العودة   > >

بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية تربية وتعليم , علم نفس ، علم اجتماع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 05-23-2019, 12:33 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي دراسة ميدانية بعنوان رعاية اليتامى في بعض المؤسسات الرعائية في لبنان


دراسة بحثية ميدانية:

- الباحث: الدكتورة حنان قرقوتي
الأستاذة المساعدة في كلية الإمام الازاعي للدراسات الإسلامية في بيروت
- الجهة المصدرة: مؤسسة الاوقاف وشؤون القصر بدبي بالامارات
- عنوان الدراسة: رعاية اليتامى في بعض المؤسسات الرعائية في لبنان (دراسة ميدانية)
- عدد الصفحات 29
-وهي دراسة ناقشها مؤتمر 'القصَّر ... رعاية وتأهيلاً واستثماراً' الذي نظمته دائرة الاوقاف وشؤون القصر بدبي
- تاريخ الاصدار: 14 نوفمبر 2006










بحث، دراسة ، دراسة بعنوان









دراسة ميدانية اشادت بدورها الانساني وكشفت بعض السلبيات
المؤسسات الرعائية اللبنانية نموذج في احتواء ايتام الحرب واللقطاء
تحذير من تدني مستوى النظافة وقلة الوعي الديني في بعض المؤسسات الرعائية
دبي- أحمد الشريف
اشادت دراسة ميدانية صدرت في دبي بالامارات بالمؤسسات الرعائية اللبنانية، مؤكدة انها تلعب دورا هاما في المجتمع اللبناني، وكان لها دور كبير في ايواء اليتامى الذين خلفتهم الحروب.
وقالت الدراسة التي اعدتها الدكتورة حنان قرقوتي الأستاذة المساعدة في كلية الإمام الازاعي للدراسات الإسلامية في بيروت والتي حملت عنوان 'رعاية اليتامى في بعض المؤسسات الرعائية في لبنان' ان هذه المؤسسات عملت على تأهيل ايتام الحرب الاهلية منذ 1975، وتولت ايواء اللقطاء وتوفير الحياة التعليمية والطبية لهم.
كما توفر هذه المؤسسات فرص عمل لنزلاءها الايتام واللقطاء بعد التخرج، وتكون الأولوية لهم في الأماكن الشاغرة لديها بما يتلائم مع دراستهم وقدراتهم.
وتقوم ايضا بمتابعة أوضاع المتزوجات والمتزوجين منهم في منازلهم، إضافة إلى توفيرالدعم المادي والمعنوي لهم.
كما اشادت بالتبرعات التي تتلقاها هذه المؤسسات من لبنان وخارجها، مؤكدة انها ساعدت المؤسسات بشكل كبير في دعم انشطتها، وخدماتها.
ولفتت الى ان تكفل بعض الايتام في المؤسسات الرعائية خفف كثيرا من وطأة اليتم.
لكنها حذرت من وجود سلوكيات خاطئة تحدث في بعض المؤسسات مثل تدني مستوى النظافة في الملبس والمأكل، وعدم الاهتمام بجوانب نفسية هامة لدى الايتام واللقطاء.
كما حذرت من عدم تلقي نزلاء هذه المؤسسات التوجيه الديني الكافي، مطالبة بانشاء مسجد دائم داخل بعض المؤسسات الرعائية الخالية من وجود المسجد، ليقوم العاملون والمسعَفون بأداء الصلاة فيه جماعة.
وتاليا تفاصيل الدراسة:
مقدمة:
بدأ إنشاء المؤسسات الرعائية في لبنان قبيل انتهاء الحرب العالمية الأولى التي أملتها ظروف الحرب آنذاك، وتتالى بعدها، وإن كان أكثرها قد نشأ عند اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975م. بسبب تكاثر عدد اليتامى نتيجة الحرب، كما يحصل في الحروب والمنازعات عادة.
وغاية وجود المؤسسات الرعائية هو تفعيل وجود فئة مهمّشة في المجتمع، والعمل على تأهيلها من النواحي الإيوائية والتعليمية والطبية والتوجيهية، مع العمل على رفع مستواها في الوقت نفسه، وجعلها فاعلة في المجتمع وقادرة على تحمل المسؤولية.
ويقول الأستاذ محمد بركات، المدير العام لمؤسسات دار الأيتام الإسلامية في بيروت، في مقابلة معه بعد 45 عاماً من العمل في الحقل الرعائي: ' لا بديل عن دور الأسرة ( الأب أو الأم )، ومن يقول إن المؤسسة الرعائية هي أفضل من البيت يكون كلامه كلام هراء، وأسوأ أسرة أفضل من أحسن مؤسسة رعائية. إلا أن هناك أطفالاً ليس لهم حِضْنٌ ينعمون به، ولا سقفٌ يعيشون تحته، لذلك وُجدت المؤسسات الرعائية، وهي ضرورية لهذه الفئة من الأولاد لمنعهم من الانحراف، لأن غياب المؤسسات الرعائية يزيد من وجود الأطفال القابلين للانحراف '، ومرد ذلك يعود إلى:
1. جهل الأهل بتسييب أبنائهم في الشوارع مع انعدام الرقابة التربوية الأسرية.
2. تخلف اجتماعي نتيجة للجهل في البيئة التي يعيش فيها الأولاد، ويكثر هذا النوع من التخلف عادة خلال فترات الحروب والركود الاقتصادي.
3. الفقر المدقع، والوضع الاقتصادي المتردي.
4. الأمية، العمالة المبكرة، التسرب المدرسي، التسوّل، إلخ..
ويسوق هذا البحث فيما يلي تجربة بعض المؤسسات الرعائية في لبنان التابعة للمذاهب السُّنِّيَّة والشّيعيَّة والدُّرْزِيَّة، التي ضمت مسعَفين من يتامى وحالات اجتماعية صعبة، إضافة إلى استبيان أُجري على عدد من المسعَفين اليتامى في إحدى أقدم وأكبر المؤسسات الرعائية، ويشمل البحث، بإذن الله، عدة نقاط يمكن اعتمادها عرضاً ملخصاً للتجربة اللبنانية في الحقل الرعائي، ومن أبرز هذه النقاط:
قبول المسعَفين:
يُقبل في المؤسسة الرعائية اليتامى والفقراء والحالات الاجتماعية الصعبة بعد أن يتم إجراء استقصاء عن أوضاعهم الاجتماعية، لأن هناك فئات اتكالية من أفراد المجتمع تريد أن تتخلص من تحمل مسؤولية أبنائها فتتخلى عنهم عبر وضعهم في المؤسسة الرعائية، ونتيجة الاستقصاء من قبل الفريق العامل يتمّ قبول حوالي 60 % من الطلبات، مع التركيز على الفئات الأكثر استحقاقاً للرعاية والأكثر حاجة، وهو ما يتوافق مع طاقة المؤسسات الرعائية من استيعاب الحالات، علماً أنه في بعض الأحيان تستوعب المؤسسات الرعائية عدداً إضافياً فوق طاقتها لضرورات اجتماعية.
وتكون الأولوية في القبول لليتامى الفقراء، أو لأبناء العائلات التي لديها إعاقة أو أمراض مزمنة أو جنون، أو فقر شديد، أو طلاق، أو تعدد زوجات مع الجهل بحقوق الأولاد، أو تفكك أُسَري شديد، أو بداعي سفر الآباء إلى خارج البلاد والتهرب من المسؤولية الوالدية، أو السجن، أو المخدرات، إلخ..
وقبول المسعَفين يكون تبعاً لنظام المؤسسة الرعائية، فبعضها يستقبل المسعَفين من عمر يوم واحد، وبعضها في نهاية عمر السنتين، وبعضها أربع سنوات، وبعضها خمس سنوات، وكذلك يختلف انتهاء العمر الرعائي في المؤسسة الرعائية تبعاً لنظام كل مؤسسة، فبعضها ينهي الرعاية في سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، ومعظمها في سن الثامنة عشرة، إلا للحالات الصعبة كوجود لقطاء بين المسعَفين، وبعضها حتى نهاية مرحلة التعليم الجامعي.
وتستقبل بعض المؤسسات الرعائية اليتامى والحالات الاجتماعية الصعبة من أصحاب الإعاقات في مجمّعات خاصة، وترعاهم رعاية تامة، وتقدم لهم الخدمات الطبية الكاملة، وتسهر عليهم، وتسعى لتقديم ما يلزم لتأهيلهم نفسياً وتربوياً ومهنياً ليكونوا أفراد نافعين في مجتمعهم.
وتسعى بعض المؤسسات الرعائية إلى إيجاد فرص عمل لمسعَفيها بعد التخرج، وتكون الأولوية لهم في الأماكن الشاغرة لديها بما يتلائم مع دراستهم وقدراتهم.
ويتراوح عدد اليتامى بين المسعَفين في المؤسسات الرعائية بين 22 % و70 % حسب استيعاب المؤسسة الرعائية ومنطقة تواجدها، علماً أنه في فترة الحرب اللبنانية كانت النسبة الدنيا لعددهم تزيد على 60 % من عدد المسعَفين.
تجربة بعض المؤسسات الرعائية في مجال التعليم:
كانت بعض المؤسسات الرعائية تقوم بتعليم المسعَفين في مدارسها الداخلية مدة من الزمن، إضافة إلى تأمينها الغذاء، والكساء، والدواء، والمنامة لهم، مما أدى إلى عزلهم بشكل شبه تام عن المجتمع الخارجي، الأمر الذي سبّب لهم عدداً من المشكلات النفسية والسلوكية والصحية، ونتيجة لذلك قامت المؤسسات الرعائية بتعليم المسعَفين في مدارس خارجية تضم تلاميذ عاديين بغية دمجهم في المجتمع الخارجي، وتحولت المؤسسات الرعائية إلى ما يشبه بيوتاً للمسعَفين شأن الأولاد العاديين الذين ينمون في مجتمع طبيعي. وقد عانت المؤسسات الرعائية نتيجة لهذا التحول من بعض الصعوبات، ومن أبرزها:
1. نظرة الشفقة التي يلاقيها المسعَفون اليتامى من القيّمين على المدارس الخارجية.
