#1  
قديم 06-17-2014, 06:33 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,139
ورقة الموقف الميداني في العراق


الموقف الميداني العام في العراق... تقدير المعارك والمواجهات
ـــــــــــــــــــــــــ

(عبد الوهاب القصاب)
ــــــــــ

19 / 8 / 1435 هــ
17 / 6 / 2014 م
ـــــــــــــ

الميداني version4_ZDHfdhxdg.jpg

تُظهر الخريطة العسكرية للعراق اليوم، في عزِّ المعارك المحتدمة بين القوات الحكومية ومَن تدعمها من ميليشيات ودول، أنَّ توزيع القوة، وانتشارها، تحكمهما العوامل الجغرافية والعسكرية والطائفية والسياسية التالية:
/1 الجانب الحكومي:
أ ــ يعتمد الجانب الحكومي على القوات المسلحة، والتي يقودها رئيس مجلس الوزراء، نوري المالكي، بصفته الدستورية قائدًا عامًّا للقوات المسلحة، من دون أن يعتمد على هيئة أركان للقيادة العامة للقوات المسلحة، التي يفترض أن يوجه عملها رئيس الأركان العامة، الفريق بابكر زيباري، المستبعد من منصبه ومن صلاحياته، بأمر من القائد العام. وبهذا، فإنه اعتمد على هيئة سكرتاريته الشخصية، ممثلة بالفريق أول الركن فاروق الأعرجي، وهو أحد ضباط الجيش العراقي الذي حلَّه الحاكم الأميركي العسكري بول بريمر في بيانه الصادر في مايو/أيار 2003. كذلك يعتمد المالكي على معاون رئيس الأركان العامة للعمليات، الفريق أول عبود قنبر المالكي، وهو أيضًا أحد ضباط الجيش السابق.
ب ــ انطلاقًا من ذلك، فإنَّ التخطيط للعمليات لا يتبع السياق والأسلوب القياسي والنظامي الذي تتبعه القوات المسلحة في تخطيطها للعمليات.
ج ــ تلتحق بهذه القوات، الشرطة الاتحادية التي تتبع وزارة الداخلية، والمنتشرة على عموم محافظات العراق، عدا محافظات إقليم كردستان الفدرالي. وهنالك لواء لكل محافظة، وقد يزداد إلى فرقة، ثم قوات الشرطة المحلية.
د - تسند عمليات القوات المسلحة، ميليشيات طائفية، شكلها رئيس الوزراء، وأيدها على الأقل، وترتبط بأجندات خارجية إيرانية، وتعمل بأسلوب فج استفزازي سمج، زاد من تفاقم المشكلة الطائفية في العراق. تقوم هذه القوات بكل أنواع انتهاكات حقوق الإنسان، كما جرى في الحويجة ــ كركوك، وبهرز ــ ديالى، والهجوم على المصلين في جامع سارية ــ بعقوبة. والاستفزازات في الأعظمية والمناطق المخالفة لها طائفيًّا في بغداد.
ه ــ قوات الصحوات، وهي قوات قبائل سنية، تحالفت نتيجة شبكة مصالح مالية مع الحكومة المركزية، وتعمل بإمرة قيادة العمليات في المناطق المختلفة.
/2 القيادة والسيطرة:
انتشار القوات على الأرض:
المستقى من المصادر العلنية وبيانات الحكومة، يُظهر أن منظومة القيادة والسيطرة الحكومية، في وسط وشمال العراق، ترتكز إلى ما سميت قيادات العمليات. وفي العلم العسكري، فإن قيادة العمليات هي التي تقود الجبهة، وتوضع بإمرتها فرق عسكرية وألوية مستقلة، تنشرها وتقود العمليات في نطاق مسؤوليتها. وبهذا، توضع قوات الشرطة الاتحادية والمحلية بإمرتها. لكنَّ الملاحظ أن الميليشيات الطائفية لا تلتزم بأوامر قادة العمليات، وإنما تنفّذ أهدافها الخاصة، من استفزاز السكان وترحيلهم، في عملية تهجير اثني منظم، كما حصل في المقدادية ــ ديالى، وكما تم في بعض أحياء بغداد سابقًا.


