#1  
قديم 09-23-2013, 05:22 AM
ابو الطيب غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 813
5 مشروع : على هذا فلنجتمع // (أصول أهل السنة والجماعة)


مشروع : على هذا فلنجتمع
(أصول أهل السنة والجماعة)



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين،وبعد..


قال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) فمنَّ الله تعالى على هذه الأمة بالتآخي بعد العداوة والبغضاء..
وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه قام فينا فقال : ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال " ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين و سبعين ملة ، و إن هذه الملة ستفترق على ثلاث و سبعين ، ثنتان و سبعون في النار ، و واحدة في الجنة ،و هي الجماعة "
فبين صلى الله عليه وسلم أن الأصل في الأمة الاجتماع وأن الفرقة والاختلاف هي صفة أمتي الظلال والغضب ثم بين أن الوصف المميز للفرقة الناجية هو الجماعة وهي من اجتماع القلوب على الكتاب والسنة..


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : (فظهر أن سبب الاجتماع والألفة جمع الدين والعمل به كله ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، كما أمر به باطنا ، وظاهرا . وسبب الفرقة : ترك حظ مما أمر العبد به ، والبغي بينهم . ونتيجة الجماعة : رحمة الله ، ورضوانه ، وصلواته ، وسعادة الدنيا والآخرة ، وبياض الوجوه . ونتيجة الفرقة : عذاب الله ، ولعنته ، وسواد الوجوه ، وبراءة الرسول صلى الله عليه وسلم منهم)


ويقول رحمه الله :( فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا ؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب . وجماع ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)


ومن هنا كان مشروع ( على هذا فلنجتمع ) لجمع أصول أهل السنة والجماعة وأسأل الله أن يجعل هذا المشروع خطوة في رأب الصدع وجمع الكلمة وتوحيد الصف وتأليف القلوب وإصلاح ذات البين فجميعها مقاصدٌ شرعيةُ واجبة ،أسأله سبحانه أن يعيننا على القيام بها وهو سبحانه المقصد وعليه التكلان..

فمن أصول أهل السنة والجماعة:


1. أهل السنة يجتمعون على كل ما يوافق الكتاب والسنة ويثبتوه وما خالفهما أبطلوه:


عن ابن عباس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع فقال:" إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه.." (صحيح الترغيب والترهيب)


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -:(ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ويؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد وبهذا سموا أهل الكتاب والسنة)


ويقول (ويفسرون الألفاظ المجملة التي تنازع فيها أهل التفرق والاختلاف ؛ فما كان من معانيها موافقا للكتاب والسنة أثبتوه ؛ وما كان منها مخالفا للكتاب والسنة أبطلوه ؛ ولا يتبعون الظن وما تهوى الأنفس فإن اتباع الظن جهل واتباع هوى النفس بغير هدى من الله ظلم . وجماع الشر الجهل والظلم قال الله تعالى :** وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا })


2.أهل السنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله :


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر ؛ وطاعته في كل ما أمر وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضلال والتفرق . وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة ؛ الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم)


3. إجماع السلف الصالح حجة شرعية مُلزمة لمن بعدهم عند أهل السنة:


قال تعالى :( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)


وفي الحديث وصف الفرقة الناجية بـ(الجماعة) ، يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -:
(وسموا أهل الجماعة ؛ لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة ؛ وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين ؛ " والإجماع " هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين . وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين ؛ والإجماع الذي ينضبط : هو ما كان عليه السلف الصالح ؛ إذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الأمة)


4.لا يُقرون قولاً ولا يقبلون اجتهاداً إلا بعد عرضه على الكتاب والسنة والإجماع:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -:(وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين ؛ والإجماع الذي ينضبط : هو ما كان عليه السلف الصالح ؛ إذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الأمة)..


5.لا يُعارضون القرآن والسنة بعقلٍ أو رأيٍ أو قياسٍ:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -:(وإذا ذكروا نزاع المتأخرين لم يكن بمجرد ذلك أن يجعل هذه من مسائل الاجتهاد التي يكون كل قول من تلك الأقوال سائغا لم يخالف إجماعا ؛ لأن كثيرا من أصول المتأخرين محدث مبتدع في الإسلام مسبوق بإجماع السلف على خلافه والنزاع الحادث بعد إجماع السلف خطأ قطعا كخلاف الخوارج والرافضة والقدرية والمرجئة ممن قد اشتهرت لهم أقوال خالفوا فيها النصوص المستفيضة المعلومة وإجماع الصحابة)


6.أهل السنة هم من كانوا على مثل ما كان عليه الصحابة من جمع الدين علماً وعملاً وظاهراً وباطناً :


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: ( لما أخبر النبي أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة - وهي الجماعة - وفي حديث عنه أنه قال : " هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب : هم أهل السنة والجماعة).


