#1
|
||||
|
||||
![]() ماذا بقي منا وماذا بقي لنا ؟ يقول البير كامي في روايته ( الغريب ) *اكتشفت ان كل وضع قابل للتعود عليه ، حتى لو حُبست في برميل * وانا اخاف ان نتعود على وضع نحن فيه ، بل يساورني إحساس أننا تعودنا على حبس البرميل . ثرنا وغيرنا البروفايل عندما قال ترامب ما قاله بحق القدس ، ثم هدأت الزوبعة . نرى كل يوم ما يفعله النظام العلوي بالشعب السوري صحبة ايران وروسيا ولم يعد يتثير فينا شيئا سوى انه خبر تعودنا عليه ونستمر في تقليب المحطات . لم يعد يهز مشاعرنا ذبح الاطفال في فلسطين والعراق ، بل كدنا لا نعلق على الخبر . غدا يسرق منا الكرامة او ما بقي منها ، ويسرق منا الشرف ما الذي حدث أحاول أن أفكر لماذا ؟ لعلي اجد الجواب في قول سائحة في المطار عائدة لبلادها حيث قالت : يخيل لي انه لا احد في بلادكم لديه احساس بالمسئولية . هل هذا هو مربط الفرس . كم بقي لنا من الانتماء للوطن ، كم بقي لنا احساس أننا نعيش في أوطاننا وأرض نملكها ، هل هذا وطنا الذي لا نجد فيه قوت يومنا ، وتهان في كرامتنا كل يوم بين جزر وجزر لا مد فيه . في عهد مبارك الميمون كان شعار ( الشرطة في خدمة الشعب ) ، تم تغييره الى الشرطة والشعب في خدمة الوطن أي في خدمة النظام ، هكذا صار حالنا ، الكل في خدمة الحاكم ، وقد ترجمه البعض ان خرج تأييدًا للنظام يحمل الحذاء على رأسه ، طبعا باتفاق ان هذه الفصيلة لا رأس لها بل ذنب . ماذا بقي منا إذن لا كرامة ولا حرية ولا انتماء ، هناك بقايا الدين يجب أن ينتهي فالدين إن لم يمارس على الأرض يتحول مع الزمن الى فلسفات يداخلها الكثير من التغيرات والتحريف . إذن هم بحاجة إلى إعلام فاسد يسوق للفاسد الكبير على رأس الهرم ويظهر الدين وكأنه عائق امام التقدم والتطور إلا بالمنظور الذي يطرحوه في اعلامهم ، ولكل مرحلة فاسدون كقوم فرعون برفضون الحق ويمانعوه . ففي ستينيات القرن الماضي كان إعلام وفن تدعو الى ممارسة الرذيلة فكرا وعملا وبنظرة سريعة للإفلام ترى كم هي تروج لذلك ، فعلى سبيل المثال ( البنات لازم تحب ) ، ( ابي فوق الشجرة ) .... الاعلام وفن هابط جعلنا نصفق للعشيق الذي يضرب الزوج ، فهو جميل ووسيم والزوج دمه تقيل ومش حلو . هكذا تنقلب المفاهيم وتنهدم القيم والمثل والمعايير . وقد عادت الان اقوى بكثير ، عادت من جديد فهناك دعاة الانحلال الجدد مع مراتع ابليس مثل ايناس الدغيدي ونوال سعداوي وغيرهم ممن يمارسون الرذيلة الفكرية في مصر ويتحدثون باسم الدين المعتدل . تقول أحد الصحف الامريكية ان احد الآباء قلق جدا لأن ابنته ليس لها (بوي فريند ) للان ويفكر بعرضها على طبيب نفسي .... مع الوقت أخشى ان نصاب بنفس القلق . مجتمعنا يعاني امراضا مثل ارب ايدول وسوبر ستار وتوب شيف وما إلى ذلك .... لو سألت الشباب عن آخر أغنية لنانسي عجرم مثلا ، لأجابك أكثرهم بدراية وحفظ للأغنية ، ولو سألتهم عن معركة القادسية أو فتح مكة فلن يعرف الكثير منهم . . قد أجد لهم عذراً ولكن ليس كل العذر ، فالإعلام قد منح وأعطى ناسي الاهتمام والإشهار والتعريف بها من أخبار ولقاءات حتى كادت أن تكون جزءا من المناهج الدراسية ، اما القادسية فلم تعد تذكر حتى في مناهجنا . لقد أصبحت الفتوحات الإسلامية في نظر البعض استعمارا وجريمة ، هكذا يهدم الدين وتختل المعايير ونتخلى عن اصالتنا وديننا تدريجيا لندخل جحر الضب خلفهم ، ولن يرضوا ايضا عنا . أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق وأثناء المعارك همس أحد القادة الامريكان في أذن صحفي بريطاني قائلا : لم نقصف مدينة في العراق فيها ماكدونالد ، هكذا إذن ان نكون نسخة عنهم ابتداءً من البوى فريند وحتى الماكدونالد . ما نلاحظه الان أن الشواذ جنسيا يكتسبون قداسة يوما بعد يوم في عالمنا العربي الاسلامي ، لهم من يدافع عن حقوقهم ويسوق لهم في سوق الفضيلة والشرف في دائرة الإسلام المعتدل . لاشك انهم قبولهم صعب في مجتمعاتنا العربية ، ولكن الاعلام وقواديه ورؤوس الفن المنحرف في السينما والتلفزيون يعلمنا كيف نشرب السم الناقع تدريجيا حتى نتعود عليه ولا يعود المجتمع رافضا له ويتعلم قبوله . ما كان اليوم ممنوعا سيكون غدا مقبولا . واكبر مثال على ذلك دولة الصهاينة ( اسرائيل ) بعض الحكومات العربية تريد احتكار الحق والدين ، ولها ابواقها مشايخها ورموزها الذين يخرجون ثائري الذقن محلوقي الرأس يكفرون هذا ويخرجون هذا من الملة ، والويل كل الويل لمن يخالف فتاويهم او مشايخهم ، حتى من سبق لم يفهموا الدين مثلهم ، لا يقبل عندهم حديثا إلا إذا ذكره الشيخ الالباني في صحيحه ، فالبخاري ومسلم وغيرهم لم يفهموا السنة جيدا ولم ينقحوها جيدا ، وابن تيمية لدية نزعة جهادية ، هو موقوف الان لأنه لا امام للمجاهدين في أي بقعة على الارض وخاصة إذا لم يكونوا منضوين تحت عباءتهم ، بماذا اختلفوا عن الامامية الشيعية ؟ الخروج على الحاكم الظالم الذي يبيع الانسان والأرض ويفسد فيها لا يجوز . الربيع العربي ترهات واحلام لشعوب فاسدة خارجة على الملة بخروجها على طاغية فاسد . والبعض كذلك يرى في الثورة على الظالم أفسد الوطن أكثر ولكنهم لم يروا ما وراء الحدث ، من الذي يقتل ويفسد ويحارب التغيير . ففي بلادنا عندما يتم التحرش بفتاة او تغتصب ، ينهال الناس باللوم والتقريه والسباب والشتم على الفتاة وينسون الفاعل لا زلت أذكر قصيدة مظفر النواب عن القدس ماذا بقي منا وماذا بقي لنا ؟؟ د . محمد خطاب سويدان المصدر: ملتقى شذرات
__________________
محمد خطاب آخر تعديل بواسطة محمد خطاب ، 12-29-2017 الساعة 06:10 PM |
#2
|
||||
|
||||
![]()
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالك صعب يا دكتور ... من يستطيع إجابته ؟؟ لقدر طرحت الكثير من الإشكاليات .. في فضفضتك السابقة .. كل واحدة موجعة اكثر من التي قبلها .. !
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201) |
#3
|
||||
|
||||
![]() قال لي أحد الأخوة : عالم من علماء الامة ورئيس قسم في جامعة محترمة لم يمش في جنازته الا اربعة . وفنان يشيعه اكثر من ربع مليون !!!!
__________________
محمد خطاب |
#4
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
ويوجد مشاهد مؤلمة أكثر ![]() ![]() لم يبقى شيء يذكر ... ولكن بقي لنا الله ... يعيننا على القادم
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201) |
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ماذا - بقي |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
استقالة الحريري..وماذا بعد؟ | عبدالناصر محمود | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 11-08-2017 08:08 AM |
وماذا بعد رمضان ؟! | صابرة | شذرات إسلامية | 1 | 02-21-2016 01:38 AM |
وماذا بعد رحيلهم ،،،،؟ | صابرة | الملتقى العام | 0 | 05-14-2015 07:36 AM |
ماذا تريد وماذا تحتاجه | عبدالناصر محمود | أخبار الكيان الصهيوني | 0 | 11-23-2014 08:50 AM |
وماذا بعد سقوط برلمان حفتر؟ | عبدالناصر محمود | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 11-07-2014 08:21 AM |