#1  
قديم 03-20-2013, 12:53 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي أسرار التنصير في الجزائر


الجمعة, 25 يناير 2013 أخبار اليوم


التنصير الجزائر 1759-5-1.jpg

"أخبار اليوم" تخترق شبكات التبشير وتفضح مخططاتها

راودتنا فكرة الخوض في ملف التنصير في الجزائر مرّات عديدة لكنها قوبلت في كل مرة بعقبة أفشلت المشروع قبل ولادته، غير أننا أصرّينا على دخول التجربة وخوضها لاسيما ونحن نرى ازدياد الخطر الصليبي الذي يتربص بأمتنا الإسلامية أطفالا وشبابا وشيوخا، فلما نسمع كمسلمين أن النصارى قد اجتمعوا من أجل تنصيرنا ووضعوا نصب أعينهم هدفا صمموا على الوصول إليه إلى وهو بناء كنيسة محلية أي إيجاد نصارى جزائريين للإشراف على الكنيسة وقيادة العمليات التبشيرية سندرك حجم الخطر الذي يحدّق بنا فمؤتمر كولورادو الذي سنتطرق إليه من خلال هذا الملف المتسلسل كان نقطة انطلاقة الجماعات التبشيرية التي توغلت في منطقة المغرب العربي لتوجه نشاطاتها إلى الجزائر على وجه الخصوص.
وستحاول "أخبار اليوم" من خلال ملف متسلسل الإلمام بكافة جوانب هذا الموضوع الشائك حيث خصصت جانبا تاريخيا لدراسة بدايات الحركة التنصيرية وانطلاقتها لاسيما في الجزائر وسيكون هذا الجانب مرفوقا بشرح مفصل لمؤتمر كولورادو الذي سبق وأن ذكرناه وهو مؤتمر نظمته الكنيسة البروتستانتية بمدينة كولورادو الأمريكية بهدف وضع إستراتيجية واضحة لتنصير المسلمين وستحاول (أخبار اليوم) في أعدادها القادمة التطرق بالتفصيل إلى حيثيات هذا المؤتمر ونتائجه وبرامجه، وسيضم هذا الملف أيضا حوارا مع أحد متتبعي الحركة التنصيرية بالجزائر وهو الأستاذ فريد شيكيرو الذي يقوم بدراسة هذه الشبكات ومتابعتها منذ حوالي 14 سنة وحتى نكون صادقين فالفضل الكبير يعود إليه في تنويرنا وتوجيهنا وإبراز خطورة الوضع الذي وصلنا إليه بعد إهمالنا لهذه النشاطات التي تجري في الخفاء، كما سنحاول من خلال هذا الملف عرض تجربة شخص عاش النصرانية لمدة ثلاث سنوات بعد أن ترك الإسلام وعرف خباياها واكتشف تناقضاتها وأهدافها الخبيثة من وراء تنصير المسلمين الجزائريين هو الأستاذ بوزيد اريد المعروف باسم امنحد أزواو صاحب كتاب "كنت نصرانيا"، وسيكون ختام الملف عبارة عن موضوع تطرقنا فيه إلى أهداف الحركات التنصيرية ووسائلها وسيحتوي هذا الجانب على بعض الأرقام والإحصائيات حول أعداد المتنصرين والجمعيات الناشطة في إطار التبشير.
واخترنا أن تكون البداية بروبورتاج حول هذه الحركات التبشيرية التي تعرف نشاطا واسعا، موجها ومنظما شمل كافة التراب الوطني حتى نضع القارئ في الصورة ونكشف له عن الكثير مما كان يجهله حول هذه الشبكات، ولكي نقرّب الصورة للقارئ أكثر تعمدنا أن نكون طرفا في لعبة اضطررنا فيها طوال الوقت إلى التمثيل ولعب دور التائه الغارق في دوامة الشك والتساؤل والباحث عن طريق الحق حتى نستطيع الغوص والتوغل في نشاط هذه الشبكات التي أبدت حذرا وتحفظا كبيرين في التعامل مع الوافدين الجدد، وسنترك للقارئ فرصة تتبع كل ما ذكرناه من خلال حلقات متسلسلة ستنشر على صفحات "أخبار اليوم" تباعا في الأعداد القادمة.
-----
"أخبار اليوم" في قلب "العصابات" التبشيرية
هكذا ينصّر شباب الجزائر

كانت البداية مع الكنيسة السبتية بالعاصمة وهي كنيسة بروتستانتية تعد ثاني الكنائس العالمية بعد الكنيسة الكاثوليكية كما تعتبر من أكثر الكنائس نشاطا في إطار الحركة التنصيرية في الجزائر، حيث تخضع نشاطاتها التبشيرية إلى السرية التامة لأن القانون الجزائري يمنع النشاط التنصيري ويعاقب عليه، التقينا هناك بالقس (ح. ا) بعد أن اتفقنا معه على موعد مسبقا من خلال اتصال هاتفي، ورغم أننا لم نبد خلاله أية نية لاعتناق المسيحية غير أن القس بادرنا بالسؤال عن هدفنا من وراء التعرف على الدين المسيحي طارحا احتمال وجود رغبة منا لاعتناق المسيحية، غير أننا حافظنا على دبلوماسية مصطنعة في الإجابة عن سؤاله محاولين لعب دور التائه الباحث عن طريق الحق فاضطررنا إلى القول بأن الأمر يحتاج إلى وقت وأن القرار سيأتي بعد التعرف على المبادئ المسيحية فوجدنا ترحيبا واضحا من القس الذي أبدى رغبته في مساعدتنا واستعداده لمرافقتنا وتوجيهنا في رحلة البحث عن الحقيقة.