7.أهل السنة هم أهل الجماعة:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (أن سبب الاجتماع والألفة جمع الدين والعمل به كله ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، كما أمر به باطنا ، وظاهرا . وسبب الفرقة : ترك حظ مما أمر العبد به ، والبغي بينهم . ونتيجة الجماعة : رحمة الله ، ورضوانه ، وصلواته ، وسعادة الدنيا والآخرة ، وبياض الوجوه . ونتيجة الفرقة : عذاب الله ، ولعنته ، وسواد الوجوه ، وبراءة الرسول صلى الله عليه وسلم منهم . وهذا أحد الأدلة على أن الإجماع حجة قاطعة ، فإنهم إذا اجتمعوا كانوا مطيعين لله بذلك مرحومين ، فلا تكون طاعة الله ورحمته : بفعل لم يأمر الله به من اعتقاد ، أو قول ، أو عمل ، فلو كان القول ، أو العمل الذي اجتمعوا عليه لم يأمر الله به لم يكن ذلك طاعة لله ، ولا سببا لرحمته)


8.أهل السنة هم أهل التوسط والإعتدال:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (فإن الفرقة الناجية - أهل السنة والجماعة - يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ؛ بل هم الوسط في فرق الأمة كما أن الأمة هي الوسط في الأمم . فهم وسط في ( باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية ؛ وأهل التمثيل المشبهة . وهم وسط في ( باب أفعال الله تعالى بين القدرية والجبرية وفي باب ( وعيد الله بين المرجئة والوعيدية : من القدرية وغيرهم وفي ( باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية ( وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج)


9.أهل السنة هم أهل الشريعة:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (فالسنة كالشريعة هي : ما سنه الرسول وما شرعه فقد يراد به ما سنه وشرعه من العقائد وقد يراد به ما سنه وشرعه من العمل وقد يراد به كلاهما . فلفظ السنة يقع على معان كلفظ الشرعة ؛ ولهذا قال ابن عباس وغيره في قوله : **شرعة ومنهاجا } سنة وسبيلا . ففسروا الشرعة بالسنة والمنهاج بالسبيل . واسم " السنة " و " الشرعة " قد يكون في العقائد والأقوال ؛ وقد يكون في المقاصد والأفعال . فالأولى في طريقة العلم والكلام والثانية في طريقة الحال والسماع وقد تكون في طريقة العبادات الظاهرة والسياسات السلطانية)


10.أهل السنة هم خير الناس للناس:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (فصل الرسول صلى الله عليه وسلم بعثه الله تعالى هدى ورحمة للعالمين : فإنه كما أرسله بالعلم والهدى والبراهين العقلية والسمعية فإنه أرسله بالإحسان إلى الناس والرحمة لهم بلا عوض وبالصبر على أذاهم واحتماله . فبعثه بالعلم والكرم والحلم عليم هاد كريم محسن حليم صفوح . قال تعالى **وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم }.....
وقال **قل لا أسألكم عليه أجرا } . فهو يعلم ويهدي ويصلح القلوب ويدلها على صلاحها في الدنيا والآخرة بلا عوض . وهذا نعت الرسل كلهم كل يقول {ما أسألكم عليه من أجر }....
....

...ومع هذا وهذا قد أمده بالصبر على أذاهم . وجعله كذلك يعطيهم ما هم محتاجون إليه غاية الحاجة بلا عوض وهم يكرهونه ويؤذونه عليه . وهذا أعظم من الذي يبذل الدواء النافع للمرضى ويسقيهم إياه بلا عوض وهم يؤذونه كما يصنع الأب الشفيق . وهو أبو المؤمنين . وكذلك نعت أمته بقوله **كنتم خير أمة أخرجت للناس } قال أبو هريرة : كنتم خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل حتى تدخلوهم الجنة . فيجاهدون يبذلون أنفسهم وأموالهم لمنفعة الخلق وصلاحهم وهم يكرهون ذلك لجهلهم كما قال أحمد في خطبته : " الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى . فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم " إلى آخر كلامه .

فهذا هذا والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه . وهو سبحانه يجزي الناس بأعمالهم والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه فهو ينعم على الرسول بإنعامه جزاء على إحسانهم والجميع منه . فهو الرحمن الرحيم الجواد الكريم الحنان المنان له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن وله الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه . وهو سبحانه يحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها . وهو يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات . وقد قيل أيضا : وقد يحب الشجاعة ولو على قتل الحيات ويحب السماحة ولو بكف من تمرات ..)


