبرى، يقضي بإعلان براءة فتاة وعدم مسؤولية شقيقتها الأخرى عن جرم قتل والدهما الذي سقط من شرفة المنزل، فيما كانت ابنته تقوم بتصويره وهو يرمي بنفسه؛ لعدم ثبوت أي دليل يثبت ارتكابهما للجريمة.

تفاصيل الحادث
وحسب موقع "عمون" الإخباري، ووفق قرار المحكمة فإن والدهما المغدور يسكن في شقة تقع بالطابق الرابع، بالإضافة إلى أسرته وابنتيه المتهمتين، والمغدور يعاني من عدة أمراض منها ضمور في الدماغ ومرض الخرف الجبهي الصدعي الذي يجعله لا يعي ما يقوم به من أفعال ولا يقدر خطورة أفعاله.

وأشار القرار إلى أن المغدور خرج أكثر من مرة من منزله دون علم أفراد أسرته، وفي العشرين من أغسطس 2020 وأثناء وجوده في المنزل مع ابنتيه توجه إلى الشرفة المفتوحة على المطبخ، وكانت إحداهما تقوم ببعض الأعمال داخل المطبخ، فيما الأخرى بعيدة عن المطبخ، وأثناء وقوفه بالشرفة قام بالمناداة على الجيران لطلب الدفاع المدني له؛ لكونه يعاني من ألم في صدره، حيث قاموا بتلبية طلبه، وعندما حضر الدفاع المدني أخبرتهم إحداهما أنه لا يعاني من أية أمراض سوى الخرف وغادروا المكان.

التقطت فيديو وهو يسقط
وبعدها أقدم المغدور على وضع سلة مهملات على سور الشرفة المحمي بحاجز زجاجي وتسلق عليه، فطلبت منه ابنته النزول إلا أنه رفض الاستجابة لها، فقامت بتصويره فيديو بواسطة هاتفها النقال لغاية إثبات أن والدها دائم المحاولة للهرب من المنزل، وأنه هو من ألقى نفسه إلى خارج المنزل، وبالفعل قام بإلقاء نفسه من سور الشرفة إلى أسفل العمارة، ما أدى إلى وفاته.

وبتشريح الجثة تبين وجود كسور متعددة في عظام الجمجمة ومفتتة وكسور متعددة في الأضلاع، وانفصال تام في العمود الفقري عند المنطقة الصدرية.

اتهام الابنتين بالقتل
وكانت النيابة العامة أحالت ابنتيه للمحاكمة بجرم القتل الواقع على الأصول بالاشتراك باعتبار أن ابنته شاهدته حين حاول رمي نفسه، وأنها لم تقم بالإمساك به أو محاولة ثنيه أو حتى محاولة الصراخ، بل قامت بتشغيل هاتفها الخلوي، وقامت بتصويره، واستمرت بالتصوير لحين سقط المغدور من الشرفة.

وتوصلت محكمة الجنايات الكبرى إلى أن المتهمة لم يكن لديها إرادة الفعل الذي أقدم عليه المغدور وهو رمي نفسه بدليل أنها حاولت منعه من خلال الطلب منه العودة إلى داخل المنزل، كما لم يكن لديها إرادة للنتيجة التي وقعت وهي الوفاة.

قضية قائمة على السلوك السلبي
وقالت المحكمة إننا أمام قضية قائمة على السلوك السلبي وهو الامتناع، وأن إثبات اتجاه إرادة المتهمة إلى قبول الفعل، وكذلك النتيجة تكاد من الأمور ذات الطبيعة الخاصة التي تحتاج إلى أدلة واضحة في الدعوى، وأن النيابة العامة لم تقدم أدلة واضحة ضد المتهمة يمكن من خلالها استخلاص إرادتها لأفعال المغدور، والنتيجة التي حصلت (الوفاة) باستثناء التسجيل الذي قامت هي بتسجيله من هاتفها النقال لإثبات أن والدها هو من رمى بنفسه دون تدخل من أحد فإن ذلك لا يعدو كونه قرينة لم تتأيد بأي دليل آخر.

المتهمة الأولى غير مسؤولة
وقررت المحكمة إعلان عدم مسؤولية المتهمة الأولى عن الجرم، وقالت المحكمة إنه وإن كان فعل الامتناع من قبل المتهمة لا أخلاقيًا إلا أن التجريم مرتبط بثبوت الفعل بركنيه المادي والمعنوي، وأعلنت براءة شقيقتها المتهمة الثانية عن جرم القتل، وقالت إن المتهمة الثانية لم تكن موجودة في مسرح الأحداث الجارية، وإن كانت موجودة في المنزل، وإن النيابة العامة لم تقدم أي بينة يربطها بالجرم.

تأييد الحكم
لم يقبل مساعد نائب عام الجنايات الكبرى بالحكم، فطعن به أمام محكمة التمييز، والتي أيدت الحكم وقالت إنه متفق وأحكام القانون.







______________________________

المصدر: ملتقى شذرات