#1
|
||||
|
||||
ما أروعه مِنْ هَمّ !!
نظر إلى اللوحة المعلقة أمامه الواقعة بالقرب من سكنه.. يا الله.. إنها سجن الولاية الكبير، بدأ يتأملها بعد أن توقف بالقرب منها.. أفكار عدة تراوده.. ماذا لو خرج بعض السجناء هروباً واختبئوا في شقته.. ماذا لو خرج أحدهم واعتدى عليه.. ماذا.. ماذا..؟؟ وإذ بفكرة سريعة تطرأ على باله.. ترجل من سيارته ودلف إلى السجن وإذا به يقابل مدير السجن ويتعرف عليه ثم يطلب منه أن يلقي محاضرة دينية على السجناء.. يا ترى ما الذي حدا به لذلك، أهو حب الدعوة الذي يسري في دمه؟!.. أم رغبته في تعلم لغة المخاطبة بلغة القوم؟! فهو جديد على الولاية بل على الدولة، جاءها يحمل شهادته الجامعية ويعدّ العدّة لنيل الماجستير والدكتوراه.. وافق مدير السجن على طلبه بعد أن أمهله أياماً يستشير فيها قيادته.. وفي لحظة رهيبة وخطوات خائفة دلف إلى ساحة السجن الكبرى فهو لم يتعود الدخول إلى سجون بلاده فما بالكم بسجون بلد عمّه الفساد وتغلغلت فيه عوامل الجريمة والضياع.. وبدأت المحاضرة وسط صخب وإزعاج ما لبث أن خفت شأنه وانعدم بعد ذلك أثره.. كان مقرراً له ساعة وإذا بها تمتد لساعات كانت نهايتها إسلام جملة من الزنوج والبعض وعده بالتفكير فيما سمعه.. يقول هذا الداعية: خرجت من السجن فرحاً جذلاً أحمد الله على نعمه وأشكره على وافر مننه وأتذكر قول نبيه ومجتباه (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).. وبعد مضي مدة تقارب الشهرين على هذه المحاضرة وإذا بمأمور السجن يتصل بي ويرجوني أن أكرر الزيارة وألقي محاضرة شبيهة فسألته عن السبب الذي جعله حريصاً على تكرار اللقاء فقال: إن سجني نال الجائزة الأولى للسجن المثالي على مستوى الدولة وأريد أن أستمر على هذه المنزلة لأنال بعد ذلك الترقية، فقلت له مستفزّاً: أتعلم أنني بمحاضراتي التي تدعوني إلى إلقائها أخرج بني جلدتك من دينك إلى الإسلام؟! قال: ذلك لا يهمني فقد وجدت فوائد لا تحصى من فعلك أدناها الهدوء الشديد الذي عَمّ السجن بعد الصخب والإزعاج الذي كنا نعيشه.. بعد هذه الكلمات الرائعة من مأمور السجن قررت أن أخصص جزءاً من وقتي للدعوة في السجون فدخلتُ العشرات منها وأسلم على يدي المئات، وبعد أن قاربت على الانتهاء من رسالتي ((الدكتوراه)) قررت أن أعمل مكتبة إسلامية صغيرة وجذابة في كل سجن.. راسلت وكاتبت المسئولين في إدارة السجون على مستوى الدولة وعرضت عليهم فكرتي وطلبت منهم إعطائي إحصائية بعدد السجون في الدولة فتبين لي أنها تقارب الخمسة آلاف سجن.. درست الإدارة طلبي ووافقت بشرط أن تطلع على محتويات المكتبة وبعد دراسة مع بعض الزملاء اخترنا جملة من الكتب والأشرطة مع جهاز تسجيل ودولاب فاخر ويزين ذلك كله عدد من نسخ القرآن الكريم المترجمة وقد وافقت إدارة السجون على هذه المكتبة التي كلفت ثلاثمائة دولار لكل سجن وقد أنهيت قبل عودتي لبلادي ما يقرب من ألف سجن تقريباً ولله الحمد والمنة وما زلت أسعى لإتمام الباقي وأسأل الله الإعانة.. (إَنّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمّةً) [النحل: 120] هناك رجل (أو امرأة ) بأمة وهناك أمة – وللأسف- لا تساوي رجلاً، والعمل للدين مسؤولية الجميع وهم الإسلام موكل حمله على الكل فماذا قدمت لهذا الدين *** مما راق لي دمتم بخير المصدر: ملتقى شذرات
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا على هاته القصة
اللهم انصر الاسلام والمسلمين دمت بصحة وعافية |
#3
|
||||
|
||||
__________________
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أروعه, مِنْ, هَمّ |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع ما أروعه مِنْ هَمّ !! | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تنبيه على عبارة : " لا تقل : يا رب عندي هَمّ كبير " | ام زهرة | شذرات إسلامية | 2 | 08-24-2013 06:39 PM |
أُخرُجَ مِنْ اللّوُحـَةّ قليلِاً...! | صباح الورد | الملتقى العام | 2 | 08-11-2012 04:24 PM |
إبن رجب : العَشْرُ الأواخرُ مِنْ رَمَضان | ذكريات | شذرات إسلامية | 4 | 08-06-2012 02:09 AM |
نداء رباني .. ما أروعه | يقيني بالله يقيني | شذرات إسلامية | 0 | 04-20-2012 11:35 AM |
أَبْشَعُ مِنْ وُصُوْلِيّ | Eng.Jordan | أخبار ومختارات أدبية | 0 | 02-02-2012 09:48 PM |