11.أهل السنة يُحافظون على الجماعة ويلتزمون الطاعة في المعروف:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (فإذا أحاط المرء علما بما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد الذي يقوم به الأمراء إلى يوم القيامة وبما نهى عنه من إعانة الظلمة على ظلمهم : علم أن الطريقة الوسطى التي هي دين الإسلام المحض جهاد من يستحق الجهاد كهؤلاء القوم المسئول عنهم مع كل أمير وطائفة هي أولى بالإسلام منهم إذا لم يمكن جهادهم إلا كذلك واجتناب إعانة الطائفة التي يغزو معها على شيء من معاصي الله ؛ بل يطيعهم في طاعة الله ولا يطيعهم في معصية الله إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . وهذه طريقة خيار هذه الأمة قديما وحديثا . وهي واجبة على كل مكلف . وهي متوسطة بين طريق الحرورية وأمثالهم ممن يسلك مسلك الورع الفاسد الناشئ عن قلة العلم وبين طريقة المرجئة وأمثالهم ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقا وإن لم يكونوا أبرارا)


12.أهل السنة يحملون أمانة العلم وأمانة المحافظة على الجماعة:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (وإنما الواجب بيان ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه وتبليغ ما جاءت به الرسل عن الله والوفاء بميثاق الله الذي أخذه على العلماء فيجب أن يعلم ما جاءت به الرسل ويؤمن به ويبلغه ويدعو إليه ويجاهد عليه ويزن جميع ما خاض الناس فيه من أقوال وأعمال في الأصول والفروع الباطنة والظاهرة بكتاب الله وسنة رسوله غير متبعين لهوى : من عادة أو مذهب أو طريقة أو رئاسة أو سلف ؛ ولا متبعين لظن : من حديث ضعيف أو قياس فاسد - سواء كان قياس شمول أو قياس تمثيل - أو تقليد لمن لا يجب اتباع قوله وعمله ؛ فإن الله ذم في كتابه الذين يتبعون الظن وما تهوى الأنفس ويتركون اتباع ما جاءهم من ربهم من الهدى)


13.أهل السنة ولاؤهم للحق وحده:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (وليس لأحد أن يعلق الحمد والذم والحب والبغض والموالاة والمعاداة والصلاة واللعن بغير الأسماء التي علق الله بها ذلك : مثل أسماء القبائل والمدائن والمذاهب والطرائق المضافة إلى الأئمة والمشايخ ؛ ونحو ذلك مما يراد به التعريف كما قال تعالى : **يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } وقال تعالى : **ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } **الذين آمنوا وكانوا يتقون } وقال : **تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا } وقد قال صلى الله عليه وسلم :"إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء ؛ إنما وليي الله وصالح المؤمنين " وقال :"ألا إن أوليائي المتقون حيث كانوا ومن كانوا " وقال : "إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء . الناس رجلان : مؤمن تقي وفاجر شقي . الناس من آدم وآدم من تراب " وقال : "إنه لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض : إلا بالتقوى " . فذكر الأزمان والعدل بأسماء الإيثار والولاء والبلد والانتساب إلى عالم أو شيخ إنما يقصد بها التعريف به ليتميز عن غيره فأما الحمد والذم والحب والبغض والموالاة والمعاداة فإنما تكون بالأشياء التي أنزل الله بها سلطانه وسلطانه كتابه فمن كان مؤمنا وجبت موالاته من أي صنف كان ومن كان كافرا وجبت معاداته من أي صنف كان قال تعالى : **إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } **ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } وقال تعالى : **يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض } وقال تعالى : **والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } وقال تعالى : **لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } وقال تعالى : **أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا } وقال تعالى : **لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه })

وقال رحمه الله:( ومن كان فيه إيمان وفيه فجور أعطي من الموالاة بحسب إيمانه ومن البغض بحسب فجوره ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد الذنوب والمعاصي كما يقوله الخوارج والمعتزلة ولا يجعل الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون بمنزلة الفساق في الإيمان والدين والحب والبغض والموالاة والمعاداة قال الله تعالى : **وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين } **إنما المؤمنون إخوة } فجعلهم إخوة مع وجود الاقتتال والبغي )


14.أهل السنة يوالي بعضهم بعضاً ولاءً عاماً ويعذر بعضهم بعضاً:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: ( وإنما الواجب أن يقدم من قدمه الله ورسوله ، ويؤخر من أخره الله ورسوله ، ويحب ما أحبه الله ورسوله ، ويبغض ما أبغضه الله ورسوله ؛ وينهى عما نهى الله عنه ورسوله وأن يرضى بما رضي الله به ورسوله ؛ وأن يكون المسلمون يدا واحدة فكيف إذا بلغ الأمر ببعض الناس إلى أن يضلل غيره ويكفره وقد يكون الصواب معه وهو الموافق للكتاب والسنة ؛ ولو كان أخوه المسلم قد أخطأ في شيء من أمور الدين فليس كل من أخطأ يكون كافرا ولا فاسقا بل قد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان ،وقد قال تعالى في كتابه في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين : **ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } وثبت في الصحيح أن الله قال : قد فعلت .......... . وكيف يجوز التفريق بين الأمة بأسماء مبتدعة لا أصل لها في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ وهذا التفريق الذي حصل من الأمة علمائها ومشايخها ؛ وأمرائها وكبرائها هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها . وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله كما قال تعالى : **ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء } . فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا ؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب . وجماع ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى : **يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } **واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } إلى قوله : **ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } فمن الأمر بالمعروف : الأمر بالائتلاف والاجتماع ؛ والنهي عن الاختلاف والفرقة ومن النهي عن المنكر إقامة الحدود على من خرج من شريعة الله تعالى)


