#1  
قديم 03-10-2013, 02:58 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد ابن كثير الطبري


الطبري (محمد بن جرير ـ)

(224 ـ 310هـ/838 ـ 922م)



أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد ابن كثير الطبري، المحدث الفقيه المؤرخ الجامع لأشتات العلوم.

ولد بآمل بطبرستان، وقد حدَّث عن أمره في حداثة سنه فقال إنه حفظ القرآن وله سبع سنين، وصلى بالناس وهو ابن ثماني سنين، وكتب الحديث وهو ابن تسع سنين، وما إن أحسَّ والده برجاحة عقله ونزوعه إلى العلم ورغبته في لقاء العلماء، حتى دفعه إلى الرحلة في سبيل العلم، وكان أبوه ورعاً تقياً موسراً، له ضيعة واسعة يملكها بطبرستان، فكفاه مؤونة العيش واستمناح الملوك والوزراء، وزهَّده في مناصب الدولة، وأعانه على الانقطاع إلى المدارسة والرواية والتصنيف، وكان يُجبى إليه نصيبه مما خلفه أبوه بعد وفاته، وظل ذلك الرزق موصولاً بحياته إلى أن مات.

رحل الطبري عن مسقط رأسه آمل إلى الرّي وما جاورها من البلاد وهو في الثانية عشرة من عمره؛ فأخذ عن شيوخها وأكثر، ثم عزم على الرحلة إلى بغداد ليأخذ عن أحمد بن حنبل [ر] الذي كان قد نَبه ذكره في أندية العلم ومجالس العلماء، ولكنه علم بوفاته قبل دخوله بغداد، فعدل عن الإقامة فيها، وأخذ طريقه إلى البصرة، فسمع عمّن بقي من شيوخها، ثم رحل إلى الكوفة فسمع عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمذاني آلاف الأحاديث، ثم عاد إلى بغداد، وأخذ في دراسة علوم القرآن، وانقطع إلى أحمد بن يوسف التغلبي المقرئ زماناً، ثم جنح إلى دراسة الفقه الشافعي، ولم يلبث أن اتخذه مذهباً، وكان يقيم في مصر في عصره بقية من أصحاب الشافعي وحاملي مذهبه، فدعته نفسه إلى لقائهم والرحلة إليهم، وفي طريقه إلى مصر عرّج على أجناد الشام وسواحلها وثغورها، ولقي في بيروت العباس بن الوليد البيروتي المقرئ، فبقي في بيروت حتى ختم القرآن عليه برواية الشاميين تلاوةً، ثم تابع مسيره إلى الفسطاط فبلغها سنة 253هـ، وطالت أيامه بمصر، وأخذ من فقه الشافعي عن إسماعيل بن إبراهيم المزني، والربيع بن سليمان، ومحمد بن عبد الله بن الحكم وأخيه عبد الرحمن، وأخذ من فقه مالك عن تلاميذ ابن وهب، ثم عاوده الحنين إلى بغداد، فعاد إليها بعد رحلة طويلة، وفيها كتب وشاهد وقرأ كثيراً وصحب أعلام عصره وأخذ عنهم، وعزم على أن ينقطع للدرس والتأليف، وأن يمتنع عن كل ما يصرفه عنهما. نقل ابن عساكر أنه لما تقلد الخاقاني الوزارة وجّه إلى أبي جعفر الطبري بمالٍ كثير فامتنع من قبوله، وعَرَضَ عليه القضاء والمظالم فامتنع.