مرحبا بكم في.. الكنيسة
التنصير الجزائر tanssir1.JPG

في الموعد المحدد التقينا بالمدعو (ح. ا) الذي يعتبر المسؤول الأول عن الكنيسة المتواجدة بشارع رضا حوحو في الجزائر العاصمة قرب الكنيسة الكاثوليكية، وهو شاب من منطقة القبائل يظهر من ملامحه أنه في الثلاثينات من العمر، استقبلنا بابتسامة لطيفة جعلتنا نشعر بالراحة لاسيما وأننا قد تلقينا تحذيرات مسبقة من بعض العارفين بخباياهم من خطورة الوضع إذا اكتشف أمرنا، وبعد الترحيب بنا دعانا القس إلى القيام بجولة في أرجاء الكنيسة وكانت الوجهة قاعة الصلاة حيث شرح لنا هناك أول خطوة يمر بها كل راغب في الالتحاق بالنصرانية وهي المعمودية التي تعتبر ركنا أساسيا لتطهير الإنسان من كل الخطايا التي ارتكبها خلال حياته في كنف ديانة أخرى وهو ما يعتبره النصرانيون بمثابة فاصل بين الحياة الماضية والحياة الجديدة التي سيحياها بعد تنصره، والمعمودية هي أن يغطس قس الكنيسة الشخص في حوض من الماء ويقوم بإخراجه ولا تستغرق العملية سوى بضع ثوان ليكون الشخص بذلك قد عمّد،
وبعد قاعة الصلاة تنقلنا إلى الجهة الثانية للكنيسة اين تم تخصيص غرفة للطلبة مجهزة بأسرة للنوم وهي عبارة عن مرقد صغير يستعمله الطلبة في بعض المناسبات التي تستدعي السهر في الكنيسة، كما تحتوي على دورة مياه ومدخل ضخم يبقى في الغالب مغلقا تفاديا للإزعاج ولفت الانتباه، بعد إلقاء نظرة على أنحاء الكنيسة دعانا القس إلى الجلوس في قاعة مفتوحة قال أنها تستخدم عادة للتعبد الجماعي تحتوي على طاولة اجتماعات ومكتبة صغيرة صفت فيها نسخ من الإنجيل وبعض كتب الترانيم بعدة لغات.

"الجنة بيد يسوع..!"
بمجرد جلوسنا بادرنا بسؤال القس حول المبادئ الأساسية للنصرانية فأشار بيده إلى الانجيل قائلا "هذه هي مبادئنا" ثم توجه إلى المكتبة واخذ نسخة من الكتاب المقدس كتبت باللغة العربية وراح يشرح لنا تقسيماته والمدة التي استغرقت لكتابته وعدد الكتب التي تم الاستعانة بها لتدوينه، مستنكرا تشكيك المسلمين في مضمون الكتاب المقدس الذي قال أن تدوينة قد استغرق 16 قرنا (أي المدة التي كانت ما بين عهد أول نبي نوح وعهد عيسى عيسى عليهما السلام لأن الكتاب المقدس يجمع مضمون ثلاثة كتب سماوية هي التوراة والزابور والإنجيل بحسب اعتقاد النصارى) ولا يمكن الحديث اليوم عن تحريفه أو تعويضه بكتاب آخر لم يستغرق تدوينة سوى بضع سنوات في إشارة منه إلى القرآن الكريم.
واستغل القس الفرصة ليبدأ بالحديث عن الإسلام بحيث يجري في كل مرة مقارنات بينه وبين النصرانية محاولا إيقاعنا في دوامة الشك والتساؤل من خلال التطرق إلى ما وصفه بالتناقضات التي جاء بها الإسلام ومن جملة ما قاله في هذا الإطار أن الإسلام قد جاء ليلغي كافة الأحكام التي شرعها الله في كتبه السماوية ويعوضها بشرائع أخرى تناقضها في أغلب الأحيان كمسألة الحجاب الذي فرضه الإسلام على المرأة حتى لا تظهر مفاتنها في حين حررت النصرانية النساء وحرمت على الرجل النظر إلى المرأة بشهوانية –على حد قوله- وهي في الحقيقة نقطة يركز عليها النصارى كثيرا في تضليل المسلمات اللواتي يقنعهن المنصر بالظلم الذي يمارس عليهن والاستغلال الذي يتعرضن له في ظل الإسلام.
كما تطرق القس إلى ما قال أنه ادعاءات الإسلام وتكلم عن قضية وجود يوم الحساب وجهنم الذي اعتبره ادعاء باطلا مؤكدا أن الله يحب عباده ومن غير المعقول أن يعاقبهم بجهنم وهو ما دفعنا إلى التساؤل عن المعتقد المسيحي حول كيفية الحساب وعقاب المذنبين فأكد لنا القس أن النصارى يؤمنون بوجود يوم القيامة ولا يؤمنون بوجود جهنم وعقاب المذنب -حسبهم- هو أن يموت مرة أخرى بعد النشور في حين يدخل الله المخلصون إلى الجنة ليعيشوا الحياة الأبدية، وواصل القس حديثه عن الإسلام محاولا تصوير العلاقة بين المسلم وربه على أنها علاقة مصالح لا أكثر فالمسلمون حسبه يقومون بمختلف الفرائض ليس حبا لله وإنما طمعا في دخول الجنة التي قال أنها بيد اليسوع المخلص وحده.