2. استهتار المسعَفين بحاجياتهم المدرسية وتمزيقها أو تبديلها بأشياء أقل من قيمتها مع زملائهم، لعدم تمكنهم من الحصول عليها في المؤسسات.
3. سمة تخلف فئة من مسعَفي المؤسسات الرعائية، ويعود ذلك إلى اتكال الأهالي على المؤسسات الرعائية في كل صغيرة وكبيرة تخص المسعَفين، إضافة إلى عدم الإشراف على المذاكرة بشكل جيد من قبل بعض المشرفين والمشرفات في المؤسسات الرعائية.
4. التأخر الدراسي لبعض المسعَفين نتيجة عدم إرسالهم للمدارس من قبل ذويهم قبل التحاقهم بالمؤسسات الرعائية. كما أن هناك حالات كثيرة من التأخر الدراسي لا ترجع في أسبابها إلى انخفاض نسبة الذكاء العام عن المتوسط، ولكنها ترجع إلى أسباب اجتماعية وانفعالية وتربوية تهبط بتحصيل اليتامى عن المستوى الذي يتفق مع قدراتهم العقلية أو مع ذكائهم.
والملاحظ أن التأخر الدراسي موجود في المجتمع ككل، ولكنه موجود أكثر في شريحة اليتامى والحالات الاجتماعية الصعبة، وهذه النسبة تكثر في المؤسسات الرعائية عنها في شريحة اليتامى الموجودين في أسرهم، وهذا لا يمنع من وجود متفوقين في المؤسسات الرعائية أو في شريحة اليتامى الموجودين في أسرهم، ولتقوية عزيمة المسعَفين على التحصيل العلمي تسعى المؤسسات الرعائية لتقديم هدايا للمتفوقين منهم في نهاية الفصل الدراسي كحافز على النجاح.
وعموماً فإن المستوى التعليمي للمسعَفين هو مستوى الشهادة المتوسطة في الغالب، والذين ليس لهم رغبة في التَّعَلُّم يحوَّلون إلى التعليم المهني، بينما المسعَفين الراغبين في التَّعَلُّم، وهم الفئة القليلة، فإنهم يتابعون تعليمهم في الثانويات التابعة للمؤسسات الرعائية أو في مدارس الجوار، والتعليم الجامعي للمتفوقين منهم يكون جلّه في الجامعة التابعة للدولة اللبنانية.
وتقوم المؤسسات الرعائية بإلحاق المتأخرين دراسياً ببرنامج استلحاق تعليمي تربوي خاص، ويكون المنتسبون لهذا النظام عادة من المسعَفين الذين التحقوا بالمؤسسات الرعائية في أعمار متأخرة عن العمر الطبيعي للأولاد العاديين. والغاية من وجود هذا النظام هي استثمار ما يتوافر للمسعَفين من قدرات، ومدة الإلحاق تختلف بين مؤسسة رعائية وأخرى، ويتم إلحاق المسعَفين في هذا البرنامج وَفْقاً لتقرير المعلّمات حول حالاتهم، حيث يصار إلى وضعهم بالمرحلة المناسبة لهم من هذا النظام، وفي نهاية فترة الإلحاق، يُرسَل إلى وزير التربية شرح مفصل عن أوضاع المسعَفين ليتم الحصول لهم على إعفاءٍ من شرط السِّنّ المفروض على الطالب العادي، ويستطيع المسعَف ساعتئذ الالتحاق بالدراسة في أي مدرسة تناسبه من مدارس لبنان.
وإذا لم يستوعب المسعَف برنامج الاستلحاق الخاص به، تقوم المؤسسة الرعائية بإلحاقه ببرنامج خاص يتضمن مواد استلحاق مع تدريب مهني، ثم يتم تدريبه فيما بعد في التدريب المهني، حيث يتم تأهيل المسعَفين للالتحاق في الصفوف المهنية العادية، أو عبر إقامة دورات مهنية معجّلة لهم.
ويتم التعليم المهني ضمن مباني المؤسسات الرعائية، حيث يتم تخصيص كل مؤسسة رعائية ببعضٍ من الاختصاصات التالية: خياطة، أشغال يدوية، تزيين نسائي، نجارة، مساعد طباخ، ميكانيك سيارات، كهرباء، كمبيوتر، معلوماتية، علوم تجارية، مساعدة خيّاطة، خيّاطة، تطريز، أشغال يدوية، محاسبة، تمريض.
وتواجه التعليم المهني بعض المعوِّقات، والتي منها سحب بعض الأهالي لأبنائهم قبل انتهاء تدريبهم المهني، تحت حجة أنّه قد أصبح لدى المسعَفين معلومات كافية تمكّنهم من العمل ومساعدة أهاليهم مادياً.
الإرشاد الديني والتوجيه العام:
إن الدين الإسلامي هو سِمَةُ المجتمع المسلم وسببُ إنشاء المؤسسات الإسلامية الرعائية فيه، ومن خلال تعاليمه ينطلق التوجيه والإرشاد، وهذا الأمر لا يمنع وجود بعض الثغرات في مجال الإرشاد الديني في بعض هذه المؤسسات، وإن كانت تتفق جميعها في التوجيه العام.
والأمور التي تتفق فيها المؤسسات الرعائية هي حمل المسعَفين على تطبيق النقاط الأساسية التالية:
1. تعريف المسعَفين على المفاهيم الإسلامية، ابتداءً من حب الله إلى تعريفهم وتعليمهم المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية، من صِدْقٍ، وأمانة، وتواصل مع الناس.
2. حث المسعَفين على الانتماء إلى المجموعة والمشاركة فيها، وتعويدهم على تكييف سلوكهم مع المجموعة ليكونوا محبوبين داخل المؤسسات الرعائية، وتعليمهم طرقاً سليمة لحل الخلافات بينهم.
3. تنمية الشعور بالمسؤولية الذاتية والاجتماعية، وتعزيز مفهوم النظام في المؤسسات الرعائية، مع المحافظة على النظافة والحاجيات الشخصية والاهتمام بنظافة المحيط، إضافة إلى المحافظة على الصحة الغذائية والجسدية.
4. الاهتمام بصقل شخصية المسعَفين وتعزيز الثقة بالنفس، ومساعدتهم على تنمية قدراتهم في الحوار والتحليل والتفكير، وتنمية الحس الخيالي عند الصغار.
5. إعداد برنامج وقائي - علاجي يهدف إلى مساعدة اليتامى على مواجهة مشكلات الحياة، عبر النشرات التوجيهية والثقافية وإقامة اللقاءات الحوارية الجماعية.
وأما الأمر الأساسي الذي تختلف فيه المؤسسات الرعائية فهو أن بعضها يسعى جاهداً إلى تطبيق المفاهيم الإسلامية الخاصة بأبناء طائفته، وبعض آخر معتدل في تطبيقها، بينما بعض ثالث مقصِّر في ذلك عبر:
1. عدم تلقي المسعَفين التوجيه الديني الكافي، حيث يقتصر ما يتلقونه، بالدرجة الأولى، على ما يأخذونه في المدارس الخارجية، إضافة إلى فَقْدِ المرشد الديني في بعض الظروف.
2. عدم استيعاب مدى تأثير التوجيه الديني الصحيح والمستمر على نفسية المسعَفين ( اليتامى )، من حيث إعادة التوازن النفسي للطفل الذي فقد أهله ويعيش بعيداً عنهم، ومساعدته على مواجهة الحياة بشكل أفضل.
لذا يجب مراعاة ما يلي:
1. إعطاء الإرشاد الديني الأفضلية الأولى في المؤسسات والجمعيات كونه الدافع الأول لإنشاء هذه المؤسسات والجمعيات، ويجب أن يكون هذا التوجيه موجهاً إلى العاملين الرعائيين حتى يكونوا قدوة للمسعَفين في تصرفاتهم، مع توجيه للمسعَفين لتعلم أركان دينهم بشكل يساعدهم على تخطي وإزالة معظم المشاكل التي تواجههم نتيجة ابتعادهم عن أسرهم وعدم اندماجهم في المؤسسات أو المجتمع، لأن الإيمان هو أهم مساعد في هذا المجال. وتأمين التوجيه الديني يكون بواسطة مختصين تُدفع لهم رواتب كافية تتناسب مع كفاءاتهم، ويقوم هؤلاء بإعداد برامج مناسبة لكل من العاملين الرعائيين والمسعَفين تتناسب مع ثقافاتهم وأعمارهم ومسؤولياتهم.
2. إعداد قاعة كبيرة مجهزة تجهيزاً جيداً لتكون مسجداً دائماً داخل بعض المؤسسات الرعائية الخالية من وجود المسجد، ليقوم العاملون والمسعَفون بأداء الصلاة فيه جماعة خلال الأوقات التي يتواجدون فيها في المؤسسات.
الرياضة والفنون والترفيه:
خطت المؤسسات الرعائية خطوات لا بأس بها في مجال الرياضة والفنون والترفيه، ومن أهم الخطوات التي قامت بها هذه المؤسسات أو بعضها الخطوات التالية:
1. إقامة المهرجانات الرياضية العامة، التي اشترك في بعضها بعض المسعَفين اليتامى.
2. تأمين مشاركة بعض مسعَفيها اليتامى في مسابقات عالمية فاز فيها بعضهم، وذلك في مجالات الرياضة، والرسم، والموضوعات المتعلقة بالبيئة.
3. تأمين مشاركة بعض مسعَفيها اليتامى في مؤتمرات خاصة بالأطفال يعرضون فيها لوجهات نظرهم.
4. إقامة عروض مسرحية في المناسبات الدينية والوطنية، وقد تمّ عرض بعض هذه المسرحيات في عدد من البلدان العربية.