تتوزَّع مسؤوليات القيادة والسيطرة في المنطقة الغربية والشمالية إلى:
* قيادة عمليات الأنبار: قاطع مسؤوليتها محافظة الأنبار جنوب الفرات. القائد: الفريق علي غيدان.
* قيادة عمليات الجزيرة: قاطع مسؤوليتها البادية شمال الفرات. القائد: الفريق علي غنام.
* قيادة عمليات دجلة. قاطع مسؤولياتها: شرق بغداد ومحافظتا ديالى والتأميم. القائد: الفريق عبد الأمير الزيدي، ترك قيادته وهرب.
* قيادة عمليات نينوى (الموصل): قاطع المسؤولية محافظة نينوى. القائد: الفريق مهدي الغراوي.
* قيادة عمليات سامراء: قاطع المسؤولية: قضاء سامراء وتكريت ومقتربات سامراء جنوبًا. القائد: اللواء صباح
/3الفصائل المسلحة:
.1 تنقسم الفصائل المسلحة إلى طيف واسع من رافضي الاحتلال، ومقاوميه سابقًا قبل الانسحاب، والمقاومين لحكم الهيمنة الطائفية والفاسدة. ولم يكن وجود قوات الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، والتي يقودها أبو بكر البغدادي، واضحًا في محافظة الأنبار، ذلك لأن المحافظة سبق وأن وضعت حدًّا لوجود "القاعدة" في العراق سابقًا، وحرمتها من حاضنتها، إلا أن لها وجودًا محدودًا في الشمال (الموصل). ينتمي الجزء الأعظم من المسلحين المنتفضين ضد سلطة المالكي وداعميه، إلى قبائل المنطقة (الدليم وزوبع) وفصائلها (كتائب ثورة العشرين، أول فصائل المقاومة، جيش المجاهدين أنصار السنة، الفاتحين، الجيش الإسلامي، وغيرهم). فضلاً عن أبناء المدن والقبائل الذين حملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم، بعدما استهدفتهم قوات الحكومة بشكل مقصود، بعد التصريح الشهير للمالكي، في كربلاء في ذكرى عاشوراء، الذي قال فيه: إن "المعركة الآن بين أنصار الحسين (الحكومة الطائفية) وجيش يزيد"، وفهم، على نطاق واسع، أنه يقصد السنة العرب في العراق.
2. قوات حزب البعث العربي الاشتراكي، وحليفها جيش الطريقة النقشبندية.

/4 سير المعارك:
بدأت الأزمة أساسًا في محافظة الأنبار، عندما استهدفت قوات الحكومة وحلفاؤها من "الصحوات"، ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي، عشية العام الجديد. ثم زجَّت الحكومة بقواتها لاقتحام المدينتين الرئيسيتين في الأنبار (يزيد مجموع سكانها على المليون) الفلوجة والرمادي. فشلت الهجمات في اقتحام الفلوجة، واحتفظت قوات الحكومة بموطئ قدم في الرمادي، هيأته لها الصحوات المتحالفة مع الحكومة، ومن ضمن مناطق قبائلها.
واندلعت المعارك الأخيرة نتيجة هجوم ثوار عشائر، من ضمنهم مقاتلو "داعش" على الموصل، وانهيار مقاومة الجيش، وفرار القيادة المتمثلة بثلاث ضباط قادة، هم الفرقاء عبود قنبر وعلي غيدان ومهدي الغراوي، ما نتج عنه انهيار عام للجيش، وفرار جماعي، صحبه تخلي الجنود، ليس عن أسلحتهم ومدافعهم فقط، بل وعن ملابسهم العسكرية أيضًا.
نلاحظ، هنا، أنه لم تكن هناك عمليات انتقام، بل ترك الجنود ليغادروا بعد إلقائهم السلاح.
تداعى الانهيار، وانضم مقاتلو العشائر وشباب المدن إلى الحراك المسلح، وتزوَّدوا بالأسلحة التي تركها الهاربون. وبهذا، توالى سقوط المدن من الموصل، وباتجاه الجنوب، وضمنها معسكرات وقواعد جوية كالقيارة، الشرقاط، بيجي، الدور، وإلى سامراء، وباتجاه الشرق، تم إسقاط قضاء الحويجة العربي التابع لمحافظة التأميم (كركوك). دخلت قوات البيشمركة الكردية إلى مدينة كركوك، مستفيدة من هروب قوات قيادة عمليات دجلة، وحلت محلها.
حصلت مجابهات كبيرة مع قوات الحكومة في سليمان بك، وحصلت معارك كبيرة وعنيفة في العظيم، انسحبت نتيجتها قوات الحكومة باتجاه الخالص التي تعد العقدة الخطيرة التي تغلق تقدم الفصائل المسلحة باتجاه بغداد.
واستقر الموقف على ما يلي حتى صباح يوم 15- 6 -2014:

في قاطع الأنبار:
• انسحبت قوات الحكومة من الفرات الأعلى (القائم -عانة -كبيسة)، وحلَّ مقاتلو العشائر محلهم، وبقيادة المجالس العسكرية. تدور معارك عنيفة في هيت بين الصحوات والجيش الحكومي من جهة والثوار من جهة أخرى.
• سقوط الصقلاوية (شرق الفلوجة) بيد الثوار، وتقدمهم من الكرمة (شمال شرق الفلوجة) باتجاه منطقة إبراهيم العلي، ما قرَّبهم من بغداد، بمدى 35 كيلومترًا فقط من منطقة الشعلة غرب بغداد.
• تقدم الثوار على محور أبو غريب، وهجومهم على لواء المثنى الذي عانوا فيه كثيرًا، وتعرضوا لمعسكر طارق، حيث تدور اشتباكات. وستتيح سيطرتهم على المعسكر الحصول على معدات كثيرة، وتقربهم إلى بغداد بمسافة 25 كيلومترًا، ويكون مطار بغداد الدولي ضمن مدى نيرانهم.
قاطع عمليات ديالى:
فرَّ قائد عمليات دجلة الفريق عبد الأمير الزيدي المسؤول.
سيطر المقاتلون المنتفضون على نواحي جلولاء والسعدية، ويدور قتال شرس في المقدادية.
فشل الهجوم المقابل الذي قامت به قوات الحكومة على العظيم بلواءين من الفرقة الرابعة، مسندة بقوات سوات، وميليشيا عصائب أهل الحق، بقيادة هادي العامري قائد ميليشيا بدر.
قاطع عمليات سامراء:
بدء هجوم مضاد حكومي من سامراء، لم يحقق إنجازات حتى الآن، علمًا بأن المعارك العنيفة جرت في منطقة الإسحاقي جنوب سامراء، أسفرت عن تدمير نحو 38 عجلة قتال حكومية (همفي همر). تتحصن قوات الحكومة في سامراء المدينة، حيث المرقدين، وهم مسندون بميليشيا عصائب أهل الحق المتطرفة، ويظن أن نوري المالكي لا يزال موجودًا هناك، للأهمية الرمزية لسامراء.
طردت قوات الحكومة من الضلوعية، وهاجم عناصر الفصائل المسلحة قاعدة بدر (قاعدة البكر الجوية)، ما دفع الأميركيين لسحب خبرائهم منها.
استقرت المجابهة على خط سامراء – بلد - الدجيل، ويتوقع حصول معارك شرسة في هذا القاطع، ترسم نتائجها احتمالات التقدم تجاه بغداد.

بغداد:
الدائرة المحيطة ببغداد، متمثلة بمدن محورية ومهمة، هي من الشمال وباتجاه عقارب الساعة، (التاجي والطارمية الراشدية المدائن المحمودية واللطيفة الرضوانية أبو غريب الكرم والصقلاوية) مؤيدة للحراك المسلح، والاشتباكات مستمرة، وخصوصًا في المقرات الجنوبية لبغداد (الرضوانية، والمحمودية) والغربية (أبو غريب والكرمة والصقلاوية) والشمالية (التاجي والطارمية.(
حشد النظام قواته في بغداد معززة بالميليشيات، واستعد للقتال على أسوار بغداد وعنها، لأن معركة بغداد هي المعركة النهائية التي ستقرر مستقبل العراق، من ناحية بقائه موحدًا، أو سيتشظى إلى كيانات وكانتونات.

الموصل: استقر الوضع في الموصل، وتم تشكيل الحكومة المدنية، وتعيين محافظ للمدينة، وتحدثت أخبار عن تشكيل فرقة الموصل، بقيادة ضباط متطوعين من أبناء المدينة. وردت أخبار عن اندلاع القتال في مدينة تلعفر غرب الموصل، وهي مدينة مختلطة مذهبيًّا، وإثنيًّا، بعد أن فشلت مفاوضات تسليم المدينة للثوار.

تكريت: سيطر الثوار على المدينة، وظهر قائد "البعث" عزت الدوري فيها، يوم السبت، معلنًا التقدم باتجاه بغداد. كما تعرضت المدينة، السبت، لضربة جوية وقصف مدفعي من قوات الحكومة، ما أوقع خسائر بين المدنيين.

التوقعات:
ستستمر حالة التوتر العالي بين الطرفين. وفي حالة فشلهما في كسر حالة المراوحة، وصمود خطوط المواجهة على وضعها الحالي، سيعاني الوضع من احتمالات كثيرة من التدخلات الإقليمية، وخصوصًا من إيران التي ترد أنباء عن دخول قوات الحرس الثوري والباسيج (قوات التعبئة)، لإسناد قوات الحكومة، ما سيزيد من احتمالات التشظي والتقسيم.
ولا يزال الأكراد بقيادة مسعود برزاني على الحياد ومراقبة الوضع. وقد زجت قوات الاتحاد الوطني الكردستاني وجماعة جلال طالباني بعض قواتها، لمقاتلة الثوار في كركوك وجلولاء، ما يزيد التوتر بين الثوار العرب وهذا الفصيل.
------------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الميداني, الموقف, العراق


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الموقف الميداني في العراق
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموقف الإسرائيلي من قضية القدس عبدالناصر محمود أخبار الكيان الصهيوني 0 02-04-2014 08:21 AM
الجيش الثاني الميداني يدمر 4 أنفاق برفح عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 12-31-2013 08:30 AM
الاستهتار فى صناعة الموقف والقرار عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 12-18-2013 08:20 AM
تحالف الشرعية يتوقع تغيرًا في الموقف الأوروبي تجاه مصر ابو الطيب شذرات مصرية 0 12-04-2013 04:06 AM
صاروخ اسرائيلي على المستشفى الاردني الميداني في غزة Eng.Jordan الأردن اليوم 0 11-20-2012 08:57 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59