"ستصدمين إذا فهمت"!
التنصير الجزائر tanssir3.JPG

طال الحديث مع القس الذي خاض في عدة جوانب محاولا إقناعنا بوجهة نظره أو زرع الشك لدينا اتجاه الإسلام على الأقل من خلال الاستعانة بآيات من الكتاب المقدس الذي قال أن كل ما جاء فيه منزل من عند الله، ولعل أكثر نقطة أثارت استغرابنا واستغرقنا فيها وقتا طويلا نوعا ما محاولين الحصول على تفسير لها بحسب المعتقد النصراني هي قضية التوحيد التي حاول القس التهرب من شرحها قائلا "ستصدمين إذا فهمت" فالمسيحيون يعتقدون أن الله تعإلى قد تجسّد في شخص سيدنا عيسى عليه السلام بعد أن تخلى عن ألوهيته وعاش كبشر وسط الناس ليهزم الشيطان ويخلص البشر ثم مات على الصليب ودفن لثلاثة أيام ليمحو الخطيئة ويغفر للموتى ثم عاد وصعد إلى السماء.
فاجأنا هذا التفسير غير أننا أبدينا اقتناعنا إلى حد ما لنمر إلى موضوع آخر تعلق بوضع المسيحين في الجزائر لنكتشف أن القس نفسه قد كان مسلما وتنصر وعمره 16 سنة أي أنه لايزال قاصرا بعد أن مر بمرحلة كان خلالها ملحدا، وروى لنا قصة تنصره قائلا أنه قد توقف عن أداء الصلاة وعمره 13 سنة ودخل في دوامة البحث عن طريق الحق إلى أن صار ملحدا، والتقى في تلك الفترة بصديق له بدأ يحدثه عن السيد المسيح وعن النصرانية فاستهوته الأفكار وقرر خوض التجربة متوجها بالدعاء إلى الله أن يشرح قلبه ويريه الطريق الصحيح، ليتأكد بعد أيام أن النصرانية هي السبيل إلى الخلاص، وينطلق في رحلة البحث عن خبايا هذه الديانة فكانت أول خطوة هي التنقل من منطقة القبائل إلى الجزائر العاصمة ليلتحق بالكنيسة السبتية أين تلقى دروسا حول النصرانية لمدة ثلاثة أشهر عمّد بعدها وعين بعد مدة قسا في نفس الكنيسة التي تلقى فيها أول دروسه حول الإنجيل وهو اليوم يتابع دراسته للديانة المسيحية في إحدى جامعات لبنان التي تضم فرعا للكنيسة السبتية.
تطرق القس وهو يروي لنا قصة تنصره إلى ما أسماه اضطهاد المجتمع للمسيحيين الجزائريين مؤكدا أنه تعرض لضغط كبير من محيطه العائلي وزملائه في العمل حتى أن أحدّهم هدده بالقتل أمام الملأ –على حد قوله-، وشعرنا وكأن القس يحاول تحضيرنا لمرحلة مقبلة قد تستدعي منا الكثير من الصبر والقوة في حال آمنا باليسوع ربا حيث راح يسألنا عن الوضع العائلي وعن رد فعل الأسرة إذا توقفنا عن أداء بعض الفرائض كالصلاة مثلا فاضطررنا إلى رسم الصورة التي كان ينتظرها منا وهي الضغط والتعنيف والاضطهاد من أجل معرفة الدور الذي تلعبه الكنيسة في مثل هذه الحالات غير أن القس تهرب من الحديث عن هذا الموضوع ولكن بعد إصرار منا قال أنه لا يستطيع أن يعدنا بشيء مؤكدا أن الكنيسة تستطيع التدخل في بعض الحالات التي تكون فيها حياة المنصّر في خطر أو حين يلجأ إليها البعض لمساعدتها ليترك الباب مفتوحا أمام احتمالات أخرى قد تستدعي تدخل الكنيسة بمختلف السبل والوسائل.
بعد حديث تجاوز الساعتين أخبرنا القس بضرورة مغادرتنا نظرا لتأخر الوقت فسألنا إن كنا نرغب في الحصول على نسخة من الإنجيل، ردينا بالإيجاب فتوجه القس إلى الجهة الثانية للكنيسة غاب لبرهة ثم عاد حاملا نسخة من الكتاب المقدس وكتابا آخر تحت عنوان "طريق الحياة" وراح ينصحنا بضرورة قراءة الكتاب المقدس الذي حدد لنا فيه جزءا معينا لقراءته يتعلق بالعهد الجديد أي حياة عيسى عليه السلام ويضم هذا الجزء أربعة أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا، كما نصحنا بالتوجه بالدعاء إلى الله ليهدينا إلى طريق الحق والخلاص وهو من سيوجهنا إلى النصرانية التي ننال بها الحياة الأبدية، ودّعنا القس بعد أن اتفقنا معه على تحديد مواعيد في وقت لاحق من أجل دراسة الإنجيل بمعدل حصتين في الأسبوع مؤكدا أنه من سيشرف على تعليمنا كافة مبادئ النصرانية وشرح الكتاب المقدس بالتفصيل مع الإجابة على كافة تساؤلاتنا وذلك خلال ساعات الدراسة.

من الكنيسة السبتية.. إلى الخمسينية

التنصير الجزائر tanssir2.JPG

تركنا القس (ح. ا) وفي ذهننا ألف سؤال وسؤال حول كيفية نشاط الجماعات التنصيرية الأخرى في الجزائر لاسيما وأننا كنا على علم مسبقا باختلاف المناهج والوسائل والطرق التنصيرية من كنيسة إلى أخرى فقررنا خوض تجربة جديدة مع كنيسة مختلفة بكل المقاييس وهي الكنيسة الخمسينية أكثر الكنائس تشددا وأقواهم نشاطا وأشدهم بلاء وخطرا على المجتمع الإسلامي الجزائري.
والكنيسة الخمسينية هي كنيسة بروتستانتية تعرف بتشددها وتكفيرها لكافة الكنائس الأخرى زيادة عن عنصريتها وهجومها الشرس على المعتقدات والمبادئ الإسلامية حيث تشن حربا علنية على الإسلام من خلال قنوات فضائية جندت لتنصير المسلمين زيادة عن نشاط تبشيري مكثف مسّ كافة ولايات الوطن، وتنشط هذه الكنيسة في الجزائر كفرع تابع للكنيسة البروتستانتية التي حصلت على اعتماد من الدولة الجزائرية في إطار حرية ممارسة الشعائر الدينية وهو ما استغلته الكنيسة الخمسينية للقيام بنشاطها التنصيري الذي يجري في الخفاء وبسرية تامة وتحفظ وحذر شديدين.
وانطلاقا من المعلومات التي استطعنا جمعها من خبراء ومتابعين للحركة التنصيرية في الجزائر حول هذه الكنيسة ونشاطاتها غير القانونية ضمن شبكة منظمة تسير وفق خطة مدروسة هدفها تنصير المجتمع الجزائري قررنا زيارتها متقمصين شخصية الغارق في دوامة الشك والباحث عن طريق الحق واضطررنا هذه المرة إلى استعمال اسم مستعار بعدما تأكدنا من خطورة هذه الجماعة وقدرتها على إلحاق الأذى بمن تريد استهدافه.

