#1  
قديم 01-30-2012, 12:06 AM
الصورة الرمزية تراتيل
تراتيل غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 720
افتراضي تقرير: الأقلية المسلمة في إريتريا


عرفت بلاد الحبشة قديمًا ببلاد كوش، وعرفها العرب بالحبشة، وهذا يعني الخليط البشري، وأطلق عليها حديثًا إثيوبيا، ومعناها الوجه المحروق عند الإغريق، وتضم منطقة الحبشة إثيوبيا وجيرانها من الشعوب التي استولت عليها، وهما إرتريا وأوجادين. ولتشعب المشاكل التي تواجه المسلمين بالحبشة وتعدد جوانبها، سيتم تناول كل وحدة سياسية على حدة، مبتدئين بإثيوبيا، ثم إرتريا، فالأوجادين.(وسنتناول في هذه الحلقة المسلمون في إرتريا).
اشتق اسمها من الاسم القديم للبحر الأحمر (سينوس ارتريوس )، وعرفت في العصور الوسطى باسم (ميدري بحري) أي البلاد المطلة على البحر، وسمي حاكمها (بحر نجش) أي ملك الإقليم المطل على البحر، وعرفت حتى عهد قريب ببلاد (البوغوص)، وأطلق عليها اسم (ميدري جيلتي)، أي أرض الأحرار، وقد ظلت لإرتريا شخصيتها المستقلة عبر مختلف العصور، ولم تسيطر الحبشة على الأراضي الإرترية إلا في فترات نادرة في حالة ضعفها وفي غفلة من الزمن.

الموقع:
تحدها السودان من الشمال الغربي والشمال، وإثيوبيا من الغرب، وعفار وعيسى (جيبوتي) من الجنوب، وتطل من الشرق على البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله حوالي 1000 كيلو متر، وتصل في الجنوب إلى قرب باب المندب، أي إنها في مواجهة دولتين من دول الجزيرة العربية، حيث اليمن، وقسم من الساحل الغربي للملكة العربية السعودية.

الأرض:
تبلغ مساحة إرتريا حوالي (117.400) كيلو متر مربع، وتبدأ أرضها بسهول ساحلية تطل على البحر الأحمر، تضيق في الشمال وتتسع في الجنوب، وتنحدر إليها بعض المجاري المائية مثل كميلي، هواش، وعلجدي، وتلي السهول الساحلية هضبة تتخللها بعض الجبال الشاهقة الارتفاع.

المناخ:
يختلف وفقًا لظروف التضاريس، ففي النطاق السهلي المنخفض ترتفع الحرارة، وتقل الأمطار، وتزيد الرطوبة في المناطق الساحلية، ويعتدل المناخ فوق المناطق المرتفعة، وتزيد الأمطار نسبيًّا.

السكان:
قدرت السلطات الإيطالية التي كانت تحتل إرتريا قبل الحرب العالمية الثانية سكانها بمليون نسمة، وقدرتهم السلطات البريطانية التي خلفت إيطاليا في الحكم قدرتهم 1.031.000 نسمة في سنة 1372هـ - 1952م، وذكر تقدير البريطانيين أن المسلمين أكثر من نصف السكان، وينتمي السكان حسب التقرير إلى عناصر التجرينا، وغالبيتهم من المسيحيين، والتجري والأغلبية العظمى منهم تعتنق الإسلام، وباريا، وكانوما، وغالبيتهم من المسلمين، والدناكل وكلهم يعتنقون الإسلام، وساهو والغالبية العظمى منهم تعتنق الإسلام، والبيلين وغالبيتهم من المسلمين، ولم يذكر التقرير البجاة، وكذلك العناصر العربية؛ لذلك يحتمل أن يكون العدد الإجمالي حوالي مليون ونصف، بدلًا من التقدير السابق، وتقدرهم المصادر الغربية حديثًا بمليونين ونصف.
أما مصادر الثوار بإرتريا فقدرت عدد السكان بأربعة ملايين نسمة، ويحتمل أن يكون العدد الإجمالي 4.250.000 نسمة في سنة 1408هـ -1988م، ونسبة المسلمين بينهم 80%، أي حوالي 3.400.000 نسمة، ولقد توافدت عدة هجرات بشرية إلى إرتريا، فلقد هاجرت عناصر عربية عديدة إلى سواحل إرتريا، وأغفلتها التقارير البريطانية والإيطالية في تقدير السكان عن عمد مقصود، وفي إرتريا ثماني لهجات، واللغتان الرسميتان لإرتريا التجرينية والعربية.