5. تحويل بعض القاعات في بعض المؤسسات إلى قاعات سينما لتسلية مسعَفيها اليتامى عبر عرض أفلام رسوم متحركة، وأفلام علمية، وتربوية، تحت رعاية دينية، بدل التِّلفاز المُشَوِّش الذي يعرض الغَثَّ والثَّمين، كما قامت بإنشاء شبكة بَثٍّ داخلية في قاعات الجلوس الخاصة بالأقسام حسب الفئات العمرية.
6. توزيع الهدايا على المسعَفين، خاصة الصغار منهم، في الأعياد والمناسبات.
7. تنظيم رحلات سياحية ترفيهية للمسعَفين إلى مناطق عدة من لبنان، وكذلك إلى أماكن الألعاب الترفيهية الكهربائية.
8. تنظيم زيارات للمسعَفين إلى مؤسسات رعائية خاصة بالمعوَّقين، كي يشعر المسعَفون بنعمة الله عليهم مقارنة بوضع المعوَّقين.
9. تنظيم زيارات للمسعَفين إلى مؤسسات علمية للتعرف عليها، ومشاهدة أعمالها ميدانياً، كزيارة المطار مثلاً، حيث يتعرف خلالها المسعَفون على أقسام المطار ويتفقدون بعض الطائرات من الخارج والداخل.
10. تأمين اشتراك بعض المسعَفين في بعض المخيمات الكشفية التي تنتشر في عدة أماكن من جبال لبنان خلال فصل الصيف.
11. إقامة نشاطات ترفيهية مختلفة مثل: الرسم، الموسيقى، الأشغال اليدوية، الإنشاد الديني، الشطرنج، مع مساعدة المسعَفين الموهوبين على تنمية مواهبهم في هذه النشاطات، مع إشراكهم في مسابقات تنافسية بينهم وبين تلاميذ المدارس الأخرى.
الغذاء:
خطت بعض المؤسسات الرعائية خطوات واسعة في مجال الغذاء، حيث تعتمد على إغناء البرامج الغذائية بالتشكيل والتنويع في ألوان الأطعمة، مع مراعاة توفير البروتين والفيتامين والحرص على النظافة المطبخية، وهذه الخطوات لم تمنع من وجود شكاوى من بعض المسعَفين حول هذا الموضوع، ومن أبرز هذه الشكاوى:
1. ضيق الوقت المعطى للمسعَفين لتناول طعامهم، بسبب عدم استيعاب قاعات الطعام في بعض المؤسسات الرعائية لعدد المسعَفين الذين يتناولون طعامهم على دفعات تحت إشراف مباشر من الموظفين الرعائيين، ولوجودهم في صفوف مخصصة، فيكون الأول أسعد حظاً بينما يكون الأخير أتعس حظاً لضيق الوقت المعطى لتناول الطعام.
2. الإهمال أحياناً في تنظيف الخضار والحبوب المُعدة للطهي.
3. اختلاف طعام المشرفين والمشرفات أحياناً عن طعام المسعَفين، حيث تكون نوعيته أفضل.
4. قيام بعض الموظفين في قاعات الطعام بأخذ بعض الأطعمة أو الحلوى المخصصة للمسعَفين دون أن يراهم أحد.
الكساء:
كانت ملابس المسعَفين موحدة الزي في كل مؤسسة رعائية قبل الحرب اللبنانية، ثم أصبحت ملونة ومنوعة بعد ذلك، وبقي الزي موحّداً لمسعَفي المؤسسات الرعائية التي تضم مدارس في أرجائها خلال فترات التدريس فقط، كما يحدث مع التلامذة في المدارس الخارجية. وتقوم المؤسسات الرعائية بتوزيع الملابس القديمة والجديدة على اليتامى مرتين أو ثلاث مرات سنوياً، والجديد منها يوزع في عيدي الفطر والأضحى.
كما تسمح إدارة المؤسسات الرعائية باستلام المسعَفين اليتامى ملابس إضافية من أهاليهم، الأمر الذي يؤدي إلى تمايز في مستوى الملابس بين المسعَفين اليتامى حسب وضع العائلات المادي.
وتقوم بعض المؤسسات الرعائية بتوزيع الملابس الجديدة فقط، وتقدم الملابس القديمة التي ترِدُها كهبات من المتبرعين إلى جمعيات اجتماعية تقوم بتوزيع الملابس القديمة على المحتاجين بعد غسلها وفرزها.
الغسيل:
أصبحت العناية كبيرة في مجال غسل الملابس بعد استحداث الآلات الضخمة الكبيرة لتتناسب مع الكميات التي تقوم بغسلها، ليتم بعد ذلك فرزها وكيُّها وتوضيبها، عبر عمال متخصصين في الكيِّ والتوضيب في بعض المؤسسات الرعائية، وعبر المسعَفين الأكبر سِنّاً في بعض المؤسسات الرعائية التي لديها نقص في إمكانيات تأمين عمال للكيِّ والتوضيب. ويشتكي بعض المسعَفين من أن ألوان الأثواب تختلط أحياناً بعضها ببعض، نتيجة غسل الأثواب مع بعضها البعض دون تمييز في درجة الحرارة المطلوبة لكل نوع.
المنامة:
تستوعب غرف المنامة في المؤسسات الرعائية، التي تتعدد تبعاً لجنس المسعَفين، ذكوراً أو إناثاً، وتبعاً للفئة العمرية، ما بين 8 إلى 14 مسعَف في المتوسط العام، حسب أنظمة المؤسسات الرعائية، وحسب اتساع الغرف، وحسب ضغط الحالات على المؤسسات الرعائية.
وتقوم المؤسسات الرعائية خارج العاصمة بيروت بتحديد مجموعة المسعَفين في كل غرفة منامة بناءً لقواعد خاصة تتركز على علاقات القرابة وأماكن سكن أهاليهم، حيث يتم جمع الأقارب أو الجيران مع بعضهم البعض في غرفة واحدة ما أمكن ذلك، وذلك للمحافظة على مجتمع الأسرة أو المحيط حتى لا يشعر المسعَفون بالغربة.
وتشرف على غرف المنامة مشرفات متخصصات للإشراف على مجموعات الأطفال دون التاسعة، أو على مجموعات البنات، كما يشرف مشرفون ذكور على مجموعات الذكور فوق سن التاسعة، ويبدأ الإشراف يومياً من لحظة عودة المسعَفين من المدارس.
الصحة:
تهتم المؤسسات الرعائية بصحة مسعَفيها اليتامى عبر الفحص الطبي العام للمسعَف حين التحاقه بالمؤسسة، إضافة إلى الفحوصات الدورية واللقاحات التي يتمّ تسجيل تفاصيلها ومواعيد إجرائها في بطاقات خاصة بكل مسعَف. وكذلك يوجد في بعض المؤسسات الرعائية مستوصفات صغيرة خاصة بها تحتوي على كل ما يلزم من المعدات الطبية والأدوية الضرورية، كما يوجد في البعض منها عيادة لطب الأسنان، وأخرى للكشف الطبي، وغرفة مجهزة بعدة أسرّة لعزل المرضى عن الأصحاء ليكونوا تحت الرعاية الطبية المباشرة، كما تعتمد المؤسسات على الطب الوقائي عبر توجيهات عامة تُقدَّم إلى المشرفات والمشرفين المسؤولين في أقسام المؤسسات.
أما الحالات الخطرة فيتمّ نقلها إلى المستشفيات عبر اتفاقات تعقد بين المؤسسات الرعائية والمستشفيات على أن تتكفل المؤسسات الرعائية بسائر النفقات، علماً أن المسعَفين اليتامى في المؤسسات الرعائية لا علاقة لهم بالضمان الاجتماعي .
الصحة النفسية:
إن للصحة النفسية تأثيراً كبيراً على المسعَف، ويظهر ذلك بوضوح في النقاط التالية:
1. عندما ينسلخ الطفل عن بيئته الطبيعية في سِنيه الأولى ويعيش في المؤسسات الرعائية، تمتد عنده الناحية الفَمِّيَّة ( تناول كمية كبيرة من الطعام ) بعد دخوله المؤسسة، ليعوِّض بها عن الفراغ العاطفي الذي أصابه نتيجة انسلاخه عن بيئته. كما ينعكس هذا الفراغ العاطفي سلباً على سلوكه في بعض الأحيان، كشعوره بالنقمة والحقد.
2. عندما يطول بقاء اليتيم المسعَف في المؤسسة الرعائية لسنوات عدة، تتولّد عنده مشاكل سلوكية، أو يتميّز سلوكه بالعدوانية والسخط، حتى إذا ما انخرط في المجتمع فإنه يشعر بالغربة. والشعور بالغربة هو من أهم المشاكل التي يعانيها الخريجون الذين أمضوا فترة طويلة داخل المؤسسات، إضافة إلى النقمة والسخط على المجتمع. والسبب الرئيس في ذلك هو شعورهم بأنهم قد طردوا من أماكن نشوئهم وذكرياتهم ... ولأن آخرين قد حلوا مكانهم.
3. ينقِم فريق من الأطفال المسعَفين على أسرهم، لوجود إخوة لهم في منزل الأهل يترعرعون في كنف آبائهم، بينما هم محرومون من الحنان والدفء الأسري.
4. ينعكس أثر الانسلاخ عن الأسرة والالتحاق بالمؤسسات الرعائية على نفسية المسعَفين بغلبة السكوت عليهم، والتسليم لما آل إليه وضع المسعَف ( خاصة البنت )، فلا يستطيع أن يفعل شيئاً سوى ما يؤمر به، فيكون طيّعاً للأوامر، ومنهم من ينعكس الأمر عنده بالشغب، ومنهم بالعدوانية تجاه الآخرين، ومنهم من يحمد الله سبحانه وتعالى على وضعه بالنسبة لأوضاع آخرين، ومنهم من يفضل السكن بالمؤسسة الرعائية) المَيْتَم ) على الالتحاق بأهله عند فَقْدِ الأم على العيش مع زوجة الأب التي في حالات عديدة تكون ظالمة.