يكفي عنوان بيتك لتحصل على إنجيل!
في البداية كان تعاملنا مع مسؤولي الكنيسة الخمسينية عن طريق الهاتف حيث استطعنا الحصول على رقم هاتف شخص يدعى (ر. ص) وهو مسؤول عن فرع لهذه الكنيسة بإحدى ولايات الغرب الجزائري، أبدينا في أول اتصال لنا به رغبة شديدة في التعرف على مبادئ الديانة النصرانية وشعائرها مؤكدين جهلنا التام بكل ما له علاقة بالديانات الأخرى، فقابلنا بترحيب كبير مبديا استعداده لمساعدتنا ومرافقتنا في مشوارنا للبحث عن الحقيقة، غير أننا لمسنا لديه نوعا من التحفظ والحذر في التعامل معنا حيث أصر على معرفة معلوماتنا الشخصية كالاسم والعمر ومكان الإقامة بل وحتى عنوان السكن، اعتقدنا في البداية أنها مجرد إجراءات احترازية يقوم بها مسؤولو الكنيسة حتى يضمنوا سيطرتهم على الشخص الذي لجأ إليهم أو ربما بهدف حماية أنفسهم من خلال التأكد من صحة المعلومات التي يقدمها كل شخص لاسيما وأنهم ينشطون بحذر شديد خوفا من اختراقات أمن الاستعلامات، حيث يتعاملون بأسماء مستعارة، وأرقام هواتف مختلفة كما يخفون انتماءهم النصراني، غير أننا اكتشفنا أن الأهداف مخالفة تماما لما توقعناه.
كان أول سؤال وجهه إلينا المدعو (ر. ص) حول هدفنا من وراء البحث في الديانة النصرانية فأجبنا أننا نحاول فهم الاختلاف الموجود بين الأديان ولماذا كثرة الأديان مادام الإله واحدا فسألنا إن كنا قد قرأنا الكتاب المقدس من قبل فأجبنا بالنفي، ثم راح يطرح الأسئلة الواحد تلو الآخر ونحن نجيب بطريقة ارتجالية رغم شعور الاستغراب الذي انتابنا لاسيما عند توجيه أسئلة حول المعلومات الشخصية وهو ما دفعنا إلى السؤال عن الهدف من وراء معرفة العمر وعنوان الإقامة فراح المتحدث يشرح لنا طريقة عملهم وكيفية استقبالهم للشخص الذي يلجأ إليهم والذي يرون فيه على ما يبدو مشروع منصّر جديد حيث يعمدون إلى تدوين عنوان الشخص الذي لم يقرأ الإنجيل من قبل ليرسلوا إليه خلال أيام قليلة نسخة من الكتاب المقدس لقراءتها، كما يؤكدون على ضرورة معرفة سن الشخص حتى يرسلوا إليه مبشّرا من جيله لتسهل عملية تنصيره.
أعطينا المسؤول اسما مستعارا وأخبرناه بسننا ولكننا تحفظنا عن منحه عنوان سكننا وطرحنا بالمقابل عرضا آخر يتمثل في التقائنا بأحد المسؤولين في الكنيسة الخمسينية بالعاصمة وهو من سيدلنا على مقر الكنيسة التي سنحصل فيها على نسخة من الكتاب المقدس غير أن المسؤول أخبرنا أن هذا الأمر صعب للغاية في العاصمة لأنهم يخضعون رقابة مشددة من قبل رجال الأمن فطلبنا أن يعطينا رقم هاتف أحدهم لنرتب بأنفسنا موعدا معه خارج الكنيسة لكنه رفض ذلك أيضا ووعدنا بأنه سيتصل بأحدهم حتى يرتب لاستقبالنا في الكنيسة، وأنهينا المكالمة على أن نعيد الاتصال به في اليوم الموالي ليخبرنا بما استجد في الموضوع.
وكما كان الاتفاق اتصلنا به في مساء الغد فأعطانا رقم هاتف شخص يدعى (م. س) وهو عضو في الكنيسة الخمسينية بالعاصمة، وفورا اتصلنا به لتحديد موعد قريب من أجل التعرف على هذه الجماعة الغامضة. أخبرناه برغبتنا في التعرف على الديانة المسيحية فلمسنا لديه حذرا وتحفظا كبيرين من خلال إعادة بعض الأسئلة والإصرار علينا بالإجابة بتفصيل أكبر في كل مرة وكانت في المجمل نفس الأسئلة التي تلقيناها من المدعو (ر. ص) مع الإصرار على توضح بعض الأمور كالهدف من وراء البحث في المسيحية والذي قلنا أنه جاء بعد ملاحظتنا لبعض التشابه بين الأحكام الواردة في القرآن الكريم وبعض ما ورد في الكتاب المقدس فقال "أين لاحظت هذا؟"، فأعطينا مثالا ببعض الحصص التي تقدمها فضائية (الحياة) التنصيرية والتي تجري مقارنات بين نصوص قرآنية وبعض نصوص الكتاب المقدس بطريقة ذاتية بالاعتماد على تفسير الآيات القرآنية بما يخدم أهدافها التنصيرية وأبدينا تأثرنا بمثل هذه المقارنات التي زعزعت إيماننا بكتاب الله والعياذ بالله غير أننا وجدنا أن حديثنا قد أطرب عضو الكنيسة فأبدى نوعا من الارتياح اتجاهنا وراح يشرح لنا أصل التشابه مدعيا أن القرآن الكريم قد اقتبس من الكتاب المقدس وحرف بعض أحكامه ونسب الكلام إلى الله سبحانه وتعإلى، وانتقلنا بذلك من باحث عن مبادئ الديانة المسيحية إلى مشروع منصّر جديد سينضم إلى الكنيسة مستقبلا.

