رمضان شهر التقوى

التقني , رمضان

رمضان شهر التقوى

****************************
فإن خيرَ زاد في رحلة الصائم إلى الله عز وجل طيلة شهر رمضان هي التقوى ، قال الله تعالى : (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) [البقرة : 197] . والتقوى مأخوذة من الوقاية وما يحمي به الإنسان رأسه .
أما التقوى اصطلاحاً : فهي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية .

وعبَّر علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن التقوى قائلاً : (الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والرضى بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل) . وسأل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الصحابي أبيّ بن كعب فقال له : ما التقوى ؟ فقال الصحابي : يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً فيه شوك ؟ فقال : نعم . قال : فماذا فعلت ؟ فقال : أشمّر عن ساقي وأنظر إلى مواضع قدمي ، وأقدم قدماً وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة . فقال : تلك هي التقوى .

لماذا التقوى ؟
لأن التقوى هي منبع الفضائل كلها ؛ فالرحمة والوفاء والصدق والعدل والورع والبذل والعطاء كلها ثمرات من ثمار شجرة التقوى إذا أينعت في قلب المؤمن .

من ثمرات التقوى
1- تفريج الكروب والسعة في الرزق ؛ قال الله تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) [الطلاق : 2 - 3] .
2- قبول العمل ؛ قال الله تعالى : (إنما يتقبل الله من المتقين) [المائدة : 27] .
3- سداد في الرأي ؛ قال الله تعالى : (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) [الأنفال : 29] .
4- حسن العاقبة ؛ قال الله تعالى : (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) [يوسف : 90] .

هل يكون الإنسان تقياً وهو يعصي الله ؟
التقي بشرٌ معرضٌ لأن يعصي الله ولكنه سرعان ما يتوب ويندم ، وهذا بشرط ألا يكون مصراً على كبيرة ؛ مستهيناً بها .

كيف أقيس التقوى في نفسي ؟
1- بالمحاسبة الفورية للنفس ، والمسارعة في الرجوع إلى الله بعد الذنب .
2- ردع الذات عن الوقوع في المعصية ، واجتناب السبل إلى المؤدية إليها .
3- بكثرة العبادة وأدائها على أكمل وجه ، قال الله تعالى : (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) [البقرة : 21] .
4- بالصيام ، قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) [البقرة : 183] ، وقد يسر لنا ربنا صيام رمضان والصيام سبيل للتقوى والتقوى سبيل إلى الجنة ، قال عز من قائل : (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد) [ق : 31].

جميع الطاعات من أسباب حصول التقوى ، وجميع المعاصي من معوقات حصول التقوى ، والمتقون هم الذين يحذرون من الله وعقوبته .
ليكن شعارك : اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن .

المصدر: ملتقى شذرات