النشاط البشري:
تبلغ مساحة الأراضي القابلة للزراعة بإرتريا 1.652.000 فدان، لا يزرع منها غير الثلث تقريبًا، وتستخدم الطرق البدائية، وتقوم الزراعة على نشاط المرأة الإرترية، والحاصلات تقليدية، وتتمثل في الحبوب الغذائية، ولا يتجاوز الإنتاج (الاقتصاد المعيشي)، وهناك حاصلات نقدية كالقطن، والبن، ويمثل الرعي حرفة هامة في الاقتصاد الإرتري، ويقوم به الرجال، وتربى الأبقار والإبل والأغنام والماعز.

كيف وصل الإسلام إلى إرتريا؟
وصلها الإسلام مبكرًا، ففي القرن الهجري الأول وصلت ساحل إرتريا هجرات عربية، حملت الدعوة الإسلامية إلى شواطئها، وتمثلت في استيلاء الأمويين على جزر دهلك في سنة 83هـ، لتأديب القراصنة الأحباش على إثر هجماتهم على سواحل الجزيرة العربية، وانتقل الإسلام إلى مصوع، وأخذ يمتد جنوبًا حتى شمل سواحل البحر الأحمر والقرن الأفريقي، ثم ازدهرت التجارة بين الجزيرة العربية والساحل الأفريقي، وكثر عدد الوافدين على باضع وغيرها من المدن الساحلية في القرن الثالث الهجري، وتوطد وجود الإسلام في السهول الساحلية الإرترية، وأخذ الإسلام في الانتشار بين الصوماليين، والدناقل، والبجاة سكان المناطق السهلية الإرترية، وتجاوز انتشار الإسلام السهول الإرترية، فوصل المرتفعات، وعندما قامت الإمارات الإسلامية في جنوب وشرقي الحبشة، امتد نفوذها إلى إرتريا، وعندما خاض الأئمة المسلمون حروبهم ضد الحبشة، اشترك الإرتريون في الجهاد، ولقد نالهم من تحالف البرتغاليين مع الأحباش الشيء الكثير من التدمير، وتخريب المدن الساحلية، كان هذا أثر المحور الشرقي الذي وصل الإسلام عن طريقه إلى إرتريا.
ومن الشمال والغرب محور آخر حمل الدعوة الإسلامية إلى إرتريا، حيث كان الدعاة من بين البجاة، فلقد وصلهم الإسلام عن طريق شمالي السودان، ونشط الدعاة البجاة، وحمل هؤلاء الإسلام إلى المناطق التي هاجروا إليها لا سيما (بنو عامر) وهم فرع من البجاة، تمتد مضاربهم في شمال، ووسط إرتريا، وأصبحت إرتريا معقلًا من معاقل الإسلام، وانتشر الإسلام بين العديد من القبائل مثل (بيت معلا) في شمالي إرتريا، وبعض قبائل التيجري، وقبائل تاكلية (بنات يسوع)، وهبتية (عطية يسوع)، وتماديام (عطية مريم)، وهكذا أصبحت غالبية السكان في إرتريا مسلمة.
وعلى إثر النزاع الذي دار بين البرتغاليين والأحباش من ناحية، والأتراك من ناحية أخرى، دارت معارك على سواحل البحر الأحمر، وبسط الأتراك نفوذهم على إرتريا في سنة 965هـ - 1557م، واستمر الحكم التركي إلى سنة 1263هـ - 1846م، وحلت مصر محل الأتراك، فسيطرت على مصوع والمناطق الساحلية الإرترية، وكان والأحباش يطمعون في السيطرة على الساحل الإرتري، ثم انسحب الجيش المصري بعد أن احتلت