صخب وموسيقى لأداء الصلاة!

التنصير الجزائر tanssir4.JPG

اتفقنا مع عضو الكنيسة على موعد بعد يومين أمام مبنى البريد المركزي وسط العاصمة ليدلنا على الكنيسة التي لم يخبرنا عن مكان تواجدها، وقبل يوم من الموعد المحدد اتصل بنا ليخبرنا أنه قرر إرسال امرأة تنوب عنه حتى نكون أكثر راحة بتواجدنا مع أنثى مثلنا، وقال أن المرأة المدعوة (ج. ك) ستتصل بنا في المساء لنحدد موعدا جديدا معها، أنهينا المكالمة مع عضو الكنيسة فإذا بالهاتف يرن مجددا مظهرا رقما جديدا، ردينا على المكالمة فسمعنا صوتا ناعما هادئا يحيينا، كانت المرأة التي كلمنا عنها (م.س) عرفتنا بنفسها مبدية لطفا زائدا واستعدادا كاملا لمساعدتنا على أخذ القرار الصحيح مدعية أن الله قد وجهنا إليها لتكون سبب خلاصنا وتوبتنا وفوزنا بالحياة الأبدية –على حد قولها-، وكانت بين لحظة وأخرى تنبهنا إلى أننا نسير على الطريق الصحيح وأن الشك هو عبارة عن بداية للتوبة وضربت مثالا بنفسها قائلة أن حب الله لها جعله يوجهها إلى طريق الحق وهي اليوم تساعد الكثيرين للتعرف على طريق الرّب –كما تقول-، اتفقنا مع (ج. ك) التي تعد عضوا في الكنيسة أيضا على الإبقاء على الموعد الذي كان من المفروض أن يتم مع (م. س) على أن نغير مكان اللقاء ليكون في ساحة موريس اودان.
صادف الموعد يوم جمعة وهو اليوم المخصص لإقامة القداس في الكنيسة الخمسينية توجهنا صباحا إلى ساحة موريس اودان أين انتظرنا المدعوة (ج. ك) لتأتي بعد دقائق برفقة ابنتها البالغة من العمر 21 سنة وتقلنا إلى مقر الكنيسة الكائن بفيلا في شارع رضا حوحو، دخلنا الكنيسة ووجدنا أحد أعضائها في استقبالنا ألقى علينا التحية ثم اقترب وسلم على المرأة التي ترافقنا توجهنا إلى مدخل قاعة الصلاة أين تعالت أصوات الترانيم والغيتار وهناك خيرتني (ج. ك) بين أن نحضر القداس أو نجلس خارجا للدردشة فاخترنا أن نكون داخل قاعة الصلاة دخلنا القاعة وفضلنا أن نكون في المقاعد الأخيرة حتى يتسنى لنا مراقبة كل ما يحدث فكان أكثر ما فاجأنا العدد الكبير للمنصرين المرتدين عن الإسلام إذ أن عدد النصارى الأجانب الذين كانوا موجودين داخل القاعة لم يتجاوز الأربعة مع أنها كادت أن تمتلئ عن آخرها في حين استمر توافد المصلين حتى الدقائق الأخيرة فكنا نلاحظ دخول شباب منفردين وعائلات كاملة أحيانا وتقوم النسوة بنزع أحجبتهن بمجرد دخول القاعة أو تخفيفه بإظهار مقدمة الشعر أحيانا، أخفينا دهشتنا وجلسنا نراقب ما يحدث فشاهدنا البعض يقوم بحركات بدت غريبة بالنسبة إلينا إذ أننا لم نشاهدها حتى في قداس النصارى الذي تنقله بعض القنوات الفضائية في بعض المناسبات كالتصفيق والتمايل على أنغام الموسيقى والبقاء على وضعيات مختلفة لمدة طويلة حيث لاحظنا أحدهم راكعا على ركبتيه ويرفع يديه إلى الأعلى على هيئة شخص مصلوب، وآخر يقوم بحركات تشبه حركات مغني الراب بينما يرفع البعض إحدى اليدين إلى الأعلى ويضعون الأخرى على الصدر، استمرت الفرقة في أداء الترانيم على أنغام الغيتار باللغة الفرنسية والعربية والأمازيغية لحوالي ثلاث ساعات بعدها تقدم القس وألقى كلمة ترحيبية بالحاضرين ثم دعا الجميع إلى ما يعرف بمائدة الرّب والتي تمثل العشاء الأخير لسيدنا عيسى مع تلاميذه قبل أن يصلب حسب معتقدات النصارى، وتقدم مائدة الرّب عند كل قداس وهي عبارة عن رغيف وكأس نبيذ حيث يمر النساء يتبعهن الرجال في صف واحدا تلوى الآخر أمام المائدة التي تحضر مسبقا في مقدمة القاعة ويعطي القس لكل واحد منهم قطعة صغيرة من الخبز ثم يتوجهون إلى أحد أعضاء الكنيسة ليرتشفوا من كأس النبيذ، ويعودون إلى أماكنهم ليعاود القس التدخل بالوعظ والنصح للمصلين ثم يبدأ بالاستماع للوافدين الجدد إلى الديانة النصرانية وهم مرتدون عن الإسلام غالبا.

