|
شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
نساء لها تاريخ: فاطمة الزهراء رضي الله عنها
نساء لها تاريخ: فاطمة الزهراء رضي الله عنها فاطمة الزهراء.. قرة عين أبيها رسولنا الكريم, وتعلقها بأبيها وتعلقه بها مثالا لما يجب أن تكون عليه الأجيال في ارتباط الأبناء بآبائهم, والآباء بأبنائهم وهو ما ينبغي أن يكون عليه حال الأسر المصرية وحال المسلمين. ففاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد( ص) كانت أشبه الناس بأبيها, وهي سيدة نساء العالمين ولدت فاطمة -رضي الله عنها- سنة إحدى وأربعين من مولد النبي ، وأنكح رسول الله فاطمة -رضي الله عنها- علي بن أبي طالب بعد وقعة أُحد، وكان سنُّها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفًا، وكان سنُّ عليٍّ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر. ومن صفاتها حسن الخلق والعفة وحب الخير وكان الرسول( ص) مثلها الأعلي, وبعد وفاة والدتها السيدة خديجة رضي الله عنها وزواج الرسول بالسيدة عائشة تقدم كبار الصحابة لخطبتها, فتقدم لخطبتها أبو بكر الصديق ثم عمر ابن الخطاب, لكن الرسول الكريم اعتذر لهما برفق بالغ وأدب جم, وأشار عمر علي علي بن أبي طالب أن يتقدم لخطبتها ووافق الرسول علي صداق أربعمائة وسبعون درهما, وبعد الزواج رزقهما الله بالحسن والحسين ومحسن(الذي مات صغيرا) وأم كلثوم وزينب, وقد تزوجت أم كلثوم من عمر بن الخطاب, أما زينب فتزوجت من عبد الله بن جعفر. وقد بلغ حب الرسول لابنته فاطمة أنه كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد ليصلي ركعتين ثم يذهب إلي فاطمة وبعد ذلك يذهب لزوجاته, حتي أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله( صلي الله عليه وسلم) من فاطمة, وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها, وكذلك كانت هي تصنع به, وقد عبر رسول الله( ص) عن حبه لابنته حينما استؤذن في زواج علي بأخري فرفض أن يأذن له وقال علي المنبر:( أن فاطمة بضع مني فمن أغضبها فقد أغضبني). مواقف من حياتها مع الرسول كانت فاطمة -رضي الله عنها- من قلب رسول الله بمكان؛ إذ كانت من أحب الناس إليه، كيف لا وهي بنت مَن رزقه الله حبها، وهي خديجة رضي الله عنها، وكانت أشبه الناس بها، فلما ماتت كانت تقوم مقام أمها في تخفيف الآلام والأحزان عنه ، وتساعده في شئون حياته ومعيشته، حتى بعد زواجه وزواجها رضي الله عنها. وكانت -رضي الله عنها- تستعين به وتستشيره في قضاء حوائجها، لعلمها بأنه سيخفف عنها ويدلها على الخير؛ وفي ذلك يروي زوجها علي فيقول: شكت فاطمة -رضي الله عنها- ما تلقى في يدها من الرَّحَى، فأتت النبي تسأله خادمًا فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته. قال علي : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم فقال: "مكانك". فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، ثم قال: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما فكبرا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم". وفي مشهده الأخير وهو على فراش الموت، كان لها هذا الموقف المؤثر، يقول أنس : لما تغشى رسول الله الكرب، كان رأسه في حجر فاطمة، فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكرباه يا أبتاه! فرفع رأسه وقال: "لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة". من مواقفها مع الصحابة مع أبي بكر وذلك حين توفي رسول الله وجاءته تطلب إرثها؛ فعن أبي الطفيل قال: جاءت فاطمة -رضي الله عنها- إلى أبي بكر ، فقالت: يا خليفة رسول الله، أنت ورثت رسول الله أم أهله؟! قال: بل أهله. قالت: فما بال سهم رسول الله؟ قال: إني سمعت رسول الله يقول: "إذا أطعم الله نبيًّا طعمة ثم قبضه جعله للذي يقوم بعده"، فرأيتُ أن أردَّه على المسلمين. فقالت: أنت ورسول الله أعلم. أثر الرسول في تربيتها لقد كان لرسول الله المعلم والمربي تأثيرٌ كبيرٌ في شخص ابنته فاطمة رضي الله عنها، فمن يوم أن جاء جبريل بقوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، قام وقال: "يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئًا". يروي ثوبان فيقول: دخل رسول الله على فاطمة -رضي الله تعالى عنها- وأنا معه، وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب، فقالت: هذه أهداها إليَّ أبو حسن. فقال رسول الله : "يا فاطمة، أيسرك أن يقول الناس: فاطمة بنت محمد وفي يدك سلسلة من نار؟" ثم خرج ولم يقعد، فعمدت فاطمة إلى السلسلة