5. تنطلق المشاحنات في حالات الطلاق من الأب والأم إلى الأبناء الإخوة في المؤسسات الرعائية، فبينما يكون الأول متحيزاً لأمه، يكون الآخر متحيزاً لأبيه. فانفصال العائلة يشكل ألماً شديداً في حياة الأطفال وجراحاً نفسية عميقة، إضافة إلى ما ينتج عن زواج أحد الأبوين بعد الطلاق أو كلاهما مع تخلّيهما عن مسؤولياتهما الوالدية تجاه أولادهم، حيث يتركونهم للتشرد واليتم مع أن أهلهم أحياء، مما ينعكس سلباً على المسعَفين من الناحية النفسية والسلوكية من لا مبالاةٍ وعدمِ تقديرٍ للمسؤولية، وهذا الأمر يكون سبباً رئيساً في تأخرهم الدراسي.
العلاقة مع الأهل:
وعت إدارات المؤسسات الرعائية ما لعلاقة الطفل بأهله من الأهمية، حيث تعيد هذه العلاقة للمسعَف شيئاً من الاطمئنان والتوازن النفسي، ولهذا قامت هذه الإدارات بمتابعة العلاقة بين الأهل وأطفالهم لتحسينها وتفادي سلبيات الابتعاد عن المنزل، ولهذه المؤسسات عدة أنظمة في اختلاط الأهل بالمسعَفين خلال العام الرعائي، فمن هذه المؤسسات من تسمح باصطحاب الطفل لزيارة أهله كل أسبوع، ومنها كل أسبوعين، ومنها كل ثلاثة أسابيع، ومنها فقط في العيدين وخلال فصل الصيف، على أن يرى الأهل أبناءهم أسبوعياً في مباني المؤسسات فقط، وعذر الإدارة في ذلك أن بعض الأطفال إذا خرجوا مع أهلهم فإنهم يكتسبون بعض العادات السيئة المشينة من البيئة البيتية والمناطقية غير السليمة التي تحيط ببعض الأسر، ثم ينقلون هذه العادات السيئة لرفاقهم.
ومن المسعَفين من ينتظر أهله ولا أحد يسأل عنه إلا في المواسم، في حين يخرج زملاؤه كل أسبوع أو أسبوعين مع أهلهم، وحين ملاقاة أهله بعد أسابيع عديدة يرفض الذهاب معهم قائلاً: ' أين كنتم حينما كنتُ بحاجة إليكم في الزيارات الأسبوعية؟ لقد انتظرتكم ... طويلاً ... وبكيتُكم ... كثيراً، ولكن لا حياة لمن تنادي إلا حين تَرَوْنَ أنتم وتريدون أنتم '؟!
وهناك من المسعَفين من يرفض الخروج لأسباب يراها مشينة في منزله، وفي هذه الحالات يؤخذ برأي الطفل ولا يؤخذ برأي الأهل حتى يسوّى الوضع الأسري. وهناك من يأتي لصحبة أولاده في ثياب رثة ومتسخة جداً مما يجعل الطفل يرفض الذهاب مع أهله، لأن ما تقدمه المؤسسة الرعائية أفضل بكثير مما يقدمه مجتمع الأهل، مما يؤثر على نفسية المسعَف ويرفض الالتحاق بأهله لأنه يخجل من مجتمعه المتخلف والمتسخ تجاه أقرانه، ويؤدي به إلى رفض الواقع الأهلي الذي ينتسب إليه. وهنا تسعى المؤسسات الرعائية بتوعية الأهالي لقيمة النظافة والترتيب، وأنه يجب استلام الأبناء في ثياب نظيفة ومكوية على الأقل. وإلا يبقى الأبناء في المؤسسات، وإدارة المؤسسات الرعائية جميعها تنزل عند رغبة الطفل في مغادرة المؤسسة الرعائية أو في البقاء فيها خيفة عليه من مجتمع الأهل في أحيان كثيرة.
وجميع المؤسسات تعاني من التعامل مع أهالي الحالات الاجتماعية الصعبة أكثر بكثير مما تعانيه مع أهل اليتامى، ومرد ذلك إلى أن اليتم من الله، أما التعامل مع أهالي الحالات الاجتماعية الصعبة فتعتريه كثير من الصعوبات، لأن معظم هذه الحالات ناتج عن تفكك أسري، أو سجن، أو بسبب تعدد الزوجات، أو الجهل الاجتماعي وعدم تقدير المسؤولية وما شابه، الأمر الذي ينعكس سلباً على نفسية المسعَف، حيث يتم تفريغ غضب كُلٍّ من الوالدين وأهلهما تجاه الطرف الآخر في نفس الطفل المسعَف، الأمر الذي يتسبب له بعقد نفسية وكآبة وانطوائية وعدوانية ضد الآخرين، وفي بعض الأحيان يستغل الولد الذكي حالة الصراع بين أمه وأبيه وأهلهما لصالحه للحصول على كل ما يشاء، وينشأ بالتالي مُتَّصِفاً بالدلع والميوعة.
كما تعاني المؤسسات الرعائية من صعوبات مع أهالي المسعَفين، ومن أهمها:
1. استيلاء بعض الأهالي على الحاجيات التي تقدمها المؤسسات الرعائية لأطفالهم، كاستبدال الحذاء الجديد الذي يذهب به المسعَف اليتيم إلى ذويه بحذاء أخيه الممزق وما شابه من هذه الأشياء.
2. إهمال نظافة المسعَفين من قبل الأهالي أثناء وجود الأطفال في منازلهم في الإجازات الفصلية وعطلة الصيف، ومرد ذلك أنه في غالب الأحيان تكون بيئة الأهل زراعية، أو فقر شديد، وتغلب عليها الأمية والجهل الاجتماعي.
3. عدم متابعة الأهالي لدروس أبنائهم والاتكال فقط على المؤسسات الرعائية، وحتى لو كان الأبناء في إجازة تأتي بعدها امتحانات، فإن الأهالي لا يكلفون أنفسهم العناء لمتابعة دروس أبنائهم وتوجيههم، بل يتكلون على المؤسسات الرعائية مع عدم وجود وقت لذلك بعد الإجازة.
4. تعلم الأبناء من الأهالي العادات السيئة والكلام البذيء، مما يتعب المؤسسات بإعادة التوجيه والتعليم من جديد، لأن الطفل عادة هو وليد بيئته ومجتمعه الذي نشأ وترعرع فيه.
5. زيادة عدد المسعَفين بشكل ظاهر خلال سنوات الحرب اللبنانية وما تلاها من مؤثرات اقتصادية صعبة، أو ظروف اجتماعية قاهرة نتيجة اتكالية الأهل على المؤسسات الرعائية.
6. اتكالية الأهل وتنصّلهم من مسؤولياتهم الوالدية وتحويلها إلى عهدة المؤسسات الرعائية في كل شيء، حتى في الوضع الصحي لأولادهم، فهم لا يأخذونهم إلى أي طبيب أو مستوصف ولا يأتونهم حتى بدواء، بحجة أنه بعد انقضاء العطلة فإن المؤسسة الرعائية هي الملتزمة بالوضع الصحي للأطفال، وكأنهم غير معنيين بالمسؤولية الوالدية، وقد وصل بعض الأطفال إلى المؤسسات بعد العطلة الطويلة وقد شارف بعضهم على الموت.
7. إبقاء الأهل المسعَف المريض مرضاً يحتاج إلى ثلاثة أيام من الراحة، شهراً من الزمن لديهم، دون تقدير منهم لمدى تأثير ذلك على مستواه الدراسي بانقطاعه عن الدراسة.
8. جهل بعض الأهالي التربوي واستعمالهم لغة الضرب المبرح مع الأبناء، الأمر الذي أدى في بعض الحالات إلى عطب أعضاء أولادهم من شدة الضرب ، مع إيحائهم لإدارة المؤسسات الرعائية باستعمال لغة الضرب مع أبنائهم إذا استدعى الأمر ذلك، علماً أنه في المفهوم التربوي يجب أن يفهَّم الطفل ماذا فعل، وما هو خطؤه في فِعله ذاك، عبر أساليب تربوية كثيرة لتفهيم الطفل عدا الضرب الذي يمكن أن يتم في بعض الحالات من باب: ' آخر الدواء الكيّ '.
9. جهل بعض الأهالي الاجتماعي الذي يتجلى بعدم اصطحاب الأبناء في العطل والمواسم، ويتذرّعون لذلك بعجزهم عن تأمين أجرة المواصلات ( مع صحة هذا العذر بالنسبة لبعض الأهالي نتيجة حالات الفقر الشديد في المناطق النائية )، الأمر الذي يتسبب بتحطيم نفسية الأطفال.
10. التخلف الاجتماعي لبعض الأسر الممتدة، التي تعيش في مناطق جردية بعيدة ومتخلفة، خاصة تلك التي تأخذ برأي العشيرة، أو برأي الجد الذي يفرض رأيه على الجميع، الأمر الذي يجعلها لا تتأثر بوجود الطفل أو عدمه، دون إدراكٍ منها بأن بقاء ولدها المسعَف في المؤسسة لفترة طويلة تمتد إلى عدة أسابيع أو عدة أشهر دون أن يرى أحداً من أهله يُضعف الروابط الأسرية بينه وبينهم مع الزمن.
حرص المؤسسات الرعائية على المسعَفين:
تحرص المؤسسات الرعائية على المسعَفين من حيث المتابعة في الشؤون التربوية والأخلاقية والنظافة أكثر من حرص أهلهم عليها. كما تحرص المؤسسات الرعائية في بعض الحالات على العلاقة مع المسعَفين بعد تخرجهم، كحالة قتل الأب الأم، ونشأة الأولاد في المؤسسة الرعائية، حيث تخشى المؤسسات الرعائية أن يطالب الأب بعد خروجه من السجن ببناته، لخوفها من كيفية تعامله معهن عند خروجه من السجن، وما شابه.
تدابير تعتمدها إدارات المؤسسات الرعائية لمصلحة المسعَفين مع أهاليهم:
1. إذا أهمل الأهل أبناءهم ولم يكترثوا بهم، بحجة أن ما حدث معهم لم يحدث مع غيرهم، وطالت فترة عدم سؤال الأهل عن أولادهم إلى عدة أشهر، يتم إرسال الطفل إلى ذويه مع الأخصائية الاجتماعية لإجبارهم على قبوله.