مرتدون يروون قصص تنصرهم..

التنصير الجزائر tanssir5.JPG

وتزامنت زيارتنا للكنيسة مع حضور عدد من الوافدين الجدد منهم من آمن حديثا بالديانة النصرانية ومنهم من هو في طور البحث فدعاهم القس إلى المنصة الواحد تلو الآخر للإدلاء بشهاداتهم حول ما يدعونه إيمانا بيسوع المخلص وكان أول المتدخلين زوجان يظهران في العقد الخامس من العمر آمنا حديثا بالنصرانية غير أنهما لم يعمدا بعد، وروى الزوجان كيف تأثرا ببعض البرامج التلفزيونية حول الديانة النصرانية الأمر الذي دفعهما إلى التعمق في البحث وقراءة الكتاب المقدس الذي قال الزوج أنه لا يحتوي على مصطلح "قتل" على خلاف القرآن الكريم ليجد أن النصرانية دين حب وسلام –على حد قوله- وهو ما دفعه إلى ترك الإسلام، ليشعر الزوجان بعد الإيمان "باليسوع" براحة كبيرة وهما ينتظران التعميد بفارغ الصبر، كما تدخلت شابة من منطقة القبائل عمدت مؤخرا بعد قرارها دخول المسيحية وانتقلت إلى العمل بالجزائر العاصمة، تلاها تدخل شاب في الثلاثين من العمر قال أنه لايزال في مرحلة البحث ولم يدخل بعد في النصرانية إلا أنه تحدث عن شعوره بالراحة وإعجابه بأجواء الكنيسة وروى كيف زاره المسيح عليه السلام مرتين في المنام وهو ما أسعد القس والحاضرين جميعا، بعد أن أتم الشاب كلامه دعانا القس إلى التدخل وإبداء شعورنا ونحن نحضر قداسا للمسيحيين لأول مرة فاعتذرنا بحجة أنها أول زيارة لنا للكنيسة ولا نعرف عن النصرانية شيئا يمكن ذكره فرحب بنا القس متمنيا أن نجد راحتنا بين الإخوة والأخوات الحاضرين.
بعد الانتهاء من تدخلات الوافدين الجدد فتح القس المجال أمام الحاضرين لعرض مواضيع للصلاة وتتمحور هذه المواضيع عادة حول أمنية أو حاجة أو شكرا لله، فراح الجميع يعرض أمنياته وحاجاته التي ارتبطت في مجملها بحالات مرضى يطلبون الصلاة من أجل شفائهم، واستغل أحد الحاضرين الذي قدم من إحدى ولايات الجنوب الفرصة ليطلب من القس أن يعين جماعة تتكفل بشؤون النصارى في تلك الولاية التي لا تحتوي على كنيسة ويضطر النصارى فيها إلى السفر لمسافات بعيدة لحضور القداس الأسبوعي واشتكى المتدخل من حرمانه من الإرث بعد وفاة والده لأنه نصراني الأمر الذي اعتبره القس عنصرية من المسلمين الذين يرثون أموال النصارى ويحرمون عليهم أموالهم، بحسب قوله.

نصرانيون يرون الله.. يكلمهم.. ويوحي إليهم؟!
لعل من أغرب ما سمعنا به خلال زيارتنا لهذه الكنيسة هو أن النصارى على خلاف أهل الديانات الأخرى يحضون باهتمام خاص من الله، فالرّب إلى حد الساعة يكلمهم ويوحي إليهم بل ويظهر لهم في النوم واليقظة، وعندما نقول الرّب في المعتقد المسيحي فنحن نقصد سيدنا عيسى عليه السلام الذي يؤلهه النصارى، تفاجأنا كثيرا لاستمرار وجود هذه الخرافات في عصرنا بعد أن تجاوزنا عهد النبوات الزائفة، لكننا جلسنا نتابع بإمعان تدخل إحدى الحاضرات وهي محامية وابنة إمام بإحدى مساجد العاصمة تبدو في الثلاثينات من العمر، حيث دعت الجميع إلى الصلاة من أجل الكنيسة الجزائرية مدّعية أن الرّب قد قدم إليها وأخبرها بأن الكنيسة الجزائرية ستشهد نهضة خلال سنة 2013 وعلى جميع النصارى أن يصلّوا من أجلها.
تركنا ابنة الإمام وخرافاتها وخرجنا إلى بهو الكنيسة رفقة (ج. ك) وجلسنا في إحدى الزوايا المنعزلة ندردش قليلا حول مبادئ الديانة النصرانية وأسسها ومعتقداتها وتعمدنا السؤال حول فكرة تأليه عيسى عليه السلام وكان الجواب كما توقعنا "لا أريد أن أصدمك"، لأن المبشرين عادة يجتنبون الحديث عن هذه النقطة لما تحمله من تفاسير بعيدة عن المنطق والواقع كل البعد ونستطيع أن نقول أنها مجرد خرافات مستوحاة من الأساطير القديمة التي تعتمد على الخيال المطلق، ويلجأون بالمقابل إلى جرّ الضحية باللعب على وتر العاطفة وإبراز شبهات مختلقة عن الإسلام في الوقت ذاته ثم يأتي التعريف بركائز النصرانية في مرحلة موالية، وهو ما حاولت محدثتنا تطبيقه معنا حيث غمرتنا بحنان وعطف زائدين حتى بدت وكأنها تصطنع كل حركاتها وكلماتها بل وحتى نبرة صوتها، لتمر بعد وقت قصير إلى مرحلة أخرى ظهر فيها الحقد الدفين عن الإسلام وشرائعه ومبادئه فراحت تسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتلصق به أرذل الصفات مدعية أنه كان شاذا يتبع شهواته وهمه التنعّم بالنساء بزواجه من طفلة عمرها 6 سنوات في إشارة إلى زواجه بعائشة رضي الله عنها وعمرها في الحقيقة 9 سنوات، ونسيت محدثتنا وهي التي كانت يوما ما على دين الإسلام أنه صلى الله عليه وسلم لم يتزوّج بكراً غير عائشة رضي الله عنها ، وكلّ زوجاته سبق لهنّ الزواج قبله كما جمع خلال زيجاته بين الصغيرة، والمسنة، وابنة عدو لدود، وابنة صديق حميم، ومنهن من كانت تشغل نفسها بتربية الأيتام، ومنهن من تميزت عن غيرها بكثرة الصيام والقيام، وهن في الحقيقة نماذج لأفراد الإنسانية، ومن خلالهن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين تشريعا فريدا في كيفية التعامل السليم مع كل نموذج من هذه النماذج البشرية، أما عن مسألة صغر سنها رضي الله عنها، فليعلم كل المشككين أن النبي صلى الله عليه وسلم نشأ في بلاد حارة وهي أرض الجزيرة، وغالب البلاد الحارة يكون فيها البلوغ مبكرا والزواج مبكرا أيضا.
واصلنا الاستماع إلى ما تقوله عن ديننا دون أن نرد أو نجادل في ما اعتبرته حقائق اكتشفتها خلال بحوثها المستفيضة في الديانة الإسلامية بالاعتماد على عدة تفاسير وروايات من ابن كثير لابن تيمية إلى صحيحي البخاري ومسلم وغيرهم ونصحتنا بإجراء بحوث كالتي أجرتها حتى نتأكد من زيف الإسلام وأن النصرانية هي دين الحق وطريق الجنة –على حد تعبيرها-، وعرضت علينا أن توجهنا في بحوثنا هذه مدعية أنها تفقه الكثير في الشريعة والتفسير والفقه والسنة وكل أبواب وعلوم الشريعة الإسلامية، وكانت خلال كلامها تتعمد إثارة بعض الشبهات عن الإسلام في شكل تساؤلات وتستدل بآيات من القرآن الكريم تقوم بتفسيرها بما يخدم أفكارها ثم تنسب أسوأ الصفات إلى ديننا الحنيف كأن تقول أن الإسلام قد أباح الزنا وزواج المتعة واستعباد الخلق واستغلال الرقيق من النساء لإشباع الغرائز الجنسية وكل هذه الشبهات سترد عليها (أخبار اليوم) تباعا في الأيام القادمة مع الاستعانة بمتخصصين في علوم الشريعة الإسلامية.