فاشترت غلامًا فأعتقته. فبلغ ذلك النبي فقال: "الحمد لله الذي نجَّى فاطمة من النار". من ملامح شخصيتها الأصدق لهجة يُروى في ذلك عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت إذا ذُكرت فاطمة بنت النبي ، قالت: "ما رأيت أحدًا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها". والأشد حياء إذا كان مربيها أشد حياءً من العذراء في خدرها، فكيف نتوقع أن تكون هي رضي الله عنها؟! فلقد بلغ من شدة حيائها -رضي الله عنها- أنها كانت تخشى أن يصفها الثوب بعد وفاتها، وأنها استقبحت ذلك كثيرًا حتى جعلت لها أسماء بنت عُمَيْس -رضي الله عنها- نعشًا، وهو أول ما كان النعش آنذاك. ثم الأكثر من ذلك أنها -رضي الله عنها- أمرت أسماء أن تغسّلها هي وزوجها فقط، وأن لا تُدخِل عليها أحدًا، فكانت -رضي الله عنها- أول من غُطِّي نعشها من النساء في الإسلام. وترضى بأقل القليل فهي رضي الله عنها -وإن كانت تعلم أنها بنت سيد المرسلين وخاتم النبيين وسيد ولد آدم- لم تطمع في الحياة، ولم تطمح نفسها إلى الخيال بالعيش الراغد والحياة الهنيئة، بل إنها قد ضُرب بها المثل في زواجها اليسير المهر، القليل المؤنة، فقد كان مهرها درعًا، وأساس متاعها ما هو إلا سرير مشروط، ووسادة من أَدَمٍ حَشْوُها ليفٌ، وقِرْبة. وبعد زواجها -رضي الله عنها- عاشت حياة بسيطة متواضعة، فهي تطحن وتعجن خبزها بيديها مع إدارة كافة شئون بيتها الأخرى، إضافةً إلى واجبات زوجها عليها كما تعلمتها في بيت أبيها . فضائلها لا يستغرب إذن على مثل هذه الشخصية العظيمة أن يورد في فضلها الكثير من الأحاديث والروايات التي تبرز مكانتها -رضي الله عنها- في هذه الأمة، وكان من هذا ما يلي: (1) أحب أهل رسول الله إليه فعن أسامة بن زيد قال: كنت في المسجد فأتاني العباس وعليّ فقالا لي: يا أسامة، استأذن لنا على رسول الله . فدخلت على النبي فاستأذنته فقلت له: إن العباس وعليًّا يستأذنان. قال: "هل تدري ما حاجتهما؟" قلت: لا والله ما أدري. قال: "لكني أدري، ائذن لهما". فدخلا عليه فقالا: يا رسول الله، جئناك نسألك، أي أهلك أحب إليك؟ قال: "أحب أهلي إليَّ فاطمة بنت محمد". فقالا: يا رسول الله، ليس نسألك عن فاطمة، قال: "فأسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه". (2) شجنة من رسول الله عن المسمور بن مخرمة قال: قال رسول الله : "إنما فاطمة شجنة مني، يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها". (3) من خير نساء العالمين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : "خير نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون". من الأحاديث التي روتها وكان مما روته -رضي الله عنها- عن أبيها أنها قالت: "كان رسول الله إذا دخل المسجد قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك. وإذا خرج قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك". وفاتها ماتت فاطمة -رضي الله عنها- بنت رسول الله لثلاث ليالٍ خلون من شهر رمضان , وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها، وكانت أول أهله لحوقًا به، وصلى عليها زوجها علي بن أبي طالب بعد أن غسّلها هو وأسماء بنت عميس رضي الله عنها، وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلاً. ــــــــــــــــــــــــــــــ دمتم بخير المصدر: ملتقى شذرات
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
بارك الله فيكِ على الموضوع القيم الذي طرحته في منتدنا الغالي ، رزقكِ الله العفو والسداد.
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لها, الله, الزهراء, تاريخ, رضي, عنها, فاطمة, وسام |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع نساء لها تاريخ: فاطمة الزهراء رضي الله عنها | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
برنامج{ عائشة رضي الله عنها} | صابرة | شذرات إسلامية | 0 | 10-04-2015 08:46 AM |
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها | عبدالناصر محمود | شذرات إسلامية | 0 | 03-28-2015 07:56 AM |
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها | عبدالناصر محمود | أخبار ومختارات أدبية | 0 | 05-01-2014 06:29 AM |
الريحانةُ فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم | Eng.Jordan | شخصيات عربية وإسلامية | 0 | 03-03-2013 08:30 PM |
نساء لها تاريخ : عاتكة بنت خالد الخزامية | يقيني بالله يقيني | شذرات إسلامية | 1 | 08-02-2012 07:42 PM |