2. نتيجة للنفسية الصعبة التي يعيشها المسعَفون الذين أخذ الأب حضانتهم ومَنَعَ الأم من مشاهدتهم، فإن المؤسسات الرعائية تقوم بدور الوسيط بين الطفل والأم في أوقات خارجية تُنظَّم للقاء بينهما بدون علم الأب، لشعور إدارة المؤسسات بأهمية التواصل الأسري عبر الحنان والعطف حتى لا تنقطع المودة مع الأهل.
3. توصّلت بعض المؤسسات الرعائية إلى ترميم بعض العلاقات المنقطعة بين الأطفال وأهاليهم والتي تجاوزت مدة انقطاع بعضها ما يزيد على ثلاث سنوات، وقد تم ذلك عبر أخصائيين اجتماعيين.
4. تُعِدُّ الإدارات بعض النزهات خارج المؤسسات الرعائية لتأمين نوع، ولو جزئي بسيط، من العلاقة مع المجتمع للأطفال الذين لا يسأل عنهم ذووهم أو لا عائل لهم ( اللقطاء )، لأن فقدان العلاقة مع الأهل، وبالتالي مع المجتمع، ينعكس سلباً على هؤلاء بشكل كبير يؤثّر على نفسيتهم وسلوكهم، ويظهر ذلك من خلال شعورهم بالمرارة والسخط على المجتمع.
5. تقوم المؤسسات الرعائية التي ترعى لقطاء بمتابعة أوضاعهم بعد التخرج، لأن خروجهم من المؤسسات الرعائية يشكل لديهم عقدة الخوف من فقدان السَّنَد، فهم يشعرون بالانتماء الدائم للمؤسسات الرعائية لأنها هي الأم البديلة وهي الأهل والملاذ، وهم يشعرون بأن المؤسسات الرعائية لا تزال مسؤولة عنهم فعلياً لا شكلياً. كما تهتم المؤسسات الرعائية بمستقبل اللقيطات، حيث تقوم، بعد أن تتم خِطبتهن، بتجهيزهن وإقامة حفلة العرس لهن .
وتقوم المؤسسات الرعائية بمتابعة أوضاع المتزوجات والمتزوجين منهم في منازلهم، إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي لهم، حيث إن عقدة الخوف من المجتمع تكون موجودة لدى المتزوجات والمتزوجين الجدد، ولهذا تتم زيارات متبادلة بين مشرفات المؤسسة الرعائية وبين العروس في بيتها، حيث أن هذه الزيارات تساعد على إزالة تلك العقدة تدريجاً، وتقوم المؤسسات الرعائية كذلك بمساعدة الأسرة في النواحي المادية والعينية في حالة عدم كفاية دَخْلِ الزوج، كما يتم تقديم الملابس في المناسبات والأعياد.
6. تمنع بعض المؤسسات الرعائية تصوير المسعَفين ضمن أي إعلان عن المؤسسة الرعائية التي ترعاه، حتى لا يكون في الأمر تشهير بهم بين بعض رفاقهم في المدارس الخارجية الذين لا يقدِّرون أوضاعهم، وكذلك بين بعض جيرانهم وأقربائهم، كما أن بعض الأهل يعتبرون الأمر فضيحة لهم ولأولادهم.
ملاحظات عامة عن وضع الأهالي:
تغيرت أوضاع كثير من العائلات في هذا الزمن من حيث المسؤولية الوالدية، فقد كانت أم اليتامى في السابق تضحي بحياتها ولا تتخلى عن أولادها لعائلة أبيهم، بينما كثير منهن اليوم، في حالة التفكك الأسري أو وفاة الزوج، لا يسألن عن أبنائهن ويتنازلن عن حقهن في حضانتهن وكأن شيئاً لم يكن، ثم يَلحقن بأهلهن ويتركن أولادهن عند الجدّين، مع أن أغلب الجدود ليست لديهم قدرة على التربية، فيعملون على تدليل الأولاد ويتركون الملاحظات التربوية جانباً، ولذلك ينشأ الأولاد غير قادرين على تحمل أي مسؤولية نتيجة عدم تدربهم عليها.
وهذا الوصف لحالات كثير من الأمهات لا ينفي وجود عدد لا بأس به من الأمهات اللواتي يتحملن المسؤولية الوالدية، ويَقُمن باستشارة المؤسسات الرعائية عند تعرضهن لمشاكل مع الأبناء في الإجازات أو بعد التخرج.
وتسعى إدارات المؤسسات الرعائية إلى تحسين الروابط بين الأهل والمسعَفين من خلال اجتماعات التوعية التي تقيمها مع الأهالي أسبوعياً أو شهرياً أو في المناسبات، حسب نظام كل مؤسسة رعائية، مع التركيز على القيم والمفاهيم الإسلامية التي، للأسف، لا يُعمل بها إلا قليلاً.
مشاكل المؤسسات الرعائية مع مسعَفيها اليتامى:
تعاني المؤسسات الرعائية من مشاكل مع مسعَفيها، ومن أبرز هذه المشاكل:
1. التبول اللاإرادي، الذي قامت المؤسسات الرعائية بالتعامل معه عبر تعميم الإرشاد على المشرفين بعدم التعرض لأي مسعَف ومتابعة مشكلته طبياً، لأن المشكلة الإدارية في القسم الذي يعيش فيه المسعَف لن تتجاوز غسل شراشف الأسِرَّة، بينما معالجة المسعَف هي الأهم. وحين يتبين أن لا مشاكل عضوية عند المسعَف، يتم إيقاظ المسعَف في الليل للتبوّل، مع القيام بالوقاية من التبول اللاإرادي عبر تخفيف تناول المسعَف للسوائل بعد الساعة السادسة مساء، علماً أن عملية التبول اللاإرادي قد تستمر إلى سن البلوغ.
2. استهزاء المسعَفين بالحاجيات التي تقدمها لهم المؤسسات الرعائية، خاصة في سن المراهقة، حيث يحاولون استغلالها مادياً، في حين أن ما يُ*** من المنزل، ولو كان شيئاً صغيراً، هو العزيز الغالي.
3. عدم التكيف مع القسم الداخلي.
4. معاناة عدد من المسعَفين من مشاكل سلوكية صعبة يجب حلها عند أخصائيين.
5. معاناة عدد من المسعَفين من مشاكل نفسية، كالانطواء، والعدوانية ضد بعض الأشخاص، وعقدة النقص.
6. حملُ عدد من المسعَفين، بعد عودتهم من زيارة أهاليهم، خصالَ مجتمعهم الذميمة أخلاقياً، من البذاءة في الألفاظ، إلى الكذب، والسرقة، والشغب، وعدم الانضباط، مما يضطرها إلى تكثيف الجهود لإبطال هذه الخصال واستبدالها بخصال حميدة.
7. معاناة عدد من المسعَفين اليتامى من تعدد المسؤولين عنهم في حياتهم عند زيارتهم لأهاليهم، خاصة الفتيات منهم، فالمسؤول عنهن ليس أمهاتهن أو آبائهن فقط، بل الأعمام والأخوال والجدود والجدّات، مما يتسبب بحقد المسعَفات اليتيمات اللواتي يفضلن ساعتئذٍ البقاء في المؤسسات الرعائية، التي تسعى إداراتها جاهدة لتوعية المسعَفات بأن التدخل من قبل الأهل هو من محبتهم لهن.
8. حُبُّ الخريجات اللواتي يتزوجن بسِنٍّ مبكرة نسبياً، لأولادهن بشكل غير طبيعي، بحيث يحاولن عدم السماح لهم بالزواج إذا ما كبروا، وكأن الأولاد ملك شخصي لهن وليسوا أبناء الحياة، ومنهن من يضعن أولادهن في المؤسسة الرعائية إذا ما اضطرتهن الظروف لذلك، فهي الأم والملاذ.
شكاوى اليتامى من تعامل بعض المؤسسات الرعائية معهم:
تكمن أبرز شكاوى المسعَفين من رعاية المؤسسات لهم في:
1. عدم تسوية بعض المشرفات والمشرفين في المعاملة بين المسعَفين.
2. حب سيطرة بعض المشرفات والمشرفين وعدم تقربهم من المسعَفين.
3. كِبَرُ العدد المخصص لكل مشرفة والذي يقارب العشرين مسعَفاً، والمسعَف بحاجة لمن يسمع له مشاكله، ومعظم المشاكل تنشأ عن سوء الاستماع. والملاحظ في الحياة العادية أن الأم التي لديها أكثر من طفل، تراهم يتشاجرون ويتضاربون عند عودتهم من المدرسة أيهم سيخبرها أولاً بما حدث معه في المدرسة، فكيف بعشرين طفلاً لمشرفة واحدة ليس لديها خبرة بالأمومة ، ناهيك عن ثقافتها المحدودة وراتبها القليل الذي تتقاضاه.
4. تغيير المشرفات المستمر في حضانة الأطفال، الأمر الذي يُشْعِر المسعَفين بالضيق، خصوصاً في سِنيهم الأولى.
5. النظام الصارم الذي يؤثر سلباً على نفسية المسعَفين خاصة في سن المراهقة.
6. النقص في الاهتمام الفعلي بالتوجيه والإرشاد الديني، ولذلك يطالب المسعَفون إدارة المؤسسات الرعائية بضرورة تأمين تعليم قراءة القرآن الكريم بشكل جيد مع تفسيره، وبتطبيق الصلاة الجماعية في كل الأوقات في بعض المؤسسات الرعائية المقصرة في ذلك، وليس في يوم الجمعة.
7. النقص في الاهتمام الفعلي بالكساء، خصوصاً الأحذية.
8. عدم احتشام ملابس العاملات في بعض المؤسسات الرعائية.
9. عدم العناية التامة بنظافة المسعَفين ما دون السنتين، الأمر الذي يتسبب في إصابتهم بالاحمرار والالتهاب في مؤخراتهم.
10. النقص في عدد الحمامات بالنسبة لاحتياجات المسعَفين في عدد من المؤسسات الرعائية.
