#1  
قديم 07-06-2013, 11:06 PM
الصورة الرمزية جاسم داود
جاسم داود غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,456
سؤال العداوة وأثرها في المجتمع


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العداوة وأثرها في المجتمع


العداوة منفرة ومذمومة عند النفوس الواعية الشريفة، بل هي مهلكة وموبقة، وغالباً ما يكون وجودها مع النفوس الضعيفة التي ترى الحياة من جانب واحد، وهو جانب المصلحة الفردية، أي ما يفيد ذاك المرء في حياته بغض النظر عن حقوق الآخرين ومصالحهم التي تشتبك بمصالحه، مثل هذا الشخص تراه يتحكم في كل موضوع برأيه الفردي دون مشورة، وإن عقد الشورى فإنه يحققها للحسابات الشخصية والحزبية أو القومية، دون رؤية فاحصة لمشكلات المجتمع بصفة عامة، ودون حرص على أن يقدم يد الخير إلى أخيه.

فالعداوة تترك أثراً سلبياً في الفرد والمجتمع، فإذا اتسم بها الفرد فإنه يكون حقوداً أشد ما يكون الحقد، فلا يسلم من حقده حتى بنو دينه وجنسه وذوو رحمه، فإن ضرب يضرب بلا رحمة، ويفحش فحشاً كيفما شاء، ويلعن لعناً كيفما يريد، ويطعن طعناً كلما وجد الفرصة، لأنه دائماً يفكر أن ينتقم من غيره بما يرضي نفسه الضعيفة، وليس هذا شأن رجل آمن بالله وبرسله وبكتبه، لأنه يعرف قدر نفسه وقدر أخيه وقدر مجتمعه، فهو إن عادى أو عودي فلا يجاوز الاعتدال، ولا يتعدى الحدود التي يعرفها العقل والشرف.

العداوة رأس النفاق، والنفاق مرض من الأمراض المهلكة، لأنه يسبب الخسارة المادية والمعنوية للفرد والمجتمع، ونفاق العداوة ينشأ من كون صاحبها قد يلجأ إلى إظهار مودة زائفة لمن يعاديه حتى يتحين فرصة، فينقض عليه بلا رحمة ليقضي عليه، وهذه أخطر أشكال العداوة، وقد جاء ذم العداوة في الإسلام لأن ثمرتها تحطم الفرد والمجتمع، فالإسلام يريد الأمن والعدالة لنا جميعاً، وبالإسلام يتحقق الأمن الحق، لأن الله تعالى لا يأمر بالفساد .

وجاء ذم العداوة في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ســباب المؤمن فسق وقتاله كفر.
وإذا نظرنا إلى هذا الحديث وأمثاله نظرة واعية فاحصة، نجد الإيذاء والاستهزاء حراماً لأن الإسلام يهتم اهتماماً بالغاً بإيجاد الرحمة والألفة، ويؤكد تزكية نفس المسلم تجاه أخيه المسلم، فالرحمة مطلوبة في هذا الدين، بها تتوطد العلاقات والصلات، ويتوحد الأفراد في عبادة رب العالمين، وبها يتواصل المرء مع قريبه وصديقه وجاره، وبها تتحقق ألفة واسعة بين الأمة الإسلامية.


إن لكل داء دواء، ولكل مرض علاج، ولكل مشكلة حل، إذا نحن عملنا لذلك بطريقة حسنة وأسلوب رفيق، وربما يعالج الإنسان الأمور الصعبة برفق وحسن خُلق، وتمسك بحبل الله المتين، وأيضاً يمكن أن يعالجها بشدة وعنف وغلظة، وهو بذلك يتعب نفسه، ويزعج غيره فيما لا حق له، فالنجاح الصحيح والفوز المتين هو نجاح الرفق والرحمة، لا نجاح الشدة والعداوة.


دمتم برعاية الرحمن وحفظه

المصدر: ملتقى شذرات

__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المجتمع, العجائب, وأثرها


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع العداوة وأثرها في المجتمع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التوازنات الاستراتيجية وأثرها في حسم الصراعات عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 05-01-2014 07:31 AM
كلمة التوحيد وأثرها في نفس المؤمن ام زهرة الملتقى العام 0 12-12-2013 06:33 PM
في زمن العجائب سعاد بن علو الصور والتصاميم 0 06-14-2012 01:03 AM
عجائب البلدان من خريدة العجائب وفريدة الغرائب لإبن الوردي Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 01-27-2012 11:47 PM
الرسوم المتحركة وأثرها في قيم الطفل عبدالناصر محمود الملتقى العام 1 01-09-2012 09:22 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59