بريطانيا مصر سنة 1300هـ - 1882م، كان هذا إبان الصراع الاستعماري على شرقي أفريقيا، وسواحل البحر الأحمر، وظهرت إيطاليا كأحد أطراف هذا الصراع، فاحتلت مصوع وعصب في سنة 1303هـ - 1885م، ومكث الاستعمار الإيطالي في إرتريا (51 عامًا) حتى سنة 1360هـ - 1941م، وكانت إثيوبيا لا تخفي أطماعها في إرتريا، ودارت معارك حربية بين إثيوبيا وإيطاليا، ورغم هزيمة الإيطاليين إلا أن إثيوبيا وقعت معهم معاهدة في سنة 1314هـ - 1896م، واعترف منليك إمبراطور إثيوبيا آنذاك بنفوذ إيطاليا على إرتريا، ثم عادت الحبشة فاعترفت بهذا في سنة 1321هـ - 1903م.
وظل الإيطاليون في إرتريا إلى أن قامت الحرب بينهم وبين الأحباش في سنة 1352هـ - 1933م، وسيطرت إيطاليا على إثيوبيا، وهرب إمبراطورها هيلاسلاسي، وظل خارج إثيوبيا إلى أن عاونه البريطانيون في الاستيلاء على إثيوبيا في سنة 1360هـ - 1941م.
فما موقف الحبشة من إرتريا بعد هزيمة الإيطاليين؟ تجيب معاهدة سنة 1361هـ - 1942م بين بريطانيا والحبشة على هذا، فلقد نصت على أن تبقى منطقة أوجادين وإرتريا تحت الحكم البريطاني، ثم دب الخلاف بين الحبشة وبريطانيا، فعقدت بينهما معاهدة 1364هـ - 1944م، ونصت أيضًا على أنم يظل وضع الأوجادين وإرتريا تحت الحكم البريطاني.
وفي سنة 1367هـ - 1947م، تألفت لجنة من دول الحلفاء لبحث مستقبل المستعمرات الإيطالية، على أثر توقيع معاهدة الصلح، وظهرت المؤامرات ولعبت بريطانيا دورًا هامًّا في التآمر على استقلال إرتريا، فشجعت المسيحيين على تكوين حزب لهم ينادي بضم إرتريا إلى الحبشة رغم أنهم أقلية، ودام الخلاف فترة مرهقة حيث ظهرت عدة اتجاهات، كان منها مشروع تقسيم إرتريا، وكان منها المناداة باستقلالها.وكانت تحقيقات لجنة دول الحلفاء منحازة إلى جانب الحبشة، نتيجة تمهيد بريطانيا واستغلال الرشوة من جانب إثيوبيا واتخاذ الاغتيالات والإرهاب كوسيلة لكبت أصوات المسلمين بإرتريا، فوافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 1372هـ - 1952م، على أن تكون إرتريا وحدة ذات استقلال ذاتي في اتحاد فيدرالي مع الحبشة، وأصدرت هيئة الأمم المتحدة مبادئ وثيقة حكم إثيوبيا لإرتريا.وتنكر هيلاسلاسي لوثيقة الحكم الفيدرالي، فأعلنت في سنة 1375هـ - 1955م، أن إرتريا جزء من إثيوبيا، وضمها إلى إثيوبيا.

فماذا تم بعد دمج إرتريا؟
استخدم هيلاسلاسي أسلوبًا تعسفيًا في حكم إرتريا، فعين المسيحيين في المناصب الهامة، وحرم المسلمين من معظم الوظائف، وألغى الأحزاب الإرترية التي كانت في عهد إيطاليا، وقيد حرية الكلمة، وضرب ستارًا كثيفًا حول المسلمين، وساد الظلم، والبطش، ومصادرة الحريات، فكانت الثورة الإرترية طريق الشعب للخلاص من الاستبداد.