11. عدم تأمين ملاعب كافية تستوعب جميع المسعَفين في بعض المؤسسات الرعائية، مع المطالبة بتأمين مراجيح ومعدات لهو داخلها تناسب جميع الأعمار.
نتائج استبيان تمّ مع يتامى مؤسسات رعائية:
تمّ إجراء استبيان على مئة وثلاثة عشر يتيماً اختيروا بشكل عشوائي من يتامى مؤسسات رعائية، وقد تمّ اختيارهم من ستة أقسام مختلفة، وشمل الاستبيان 68 ذكراً و45 أنثى، تراوحت أعمار المسعفين بين 9 – 17عاماً، وكانت الإقامة داخلية لـ 90 يتيماً، وخارجية لـ 23 يتيماً، وكان عدد حالات اليتم لجهة وفاة الأب 85 حالة، ولجهة وفاة الأم 21 حالة، وغير معروف ( لقطاء ) 7 حالات.


وقد تضمن هذا الاستبيان الأسئلة التالية:
1. اسم اليتيم الثلاثي ( اختياري ).
2. محل وتاريخ الولادة.
3. الإقامة في المؤسسة.
4. تاريخ الدخول للمؤسسة.
5. 5 – تاريخ الرعاية.
6. 6 – حالة الوالدين ( أ – الأب متوفى، أسباب الوفاة وتاريخها، الأب مفقود، مهنة الأب. ب – الأم متوفاة، أسباب الوفاة وتاريخها، الأم مطلقة، أسباب الافتراق وتاريخه، مهنة الأم. ج – اسم ولي أمر اليتيم، مهنة الولي، صفة القرابة ).
7. علاقة اليتيم مع أفراد أسرته ( جيدة، وسط، ضعيفة، مفقودة، نفور ).
8. الوضع الاجتماعي المدرسي ( ' منطو، منفتح، متردد، ذكي، اجتماعي، غيره '، المرحلة الدراسية الحالية، السنة المدرسية، اسم المدرسة ' اختياري '، اللغة الأجنبية، مستوى العلامات المدرسية ' جيد جداً، جيد، حسن، ضعيف، ضعيف جداً ' ).
9. الطموح المدرسي ( تعليمي مهني ' سبب اختياره لنوع المهنة ' ).
10. العلاقة مع الزملاء في المدرسة.
11. المشاركة في اللعب مع الزملاء التلاميذ أم عدم المشاركة.
12. تفضيل اللعب داخل المدرسة مع الزملاء من المؤسسة الرعائية أم مع الزملاء من خارجها.
13. العلاقة مع المشرفين ( متفاهم معهم، يصارحهم عن مشاكله ويتقبل نصائحهم ).
14. تأثير الحرب على الطفل اليتيم ( هل دخل إلى المؤسسة بتأثير الحرب، هل يعاني من مشاكل نفسية معينة).
15. الطموح المستقبلي.
16. هل التربية الإسلامية كافية.
17. ما هو الشيء الذي يحب أن تقدمه المؤسسة له.
18. ما هو الشيء الذي يحب أن يقدمه المجتمع له.
وبنظرة متفحصة لإجابات اليتامى على هذا الاستبيان يمكن استخلاص النتائج والملاحظات التالية:
1. إن عدد اليتامى المنتسبين للمؤسسات الرعائية من العاصمة بيروت بلغ حوالي 35 %، والنسبة الباقية من باقي المحافظات، مع وجود 6 % غير معروفة مناطقهم ( لقطاء )، وتبين من خلال الدراسة الميدانية بين المؤسسات الرعائية أن بعض المؤسسات الرعائية لديها مسعَفين لقطاء خلال وبعد انتهاء الحرب اللبنانية، ولكنها تنفي وجودهم لأسباب خاصة بها، وتعزو ذلك إلى مصلحة المسعَفين اللقطاء كي لا يتميزوا عن أقرانهم من المسعَفين.
2. إنّ حالة وفاة الأب تغلب على حالة وفاة الأم كسبب رئيس لإدخال اليتيم إلى المؤسسات الرعائية.
3. إنّ مهن الآباء المتواضعة قبل وفاتهم، جعلت من اليتم والفقر عاملين أساسيين لإدخال اليتامى إلى المؤسسات الرعائية.
4. إنّ 36 % من أمهات اليتامى في المؤسسات الرعائية تزوجن بعد وفاة أزواجهن، مما يدل على أن المؤسسات الرعائية تتحمل عبئاً كبيراً من الرعاية الأسرية بتحملها مسؤولية المسعَفين.
5. إنّ علاقة يتيم الأب مع أهل أمه أفضل من علاقته مع أهل أبيه المتوفى.
6. إنّ الحالة الفكرية لليتامى في المؤسسات الرعائية من حيث الذكاء لا تختلف عن غيرهم من اليتامى. أما الاختلاف فهو في التحصيل العلمي، ومرده إلى قلة الاهتمام بمذاكرتهم ومساعدتهم خارج دوام الدراسة، أو في تقصير الأهل في إدراج أولادهم في المدارس قبل إدخالهم إلى المؤسسات الرعائية.
7. إنّ حوالي 63 % من المسعَفين اعتبروا أن ما يتلقونه من تربية دينية غير كافٍ وطالبوا بالمزيد، و27 % اعتبروها كافية، فيما الـ 10 % الباقية كانت غير مبالية.
8. إنّ 58 % من المسعَفين اليتامى يفضلون ترك المؤسسات الرعائية والعيش مع ذويهم، رغم أن الخدمات التي تقدمها لهم المؤسسات الرعائية تفوق في معظمها أضعاف ما يقدمه ذووهم لهم، مما يدل على أهمية نشوء اليتامى في أسرهم، وتأمين المساعدة لهم داخلها وليس عبر عزلهم عنها.
9. إنّ 14 % من المسعَفين اليتامى اشتكوا من رداءة الطعام المقدم إليهم في المؤسسات الرعائية التي ينتمون إليها.
10. إنّ أطفال المؤسسات الرعائية يعانون نقصاً في الحنان مقارنة بسواهم من اليتامى، لابتعادهم عن أسرهم وعدم وجود البديل الكافي عن حنان الأسرة في المؤسسات الرعائية.
11. إنَّ اليتامى بحاجة إلى الشعور بالأمان، وإن عبَّروا عن ذلك بطريقة غير مباشرة.
12. إنَّ اليتامى في المؤسسات الرعائية يطالبون بزيادة البرامج الترفيهية، مثل الرحلات، والتربية الرياضية، والحفلات، وتوزيع قَصَصٍ دينية، وألعاب، ونسخ من القرآن الكريم.

ملاحظات بعض المشرفين في المؤسسات الرعائية عن أوضاع المسعَفين:
1. إن المسعَفين في المؤسسات الرعائية يتميزون بحب التملك الشديد للأشياء مخافة فقدانها، وإن كانت هناك حالات مستثناة في بعض الأحيان، إذ إن لكل قاعدة شواذ.
2. إن المسعَفين يبكون بكاءً عنيفاً وبعصبية ظاهرة، يليه شعور باليأس، لدى انتظارهم الطويل لزيارة الأهل دون جدوى.
3. إن اللقطاء الذين ترعاهم بعض المؤسسات الرعائية بجانب اليتامى يشعرون بأحاسيس دونية عندما يرون زملائهم يغادرون المؤسسة الرعائية لرؤية ذويهم.
4. إن اليتامى الذين قضوا فترات طويلة في المؤسسة الرعائية يفضلون العيش فيها مع زملائهم على العيش مع ذويهم.
5. إن تحويل المسعَفين من قسم إلى آخر داخل المؤسسات الرعائية بسبب تغيّر الأعمار يتسبب بنوع من عدم الأمان وشعور بالغربة.
6. إن قسماً من المسعَفين المراهقين الذين أمضوا فترات طويلة في المؤسسة الرعائية، يشعرون بأن المؤسسة عبارة عن سجن كبير، وأن النظام المفروض فيها هو أشبه ما يكون بالنظام العسكري.
7. إن طول مدة بقاء الطفل في المؤسسة الرعائية يؤدي إلى مشاكل سلوكية صعبة، ومن هذه المشاكل نشوء حالات شذوذ جنسي مَرَدُّها إلى طول مدة بقاء المسعَف في المؤسسة الرعائية لعدة سنوات، وقد جرى ضبط عدة حالات من هذا النوع في بعض المؤسسات الرعائية مما أدى إلى طرد أصحابها، علماً بأن:
أ – هذا التصرف المشين يظهر في جميع المجتمعات المغلقة، كالسجون والمؤسسات الرعائية والمجمَّعات العسكرية، خاصة عند فقد الوازع الديني في نفس الإنسان.
ب – هناك من الأطفال من يشعر بفطرته بسوء هذا الأمر، ولكن ضغط وتهديد الرفيق الكبير بالقضاء على الصغير إذا امتنع عن التجاوب معه، أو كَشَفَ أمره، يؤدي إلى خوف الصغير والانصياع للأمر. لذلك يبدو أن وضع مسعَفين من أعمار مختلفة في قسم واحد خطر من هذه الناحية، ولذلك لا بد من :
1. شرح هذه الأمور لليتامى بعمر مبكر نسبياً.
2. القيام بإرشادات دينية وأخلاقية وصحية حول هذا الموضوع.
3. قتل الفراغ لدى اليتيم بنشاطات مفيدة.
4. تكثيف الرقابة الليلية.
5. استغلال الطاقات بتأدية عبادة قيام الليل.
6. تقليل عدد المسعَفين في غرف المنامة.
ملاحظات بعض المسعَفين عن المؤسسات الرعائية:
1. عدم كفاية الخدمات في بعض المؤسسات الرعائية، فمثلاً في حال قُطِعَ حذاء أحد اليتامى فإن المؤسسة لا تقوم بإصلاحه أو استبداله إلا عندما ترى أن الوقت قد حان لذلك.