تترك الإسلام بسبب "خلل" في الميراث!
ومن خلال دردشتنا مع المدعوة (ج. ك) التي تبلغ من العمر 49 سنة علمنا أنها حديثة العهد بالنصرانية إذ لم يمر على تعميدها سوى 8 أشهر إن لم يكن أقل، بدأت رحلة بحثها عن الحقيقة –كما قالت- بعد وفاة والدتها أين واجهت مشاكل في الميراث باعتبارها الابنة الوحيدة لوالديها، والمعروف في الإسلام أن الأنثى لا يمكنها حجب الميراث على عكس الذكر وهو ما لم تحتمله محدثتنا لاسيما وأنها هي من اشترى بيت والدتها بمالها الخاص –على حد قولها-، وأرادت أن تقنعنا وهي تروي قصتها بأن الإسلام قد حرم المرأة من الميراث، حاولنا أن نشرح لها بأن الاختلاف بين الذكر والأنثى في قضية الميراث يكمن فقط في القيمة التي يحصل عليها كل منهما إلا أنها أصرت على رأيها مدعية أن هناك تناقضات في القرآن حول هذه المسألة، وواصلت (ج. ك) حديثها قائلة أنها لجأت إلى العديد من الأطراف وأكد لها الجميع بأن الإسلام قد حرم المرأة من الميراث ووجهوها إلى قراءة القرآن لاكتشاف هذه الأحكام وهو ما قالت أنها قد وجدته فعلا بعد بحوثها الطويلة في شتى علوم الشريعة الإسلامية لتكتشف أن الدين الذي كانت تدين به منذ ولادتها ليس دين الحق ولا هو طريق الجنة فقررت البحث عن الحقيقة بنفسها ومن هنا بدأ الاهتمام بالنصرانية فتوجهت إلى متابعة قناة (الحياة) التنصيرية التي تبث على (نايل سات) وهي قناة موجهة إلى شعوب المغرب العربي هدفها تنصير منطقة الشمال الإفريقي، وذكرت لنا بعض البرامج التي كانت تتابعها كبرنامج (سؤال جريء) الذي ينشطه مغربي منصّر يدعى رشيد ويهتم بإثارة شبهات حول الإسلام بالرجوع إلى نصوص في القرآن الكريم وأحاديث نبوية يتم تفسيرها بطرق محرفة خدمة لأهدافهم التبشيرية، وشكل هذا البرنامج نقطة تحول بالنسبة إليها بل كان هو سبب تنصرها.
وتروي (ج. ك) أنها تابعت هذا البرنامج مساء ودعا المنشط في تلك الحلقة الجميع في بيوتهم إلى مرافقته في الصلاة فصلّت معه وخلدت إلى النوم واستيقظت في اليوم الموالي في وقت الفجر، جلست في غرفة بمفردها وشردت في التفكير بعدة أمور وفجأة رأت عيسى عليه السلام يدخل إليها من باب الغرفة برفقة أمه مريم عليها السلام ووقف ينظر إليها دون أن يتكلم ثم رحل، فتأكدت في تلك اللحظة أنها على الطريق الصحيح وأن الرّب قد قدم إليها ليوجهها ويعينها على إتمام مسيرتها التي ستكلّل -حسبها- بالفوز بالحياة الأبدية، فأعلنت انتماءها إلى النصرانية وراحت تبشر أسرتها الصغيرة لكنها قوبلت برفض من الجميع حيث طلقها زوجها وابتعد عنها أبناءها ما عدا البنت الصغرى التي تبلغ من العمر 21 سنة لكنها لم تيأس وواصلت محاولاتها وهي اليوم تعرّف إحدى بناتها باليسوع وتدعوها لاعتناق المسيحية ويبدو أن البنت قد لانت بعد معارضتها الشديدة لوالدتها.