عدة جبهات:

تكونت جبهة تحرير إرتريا في بيان صدر في سنة 1381هـ - 1961م بالقاهرة، ومنطقة الجاش، وانتقلت إلى جبال إرتريا، وبدأت الثورة بسبعين مقاتلًا، ووصلوا إلى 40 ألف مقاتل بعد ذلك، وتزايد الكفاح، وكتبت صفحات من البطولة، وتكونت في إرتريا ثلاث جبهات هي: جبهة التحرير الإرترية، والجبهة الشعبية الإرترية، وقوات التحرير الشعبية الإرترية، وفي هذا ضعف للكفاح، وتشتيت للجهود، غير أن توحيد الجبهات أمر حتمي لصالح الثورة الإرترية، ولقد واجه الثوار ضغطا عنيفا من هيلاسلاسي، ولكن الثورة الإرترية أخذت ظهيرها من الشعب الإرتري، وحققت نجاحًا لم يكن متوقعًا.
وظل التفوق حتى حدث بإثيوبيا انقلاب 1394هـ - 1974م، وأطاح بهيلاسلاسي، وسادت فترة من التفاؤل والأمل في إحلال السلام بإرتريا، بددها طغيان المجلس العسكري الذي تولى حكم الحبشة، وبدأ التحدي، وواجهت الثورة الإرترية قتالًا ضاريًا في معارك أسمرة في سنة 1395هـ - 1975م، وبدأت تحقق العديد من الانتصارات، فحررت الريف الإرتري بأكمله، ومع مطلع عام 1397هـ - 1977م، بدأت مرحلة تحرير المدن الإرترية، واحتد القتال في جبهتين هما: جبهة (نفقة)، والجبهة الشمالية، فدارت معركة مدينة (أغردات) عاصمة المنطقة الغربية من إرتريا، واستمرت 30 يومًا، وانتصرت قوات التحرير الإرترية فيها، وحررت مدن أخرى يبلغ عددها 14 مدينة، وقد أدى هذا النصر إلى استعانة المجلس العسكري الحاكم في إثيوبيا بالكوبيين والروس، فحدث تغيير في ميزان القوى، ولقد تكونت في سنة 1401هـ - 1981م، منظمة الرواد المسلمين، وتعمل هذه المنظمة على رفعة شأن الإسلام والمسلمين في البلاد، ولهذه المنظمة متطلبات منها:

1- الاهتمام بالتعليم والتربية الإسلامية.
2- المشاركة في النشاطات الوطنية.
3 - تحقيق الوحدة والوطنية.
4- الهوية الإسلامية.
بدأ الروس والكوبيون يلقون بثقلهم في المعركة ضد الثورة الإرترية، فأشرفوا على القتال وغرف العمليات، وبدأ ضرب الثوار بالطائرات، ونتج عن هذا محو عدة قرى من الوجود، وتدفق اللاجئون على السودان، والمناطق المحررة من إرتريا، وشهد عام 1399هـ هجومًا إثيوبيًّا مكثفًا، استمر على عدة مراحل، وشهدت المرحلة الرابعة من هذا الهجوم تدخل 40 ألف جندي إثيوبي بقيادة ضباط سوفييت، واستمر كفاح الشعب الإرتري إلى الآن، ولقد بدأت بوادر محاولات لإحلال السلام في إرتريا بعد سقوط نظام الحكم في إثيوبيا.

اللاجئون:
بعد اتساع العمليات العسكرية ضد ثوار إرتريا، واستخدام طرق الإبادة الجماعية، أرغم سكان القرى والمدن على الخروج من مواطنهم، لا سيما الشيوخ والأطفال والنساء، وأصبح الأمر محزنًا بعد بلوغ عدد اللاجئين 400 ألف، ولقد بدأ تدفق المهاجرين الإرتريين على شرقي السودان منذ سنة 1387هـ - 1967م، ووصل الآن قرابة نصف مليون، ولا تصل المعونة إلى هذه الأعداد إلا بما يكفي 25% من احتياجاتهم، وقد أصدرت وكالة غوث اللاجئين الإرترية عدة نداءات تناشد فيها العالم بتقديم العون لهذا العدد الكبير من اللاجئين الإرتريين، فإذا ما أضفنا إلى هذا العدد حوالي مليون لاجئ في الأوجادين، أدركنا مدى خطورة الحرب التي تشنها أثيوبيا في المنطقتين، وهنا يقفز سؤال للذهن، تفرضه طبيعة الموقف، وتمليه المشاعر الإنسانية دون تحيز أو تعصب.
أين مساعدات غوث اللاجئين الدولية؟
أين المساعدات الدولية التي تتدفق لغوث المنكوبين؟
أين إنسانية المتجمع الدولي؟
أين الإعلام الشريف الذي يتبنى قضية مليون وربع مليون لاجئ لا ذنب لهم سوى التعبير عن إراداتهم فأصبحوا ضحية التآمر الدولي والمجاعات، والجهل، والمرض.ولقد عصفت الحروب بموت نصف مليون، وتهدد المجاعات مليون نسمة بالموت جوعًا.