2. شكوى بعض المسعَفين في المؤسسات الرعائية من معاملة بعض الأساتذة الذين يضربون التلاميذ بقسوة، خاصة التلاميذ الذين هم في سِنِّ المراهقة، الأمر الذي يجعل بعض هؤلاء التلاميذ يحاولون الهرب من المؤسسة الرعائية مع علمهم بالعقوبة التي تنتظر من يحاول الهرب. كما يشكون أيضاً من بعض المشرفين الرعائيين الذين يعانون من التسلط والاعتباط في حياتهم وفي عملهم، فيقومون بعكس مشاكلهم الشخصية باللجوء إلى التعامل مع المسعَفين عبر أوامر القوة بدلاً من الإقناع والمنطق، الأمر الذي ينعكس سلباً على المسعَف المراهق ويؤدي إلى الحد من نشاطه الذهني، مما يزيد من سوء تكيفه السلوكي والاجتماعي.
3. عدم كفاية العطاء الرعائي من العاملين للمسعَفين أحياناً، ومن أسبابه الرئيسة أن غالبية العاملين في الحقل الرعائي في المؤسسات الرعائية هم من الطبقة المحرومة التي ترضى بالرواتب المتدنية التي تدفعها المؤسسات مقارنة بالمؤسسات العادية الأخرى، إضافة إلى أن معظمهم ليسوا من أصحاب الاختصاص.
4. قيام اليتامى في عمر المراهقة من الذكور والإناث في بعض المؤسسات الرعائية بتنظيف الغرف والحمامات وخدمة أنفسهم، ما عدا الغسيل والطبخ.
5. تمنّي بعض خريجي المؤسسات الرعائية العودة إليها للإقامة فيها، بسبب الحنين إلى الطفولة والزملاء ومكان ترعرعهم، مع عدم وجود إمكانية لهذا الأمر بسبب الاستمرار في استقبال يتامى جدد. كما أن هناك من الخريجين من يأتي بصحبة عائلته لزيارة المؤسسة التي نشأ فيها وتفقُّد ذكريات طفولته.
نظام خاص لرعاية اليتامى في أسرهم تابع لمؤسسات رعائية:
سعت المؤسسات الرعائية جاهدة إلى تأمين الاحتياجات المادية للمسعَفين بشكل جيد ومتقن، ولكنها لم تستطيع أن تؤمن لهم الاحتياجات المعنوية التي لا يمكن أن تُعوِّض، مهما بلغ الاهتمام بها، شيئاً من حنان الأم والدفء الأسري.
لذا قامت بعض المؤسسات الرعائية بإيجاد نظام خاص لرعاية اليتامى في أسرهم شمل مئات الأسر، وعمدت إلى متابعتهم وتقديم الخدمات اللازمة لهم ولأسرهم، ومن الأمور التي يؤمِّنها هذا النظام:
1. تقديم الدعم المعنوي، وتعزيز الثقة بالنفس وأن القدر بيد الله، ومواكبة الأسرة لاجتياز المحنة والتأقلم مع الوضع الجديد، وتعليمها الاعتماد على النفس بعد أن كان الاعتماد على المعيل، مع العمل على تأهيل الأم عبر تعليمها حِرفة، ومساعدتها في إيجاد فرص عمل، أو في تسويق منتجات بيتية ( مطبخية )، أو أشغال يدوية، أو خياطة وتطريز.
2. تقديم الإرشاد الديني في أوقات تنظمها إدارة المؤسسات الرعائية مع الأسر إضافة إلى نشاطات ترفيهية في المواسم والأعياد.
3. زيارة المرشدات الاجتماعيات للأسر بشكل أسبوعي، للاطمئنان على الأسر ومحاولة تأمين مستلزماتها، وحل المشاكل مع اليتامى، والتي تكون في أكثرها ناتجة عن عناد ودلع الأبناء في طلب الأشياء التي تعجز عن تلبيتها الأسرة، أو ناتجة عن تقصير مدرسي.
4. إعداد محاضرات شهرية تثقيفية للأرامل بمواضيع مختلفة، طبية، أو اجتماعية، أو تربوية، أو نفسية، مع جعل الحضور إلزامياً، إلا لضرورةِ عمل، أو مرض، أو تقدم في السن.
5. تقديم الرعاية الصحية، وتشمل هذه الرعاية حالات صحية صعبة.
6. تأمين المتابعة التعليمية للأبناء دون الثامنة عشرة بكل مستلزماتها المادية، والسؤال عنهم في مدارسهم حينما تدعو الحاجة.
7. تقديم الدعم المادي للأسر حسب الفئات العُمُرِيَّة للقُصَّر.
8. القيام بالتعامل مع الأسر عبر:
أ - الأسرة النواتية المؤلفة من الأم والأولاد.
ب - الأسرة الممتدة عبر العم أو الخال، لأنه يمثل صورة الأب المفقودة. وبشرط أن يكون من الأشخاص الصالحين الذين يُشهد لهم بذلك، لامتصاص مشاكل الأبناء، خاصة الذكور منهم في فترة المراهقة.
عرض لوضع المؤسسات الرعائية خلال الحرب:
تعرضت المؤسسات الرعائية للخراب في عدة مناطق من لبنان بسبب ظروف الحرب اللبنانية والقصف العشوائي في أماكن وجود بعضها، ومنها من تدمرت بعض أقسامه بالكلية، واستطاعت المؤسسات الرعائية التعالي على الجراح عن طريق:
1. يد الخير التي امتدت من المحسنين داخلياً وعربياً في أغلب الأحيان، إن كان لجهة الترميمات التي لحقت بالمؤسسات المتضررة أو إعادة ما تهدم بالكلية.
2. اتخاذ كافة الاحتياطات الممكنة والمتوفرة لدى المؤسسات الرعائية لحماية المسعَفين والعاملين وتخفيف الأضرار قدر الإمكان، وعملت المؤسسات على إيجاد أساليب متعددة لإشغال المسعَفين عما يحدث حولهم، كتأمين مواد أولية يقوم المسعَفون بواسطتها بالرسم أو الأشغال اليدوية في أوقات فراغهم.
3. استضافة بعض المؤسسات الرعائية في ظروف الحرب الصعبة عدداً من المنكوبين من المسعَفين اليتامى من مؤسسات أخرى كانت عرضة للقصف في مناطق وجودها، وكذلك عمدت إلى استقبال المسعَفين من المرضى المسنين والعجزة الذين ترعاهم بعض المستشفيات المتخصصة بهذا الشأن للسبب نفسه.
4. عانت بعض المؤسسات الرعائية في فترة الحرب من نقص في الغذاء والدواء والماء، حتى أن مسعَفي وموظفي بعض المؤسسات الرعائية كانوا يشربون من ماء متّسخ، ولولا عناية الله وتسخيره بعض المحسنين الذين جازفوا بأرواحهم لتأمين النقص في المواد الحياتية لهلك كل من في تلك المؤسسات الرعائية. قال تعالى متحدثاً عن النفس): ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً (.
5. تم منع اليهود، وبصلابة، من قِبَلِ مسؤولي الإدارات في المؤسسات الرعائية التي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1982م.، من حمل السلاح داخل هذه المؤسسات عند قيامهم بتفتيشها، وذلك حرصاً على نفسية وأعصاب المسعَفين.
عرض لكيفية صرف التبرعات الواردة إلى المؤسسات الرعائية:
تَرِدُ الأموال إلى المؤسسات الرعائية من مصادر عدة، أهمها:
1. جمع التبرعات التي يَرِدُ أكثرها في شهر رمضان المبارك خلال الإفطارات التي تقيمها المؤسسات الرعائية داخل لبنان وخارجه.
2. مصلحة الرعاية الاجتماعية في الدولة اللبنانية التي تغطي ما يعادل 26 % فقط من كلفة المسعَف.
3. زكاة الأموال، والصدقات.
4. الخُمْسُ من الأموال ( لدى الطائفة الشيعية (.
وتقوم إدارات المؤسسات الرعائية بصرف التبرعات التي تردها في أحد مجالي الرعاية أو الإنماء، أو في الاثنين معاً، حسب رغبة المتبرعين.
وقد خفف فضل المحسنين داخلياً وعربياً من وطأة اليتم، عبر تكفل بعض اليتامى في المؤسسات الرعائية، أو عبر المؤسسات الرعائية التي لديها فروع لرعاية اليتامى داخل أسرهم، أو عبر بعض الجمعيات الأهلية التي تعنى برعاية اليتامى داخل أسرهم.

النظام الإداري في المؤسسات الرعائية:
يعاني النظام الإداري في بعض المؤسسات الرعائية من بعض الخلل في مجالات عدة، خاصة في المؤسسات التي لديها اهتمام آخر سوى رعاية اليتامى والحالات الاجتماعية الصعبة، كرعاية مسنين، أو فئات مُعَوَّقَة، أو رعاية مرضى، أو ما شابه.
وحتى يتم تجاوز بعض هذا الخلل، يجب مراعاة الأمور التالية:
1- التعاون والتنسيق مع الهيئات الاجتماعية والأهلية لما فيه خير المجتمع.
2- التفاعل مع البيئة الإسلامية والمحلية وتبادل المساعدة معها.
3- اعتبار الأسرة هي المكان الطبيعي والأصلح لنمو الطفل.
4- تطوير فاعلية الموظفين والعمال في المؤسسات الرعائية عن طريق الدورات المتخصصة والندوات الاجتماعية، وعبر تطبيق برنامج تربوي يشتمل على مجموعة مفاهيم فكرية، وثقافية، واجتماعية، وأخلاقية، يُعِدُّه المشرفون الرعائيون في الأقسام الداخلية بأساليب مختلفة تناسب أقسامهم.
5- تأمين متخصصين في الحقل الرعائي، خاصة بالتربية الحضانية وعلم النفس التربوي، للعمل في المؤسسات الرعائية، لفقدان اليد العاملة المتخصصة في رعاية الأطفال فيها، وفقدان المؤهلين لملء تلك المراكز لقلة المتخصصين بالعمل الرعائي بسبب تدني الأجور المخصصة لهذه الأعمال.