جال الطبري في نواحي كل فنّ، وضرب فيها جميعها بسهم، حتى أصبح إمام عصره غير مدافع، لكن أكثر ما اشْتُهِرَ به في عصره علوم الفقه والتفسير والحديث والقراءات. أما الفقه فقد درس المذاهب جميعها ولاسيما فقه الشافعي، واتخذه مذهباً له، وأفتى به في بغداد عشر سنين، ثم أمعن في التثقيف والتدقيق، ولم يلبث أن أدى به البحث والاجتهاد إلى اختيار مذهب انفرد به، وأودعه في كتبه الفقهية، ففي كتابه «اختلاف الفقهاء» عرض لأقوال العلماء وناقش أقوالهم ووازن بين حججهم وبراهينهم، واختار الأصوب عنده. أما في التفسير فقد اشْتُهِرَ كتابه الكبير «جامع البيان في تفسير القرآن» الذي يعرف بتفسير الطبري في30جزءاً، وقد طار في الآفاق ذكره، حتى رُويَ عن أبي حامد الاسفراييني الفقيه قوله: «لو سافر رجلٌ إلى الصين ليحصل على كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيراً» وأما أشهر كتبه في الحديث فهو كتاب «تهذيب الآثار» وكان قَصْدُهُ منه أن يأتي بكل ما يصح من حديث رسول اللهr، وفي القراءة وضع كتابه المسمى «الفصل بين القراءات» ذكر فيه اختلاف القرّاء في حروف القرآن، وفصَّل أسماء القرّاء بمكة والمدينة والبصرة والشام، وفَصَلَ بين كل قراءة وأخرى، ثم اختار من هذه قراءةَ له، وبين أسباب اختياره والبرهان على صحته.

أما في التاريخ فله « تاريخ الرسل والملوك» ويُعْرَفُ بتاريخ الطبري في 11جزءاً، ويُعدّ تاريخه من أوفى الأعمال التاريخية، ولغلبة الحديث وضع كتابه في التاريخ على طريقة المحدِّثين. بدأ تاريخه بذكر آدم، وما كان بعده من أخبار الأنبياء والرسل، على ترتيب ذكرهم في التوراة، متعرّضاً للحوادث التي وقعت في زمانهم، مفسّراً ما ورد في القرآن الكريم في شأنهم، معرّجاً على أخبار الملوك الذين عاصروهم وملوك الفرس خاصة، مع ذكر الأمم التي جاءت بعد الأنبياء حتى بعثه الرسولr. ورتَّبَ القسم الإسلامي على الحوادث من عام الهجرة حتى سنة 302هـ، وذكر في كل سنة ما وقع فيها من الأحداث والأيام المشهورة، وإذا كانت الأخبار والحوادث طويلة جزّأها على حسب السنين، أو أشار إليها بالإجمال، ثم ذكرها في الموضع الملائم، وترجع قيمة هذا الكتاب إلى أنه استطاع أن يجمع في دفتيه موادَّ مودعةً في كتب الحديث والتفسير واللغة والأدب والسير والمغازي وتاريخ الأحداث والرجال، فضلاً عن نصوص الشعر والخطب والعهود ناسباً كل رواية إلى صاحبها، وكل رأي إلى قائله، كما أنه أودع هذا الكتاب فصولاً ونتفاً من متون الكتب التي أتت عليها عوادي الزمن، وأورد من أقوال العلماء ما لايوجد في كتاب غيره. ومنذ أن آنشأ الطبري هذا الكتاب، تتابع الورّاقون على نسخه، وتنافس الأمراء والملوك في اقتنائه وعمرت به خزائن الكتب ودور العلم. ذكر المقريزي أنه كان بخزانة كتب الخليفة العزيز الفاطمي ما ينيف على عشرين نسخة منه، إحداها بخط المؤلف نفسه.

توفي الطبري في بغداد، ودفن في داره التي كان قد بناها، واجتمع على جنازته خلق كثير.

نجدة خماش
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أبو, محمد, الطبري, ابن, جرير, يزيد, جعفر, كبير


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد ابن كثير الطبري
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انتخاب محمد يزدي رئيسا عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 03-11-2015 08:12 AM
أحمد ماهر لم يبُح بكل شيء وهو كثير! عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 05-17-2014 06:20 AM
محمد القدوسي // يشيد بإبداع الحركات الطلابية لإسقاط الانقلاب ابو الطيب شذرات مصرية 0 11-15-2013 01:27 AM
ابن جرير الطبري عبدالناصر محمود شخصيات عربية وإسلامية 0 10-08-2013 05:51 PM
أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي عبدالناصر محمود شخصيات عربية وإسلامية 0 09-26-2013 05:51 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59