التحديات:
أبرزها تلكم الحروب الصليبية التي أنهكت المنطقة لعدة قرون، وقدم الطرفان ثمنًا باهظًا من الضحايا، والسبب المباشر في طول مدتها تأتي من استمرار محاولة الأقلية فرض سيطرتها على الأغلبية، ولقد خلف هذا الصراع إرثًا مشحونًا بالكراهية والحقد تتوارثه الأجيال.
ومن التحديات تدخل القوى العالمية في الصراع الدائر، فلقد شهد النصف الثاني من القرن الماضي، وكذلك النصف الأول من القرن العشرين تدخل القوى الاستعمارية، في تكالب محموم لاقتناص أراضي شعوب المنطقة، ورسم الخرائط السياسية لمستعمراتها، وتقسيم شعوبها دون وازع من ضمير، فكبتت أصوات أبنائها، فلا حق لهم في تقرير مصيرهم، وكان من السهل وضع خطوط الحدود السياسية على صفحات الخرائط، وتنفيذها على الواقع الأرضي، بغض النظر عن تقسيم الشعب الواحد بين دول ثلاث كما حدث للصومال وما يكاد يخرج مستعمر من المنطقة حتى يحل محله مستعمر آخر يخلفه في حكم الشعوب المقهورة.
وشهد النصف الثاني من القرن العشرين، سلسلة لا تنتهي من التآمر على حرية الشعوب، بدأت بتآمر بريطانيا مع هيلاسلاسي على حرية شعب إرتريا، وكذلك شعب الأوجادين، واختفى الإمبراطور، وحل محله المجلس العسكري الحاكم في إثيوبيا، واستبدل التآمر البريطاني بتآمر سوفييتي، فكان التدخل العسكري لسحق حرية الإرتريين والصوماليين، وإلى متى هذا؟ وقد أوشك قرن ونصف قرن من التآمر على الاكتمال.إنها أطول سلسلة من التآمر على حرية شعوب أفريقيا، ولقد انتهى الأمر بسقوط هيلا مريم ونظامه في إثيوبيا، وانهيار الاتحاد السوفيتي.
ومن التحديات تعدد جبهات التحرير في إرتريا، وعدم توحيد جهدها لتصل إلى غايتها التي ينشدها الشعب الإرتري، وتدخل قوى مختلفة في زيادة الهوة بين جبهات التحرير، فما أحوج الجهاد إلى توحيد الكلمة وتكتل الصفوف.
ومن التحديات تجاهل الرأي العام العالمي، لما يدور في القرن الأفريقي أو بالقرب منه، هذا التجاهل المقصود يلقي ستارًا على جرائم ترتكب ضد الإنسانية، ولا يصلنا إلا القليل من أخبار الصراع، وكأنه يحدث فوق كوكب آخر، لذا يطول عمر المعاناة ويواجها المجتمع العالمي بعدم الاكتراث.
ولقد وجدت قضية الشعب الإرتري استجابة من المؤتمرات الإسلامية، فلقد طالبت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في مذكرتها إلى مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الحادي عشر، والذي عقد في الباكستان في سنة 1400هـ، طالبت بمساندة قضية الشعب الإرتري، باستنكار لأعمال إثيوبيا في إرتريا، وحث الدول الإسلامية على تقديم المساعدة للشعب الإرتري، واللاجئين الإرتريين، وقد صدرت توصية المؤتمر متضمنة الفقرات السابقة.