العلاقات العامة الداخلية والخارجية ( التواصل ):
لمّا كانت المؤسسة الرعائية تمثل العلاقة بين المجتمع وبين العاملين بها ونزلائها من المسعَفين، كان من الضروري أن تكون العلاقة بين الإدارة ، مدراء وموظفين، جيدة حتى يعمل الموظفون براحة، وبين الموظفين والمسعَفين جيدة حتى ينشأ المسعَفون بنفسية جيدة ودون عُقد، وبين الموظفين والأهالي جيدة حتى ينشأ المسعَفون بين الطرفين نشأة سليمة بإذن الله، وبين المؤسسات الرعائية ومؤسسات المجتمع المدني جيدة حتى يتم التكامل في العمل وتبادل الخبرات فيما بينها، بحيث ينشأ المسعَفون بنفسية أفضل بإذن الله، وبين المؤسسات الرعائية والمؤسسات الدولية لتطوير فاعلية العمل على المستوى الدولي.
المقابلات والمراجع
المقابلات:
1. إبراهيم علاء الدين، المدير العام في مبرة الإمام الخوئي، دوحة الحص – قرب بيروت، مقابلة في 23 / 5 / 2006 م.
2. إحسان حمد، مديرة دار الحنان، البقاع الغربي، مقابلة في 29 / 5 / 2006 م.
3. الشيخ أحمد دندن، مدير مؤسسة الخدمات الاجتماعية في مؤسسات محمد خالد الاجتماعية، الأوزاعي – قرب بيروت، مقابلة في 1 / 6 / 2006 م.
4. أيمن شهاب، رئيس قسم الأيتام، دائرة العمل الخيري، جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية الإسلامية، بيروت، مقابلة في 25/ 5/2006 م.
5. تمام طيارة ( مسؤول عن عدة أقسام لرعاية اليتامى )، مدير ' بوابة الأوزاعي ' التابعة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، بيروت، مقابلة في 19 / 6 / 2006 م.
6. حياة النكدي، مديرة بيت اليتيم الدرزي، الشوف، مقابلة في 1 / 6 / 2006 م.
7. دارين صالح، اخصائية نفسية تعنى بالإعاقات السمعية والبصرية والجسدية، مجمع نازك الحريري للمعوَّقين التابع لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، بيروت، مقابلة في 10 / 6 / 2006 م.
8. ربيعة قصب، مديرة مؤسسة البيان للصم، مجمع نازك الحريري التابع لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، بيروت، مقابلة في 10 / 6 / 2006 م.
9. سلوى الزعتري، مديرة مجمع إنماء القدرات الإنسانية، منشأة نازك الحريري التابعة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، بيروت، مقابلة في 10 / 6 / 2006 م.
10. سمر الحريري، رئيسة قطاع دار الأيتام الإسلامية، ومسؤولة عن الرعاية الداخلية والأسرية، وعن خدمة مشروع الأمان لرعاية الأرامل وأطفالهن، وهذه المؤسسات تابعة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، بيروت، مقابلة في 8 / 6 / 2006 م.
11. عايدة الشريف، مسؤولة في لجنة سيدات تيار المستقبل، بيروت، مقابلة في 29/5/2006 م.
12. القاضي الشيخ عبد الرحمن المغربي، مسؤول أموال الأيتام في المحاكم الشرعية السنّية في بيروت، مقابلة في 12 / 6 / 2006 م.
13. د. عبد الله الحكيم، مسؤول المساعدات في قسم الأيتام، جماعة عباد الرحمن، بيروت، مقابلة في 15 / 6 / 2006 م.
14. علي العرب، نائب رئيس قسم الأيتام، دائرة العمل الخيري، جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية الإسلامية، بيروت، مقابلة في 25 / 5 / 2006 م.، وفي 8 / 6 / 2006 م.
15. عليا كريّم، مديرة مبرة السيدة خديجة التابعة لجمعية المبرات الإسلامية، بيروت، في 13 / 6 / 2006 م.
16. لطيفة خالد، مديرة جمعية دار اليتيمة الإسلامية، طرابلس، مقابلة في 4 / 6 / 2006 م.
17. د. لينا الزعيم الددا، رئيسة جمعية أجيالنا، مقابلة في 23 / 6 / 2006 م.
18. المهندس ماهر حسامي، مدير مؤسسات محمد خالد الاجتماعية، مقابلة في 1/6/2006 م.
19. محمد بركات، المدير العام في مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية، مقابلة في 8 / 6 / 2006 م.
20. مريم درويش، مسؤولة في القسم الداخلي في مبرة السيدة خديجة التابعة لجمعية المبرات الخيرية، بيروت، مقابلة في 13 / 6 / 2006 م.
21. مهى الغَبضن، رديفة مديرة مؤسسة الهدى للإعاقات البصرية، مجمع نازك الحريري التابع لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، بيروت، مقابلة في 10 / 6 / 2006 م.
22. ندى شعراني، مديرة مؤسسة جمعية إغاثة الطفل اليتيم واللقطاء، طرابلس، مقابلة في 2 / 6 / 2006 م.
23. ندى فواز، مسؤولة في مصلحة الرعاية الاجتماعية، وزارة الشؤون الاجتماعية في الجمهورية اللبنانية، بيروت، مقابلة في 27 / 5 / 2006 م.
24. مقابلات متفرقة لعاملين ومسعفين وخريجين في مؤسسات رعائية مختلفة.
الاستبيان:
استبيان شمل مئة وثلاثة عشر يتيماً من مؤسسات رعائية، وقد تمّ اختيارهم من ستة أقسام مختلفة، وتراوحت أعمارهم بين 9 – 17عاماً.
منشورات وإحصائيات صادرة عن مؤسسات رعائية وجمعيات اجتماعية:
1. إحصائية، عن خدمة اليتامى في بيوتهم في جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية الإسلامية، بيروت.
2. أموالكم أمامكم في خدمات وصروح للخير والرعاية والتنمية في بيروت وكل لبنان، دار الأيتام الإسلامية، مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان.
3. برنامج التدخل المبكر لدعم الأسرة، خاص بالمعوقين، صادر عن منشأة نازك الحريري، مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، بيروت.
4. 25 عاماً عطاءً يسابق الزمن، جمعية المبرات الخيرية، التي يشرف عليها العلامة السيد محمد حسين فضل الله، دوحة الحص – قرب بيروت.
5. 50 سنة في الخدمة الاجتماعية، جمعية رعاية اليتيم، صيدا.
6. دار الأيتام الإسلامية، رحلة في عالم الخير، مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، بيروت.
7. سنابل الخير 23عاماً من العطاء، جمعية المبرات الخيرية، دوحة الحص – قرب بيروت.
8. طفولتي وديعة البرنامج التربوي ( 4 – 6 سنوات )، مبرة الامام الخوئي، جمعية المبرات الخيرية، دائرة الشؤون الرعائية، دوحة الحص – قرب بيروت.
9. قائمة بأسماء الأيتام من ذوي الإعاقات في مجمع نازك الحريري، التابع لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان للعام 2005 - 2006 م.، بيروت.
10. كوكبة الخير، دار الأيتام الإسلامية، التابعة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، بيروت.
11. مبرة الإمام الخوئي، حلمنا تحقق، جمعية المبرات الخيرية، دوحة الحص – قرب بيروت.
12. مبرة السيدة خديجة، سنبلة من سنابل الخير، تابعة لجمعية المبرات الخيرية، بيروت.
13. مجلة البر، مجلة داخلية تصدر عن جمعية المبرات الخيرية، العدد 29، تشرين الثاني 2005 م.، دوحة الحص – قرب بيروت.
14. مجلة الدار، تصدر عن جمعية رعاية اليتيم، صيدا، العدد الأول، حزيران 2004 م. - العدد الثاني، تشرين الأول 2005 م..
15. مركز تأهيل السمع والنطق، جمعية رعاية اليتيم، صيدا.
16. منشأة العزم والسعادة، مؤسسة تمكين المرأة، مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، بيروت.
17. منشورات متفرقة لعدد من المؤسسات والرعائية والجمعيات الاجتماعية.
18. مؤسسة البيان، مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، مجمع إنماء القدرات الإنسانية، منشأة نازك الحريري، التابع لمؤسسات الرعاية الاجتماعية، بيروت.
19. ندوة حول آليات التواصل الاجتماعي بين المؤسسات الرعائية والآخر - اتحاد مجالس أصدقاء جمعية المبرات الخيرية، في القاعة الثقافية في القرية التراثية، 7 / 6 / 2006 م.، شارك في الندوة الأب عبدو رعد عن دار الصداقة، د. طلال عتريسي مدير معهد كلية العلوم الاجتماعية - الفرع الأول – الجامعة اللبنانية، د. وجيه فانوس - رئيس جمعية أصدقاء جمعية المبرات، د. يوسف الميس – دار الحنان، الأستاذة غادة الجوني - جمعية المبرات الخيرية.
20. نشكر محبتكم، جمعية المبرات الخيرية، دوحة الحص – قرب بيروت.
21. نموذج ملف يتيم، دائرة العمل الخيري، جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية الإسلامية، بيروت.




المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
دراسة ، دراسة ميدانية ، بحث ، المؤسسات ، اليتامى ، الإجتماعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع دراسة ميدانية بعنوان رعاية اليتامى في بعض المؤسسات الرعائية في لبنان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التمكين الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة دراسة ميدانية Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 08-01-2017 01:58 PM
تحليل سوسيولوجى لأزمة القيم الأخلاقية بين الشباب المصرى دراسة ميدانية Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 03-24-2014 11:21 AM
اتجاهات الشباب نحو المخدرات دراسة ميدانية فـي محافظة معان Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 1 12-08-2013 04:40 AM
عرض تقدمي بعنوان تـأهيل المؤسسات المتوسطة و الصغيرة في الجزائــر ”برنــامج edpme ” Eng.Jordan عروض تقدمية 0 03-17-2013 02:53 PM
دراسة مدى وعي مسئولي الشركات الكويتية نحو استخدام المعلومات الإستراتيجية: دراسة ميدانية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 01-29-2012 07:14 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59