رقية على الطريقة النصرانية

التنصير الجزائر tanssir6.JPG

وبينما كنا نتجه نحو ختام حديثنا مع المدعوة (ج. ك) سمعنا صوت صراخ عال ينبعث من قاعة الصلاة وكأن شجارا قد نشب بين جماعة من الناس أوقفنا الحديث وحاولنا التمعن في ما نسمعه علّنا نفهم ما يقال غير أننا وجدنا محدثتنا قد قفزت من مكانها باتجاه باب القاعة مرددة كلمات لم نفهمها ودعتنا إلى الدخول فسارعنا لمعرفة ما يحدث فإذا بشاب يظهر في العشرينات من العمر ممد على الأرض يحيط به جميع الحاضرين موجهين أيديهم باتجاهه ويرددون كلمات مختلفة "يسوع، وهللويا"، ومنهم من حمل الصليب ووجهه إلى الشاب ومنهم من راح يقرأ أجزاء من الكتاب المقدس، اقتربنا من (ج. ك) وسألناها عما يحدث فقالت أن الشاب من عباد الشيطان وقد سكنته الأرواح الشريرة من جرّاء الطقوس التي تقوم بها هذه الفئة من الناس ويحاول القس ومساعده شفاءه باستعمال الرقية.
اقتربنا قليلا من القس والشاب الممد على الأرض حتى يتسنى لنا تسجيل الرقية فسمعنا مساعد القس يردد عبارات يبدو أنها تقابل القرآن الكريم الذي يستخدمه الرقاة لشفاء من به مس أو سحر ومن بين العبارات التي سمعناها "اقبل الرب يسوع في حياتك"، "قل يسوع، اطلب يسوع قل له تعإلى إلى حياتي فأنال الخلاص في الحين، الآن أنال الخلاص اقبل خلاصي" فينتفض الشاب مردّدا "السلام عليك يا مريم، السلام عليك يا مريم" لكن القس يعود ويقول مخاطبا الشاب أو الأرواح الشريرة التي تسكنه "قل ارفض التدين.. من اليوم أصلي للأب باسم اليسوع وأتخلى عن كل الصلاة لمريم والأرواح الشريرة"، "قل أنا أقبل نفسي كما أنا لأنك قبلتني كما أنا، وأسلم حياتي بين يديك"، "قل يا رب يا يسوع أنا قادم اغفر خطيتي"، وكان الشاب يردد أحيانا ما يقوله القس ومساعده بصوت خافت وهو ملقى على الأرض لكنه سرعان ما ينتفض ويرفض كل ما يقال له وينهض مجادلا القس فيتعاون الجميع في تثبيته على أحد المقاعد ويقترب منه مساعد القس ويأمره بالسكوت باسم اليسوع.
لم نفهم الهدف من وراء هذه الرقية ولا تأثير تلك الجمل على الأرواح الشريرة التي تسكن الشاب غير أننا أبدينا فهمنا للشرح الذي قدمته لنا عضو الكنيسة وبقينا نتابع الرقية على الطريقة النصرانية.

الكنيسة تستقبل مبعوث الحياة
من بين الملاحظات التي سجلناها خلال زيارتنا للكنيسة الخمسينية هو الاستقبال الذي لاقيناه هناك حيث عرّفتنا المرأة التي رافقتنا طول مدة تواجدنا هناك على أننا مبعوثون من قناة الحياة التنصيرية وهي جزء من شبكة واسعة ومنظمة لتنصير المسلمين، ولاقينا ترحيبا كبيرا من طرف الجميع حيث اقترب منا بعض الحاضرين بعد نهاية الصلاة وراحوا يسألوننا عن انطباعنا وشعورنا ونحن نزور الكنيسة لأول مرة داعين لنا بالتوفيق والنجاح في إيجاد طريق الحق، كما اقترب منا الرجل الثاني في الكنيسة وسألنا عن شعورنا اتجاه ما عشناه في أول تجربة لنا في الكنيسة وتساءل ممازحا إذا كنا لم نخف مما شاهدناه من حركات وطرق مختلفة للتعبد أثناء الصلاة، فأكدنا أننا لم نجد ما يخيف وأننا سعداء بقضاء يوم مميز وخوض تجربة جديدة، ودعنا الجميع وقبل أن نهم بمغادرة الكنيسة نادتنا (ج. ك) وأعطتنا قرصا مضغوطا لفيلم عن حياة عيسى عليه السلام برؤية نصرانية مترجم إلى اللهجة الجزائرية والأمازيغية، كما اعطتنا مجموعة من مقاطع الفيديو لحصص تبثها قناة الحياة التنصيرية ومقاطع أخرى كانت عبارة عن ردود على بعض مشايخ المسلمين إلى جانب عدد كبير من الشبهات التي يثيرها النصارى حول الإسلام والقرآن الكريم.

تحقيق: آسية مجوري

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أسرار, التنصير, الجزائر


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أسرار التنصير في الجزائر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هوية الجزائر ...وخطر التنصير والتشيع عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 12-07-2016 09:20 AM
رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر يحذر من خطورة التنصير والتشيع في بلاده عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 12-06-2016 07:49 AM
التنصير في الجزائر | د. رابح مختاري Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 04-19-2012 08:40 PM
حقيقة التنصير في الجزائر | l'évangélisation en Algérie Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 04-19-2012 08:39 PM
التنصير Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 04-19-2012 08:36 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59