وأصدر مؤتمر القمة الإسلامي والذي عقد بمكة المكرمة في سنة 1401هـ قرارًا يدعو إلى حل عادل وسلمي للقضية الإرترية، وتشكلت لجنة من السنغال، وغينيا، والأمانة العامة للمؤتمر لأجراء الاتصالات اللازمة لذلك، وعرض نتائج عملها على مؤتمر وزراء خارجية العالم الإسلامي، واستمر تداول قضية إرتريا في المحافل الإسلامية.

التعليم الإسلامي في إرتريا:
يكاد يكون التعليم الإسلامي في إرتريا معطلًا، بسبب الحرب الدائرة بين الثوار وسلطات الاحتلال الإثيوبي، وشارك في هذا هروب السكان إلى خارج البلاد، ورغم هذه الظروف توجد عدة مدارس ومعاهد إسلامية موزعة على بعض الأقاليم، ويبلغ عددها حوالي 24 معهدًا إسلاميًّا، منها:
معهد الضياء الإسلامي في كرن.
المعهد الديني الإسلامي بجندوع.
معهد علنسبا في كرن.
المعهد الديني الإسلامي في كرن.
معهد أصحاب اليمين.
معهد الإرشاد الديني.
المعهد الإسلامي في أغوردات.
أما خارج إرتريا وفي مناطق اللاجئين الإرتريين، فهناك مدارس قرآنية (خلاوي)، وهناك بعض المدارس المتوسطة، إلا أنها غير كافية لاستيعاب أبناء اللاجئين.
ومن المتطلبات الملحة إنشاء المدارس وتوفير الكتب الدراسية في مناطق اللاجئين.
ورغم ما بذل من جهود للمصالحة وحل المشكلة، إلا أنها فشلت، وازدادت حدة القتال بين الجبهات الثورية، وحكومة أثيوبيا مما أدى إلى انهيار النظام الماركسي.
ومن التحديات تعطيل العمل الإسلامي داخل أثيوبيا، ومنها تدهور الأحوال الاقتصادية للشعب الإرتري، وانتشار الفقر والمجاعات داخل البلاد، وتوجيه الدخل القومي إلى الحرب ولمدة طويلة بدأت من سنة 1961م، أي منذ 30 عامًا، مما جعل المجاعات تعصف بالشعب الإرتري.
المؤسسات الإسلامية الإرترية:
رغم الظروف التي يمر بها الشعب الإرتري من مسخ وإبادة وطمس للهوية الإسلامية، إلا أنه توجد بعض الهيئات الإسلامية التي تعمل في الخفاء في ظل الحكم الماركسي، منها:
1- حركة الجهاد الإسلامية.
2- الاتحاد الإسلامي للطلبة والشباب الإرتري، وتصدر مجلة البشير.
3- منظمة الرواد المسلمين، ولقد تم توحيد هذه الهيئات تحت اسم اللجنة العليا الانتقالية، لتوحيد العمل الإسلامي بإرتريا في سنة 1407هـ.المتطلبات:
1- توحيد الجبهات.
2- التركيز الإعلامي على ما يحدث داخل إرتريا.
3- الدعم المادي للعمل الإسلامي داخل إرتريا.
4- تقديم العون المادي والتعليمي للاجئين الإرتريين في مناطق تواجدهم في السودان، والصومال، وجيبوتي.
5- حاجة المنطقة إلى الدعاة ورجال الدين، سواء على الصعيد الداخلي أوفي مناطق اللاجئين.
6- مقاومة التنصير في داخل معسكرات اللاجئين.
7- الاهتمام بالتعليم الإسلامي داخل معسكرات اللاجئين.
المصدر: موقع الإسلام.


موقع التاريخ
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المسلمة, الأقلية, تقرير, إريتريا


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع تقرير: الأقلية المسلمة في إريتريا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ازدهار وتنامي الأقلية المسلمة في تايون عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 03-08-2014 08:32 AM
مقتل 15 شخصا من الأقلية المسلمة في الصين عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 02-15-2014 08:04 AM
هجمات عنيفة من البوذيين على مساجد الأقلية المسلمة في سريلانكا عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 08-12-2013 07:51 AM
الأقلية المسلمة في إيطاليا عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 04-27-2013 04:24 PM
الأقلية المسلمة في التبت عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 04-14-2013 02:21 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59