15.أهل السنة يوالون ويُعادون على أساس الدين ولا يمتحنون الناس بما ليس من عند الله:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: ( فالواجب الاقتصار في ذلك ، والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به فإن هذا من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة فإنه بسبب ذلك اعتقد قوم من الجهال أن يزيد بن معاوية من الصحابة وأنه من أكابر الصالحين وأئمة العدل وهو خطأ بين .
... وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله : مثل أن يقال للرجل : أنت شكيلي ، أو قرفندي ، فإن هذه أسماء باطلة ما أنزل الله بها من سلطان وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في الآثار المعروفة عن سلف الأئمة لا شكيلي ولا قرفندي . والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول : لا أنا شكيلي ولا قرفندي ؛ بل أنا مسلم متبع لكتاب الله وسنة رسوله)


16.أهل السنة يعملون على تأليف القلوب واجتماع الكلمة:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (ويستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك هذه المستحبات لأن مصلحة التأليف في الدين أعظم من مصلحة فعل مثل هذا كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم تغيير بناء البيت لما في إبقائه من تأليف القلوب وكما أنكر ابن مسعود على عثمان إتمام الصلاة في السفر ثم صلى خلفه متما . وقال الخلاف شر . وهذا وإن كان وجها حسنا فمقصود أحمد أن أهل المدينة كانوا لا يقرءونها فيجهر بها ليبين أن قراءتها سنة كما جهر ابن عباس بقراءة أم الكتاب على الجنازة وقال : لتعلموا أنها سنة)

ويقول :(وتعلمون أن من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين :تأليف القلوب واجتماع الكلمة وصلاح ذات البين فإن الله تعالى يقول : **فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } ويقول : **واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } ويقول : **ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم } . وأمثال ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف وتنهى عن الفرقة والاختلاف . وأهل هذا الأصل : هم أهل الجماعة كما أن الخارجين عنه هم أهل الفرقة ..... وأول ما أبدأ به من هذا الأصل : ما يتعلق بي فتعلمون - رضي الله عنكم - أني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين - فضلا عن أصحابنا - بشيء أصلا لا باطنا ولا ظاهرا ولا عندي عتب على أحد منهم . ولا لوم أصلا بل لهم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان كل بحسبه ولا يخلو الرجل . إما أن يكون مجتهدا مصيبا أو مخطئا أو مذنبا . فالأول : مأجور مشكور . والثاني مع أجره على الاجتهاد : فمعفو عنه مغفور له . والثالث : فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين . فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل . كقول القائل : فلان قصر فلان ما عمل فلان أوذي الشيخ بسببه فلان كان سبب هذه القضية فلان كان يتكلم في كيد فلان . ونحو هذه الكلمات التي فيها مذمة لبعض الأصحاب والإخوان . فإني لا أسامح من أذاهم من هذا الباب ولا حول ولا قوة إلا بالله . بل مثل هذا يعود على قائله بالملام إلا أن يكون له من حسنة وممن يغفر الله له إن شاء . وقد عفا الله عما سلف)


17.أهل السنة يتناظرون في المسائل العلمية والعملية مع بقاء الألفة بينهم:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله تعالى في قوله : **فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة وربما اختلف قولهم في المسألة العلمية والعملية مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين . نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع .)



فيا أحبتي في الله ...بالله عليكم قارنوا بين هذه الصفات الدائرة بين أصلين عظيميم وهما أنهم (أعلم الناس بالحق) و (أرحم الناس بالخلق) وبين صفات المخالفين لأهل السنة (ومنهم المجتهد المخطيء ،ومنهم الجاهل المعذور ،ومنهم المتعدي الظالم ،ومنهم المنافق ومنهم المبتدع ومنهم المشرك ) ...


فمن صفات المخالفين لأهل السنة :


1- الجهل بالحق والحكم بالهوى:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (وقد كان أولهم خرج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى قسمة النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا محمد اعدل فإنك لم تعدل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" لقد خبت وخسرت إن لم أعدل"، فقال له بعض أصحابه : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق ،فقال :" إنه يخرج من ضئضئ هذا أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم " الحديث . فكان مبدأ البدع هو الطعن في السنة بالظن والهوى ؛ كما طعن إبليس في أمر ربه برأيه وهواه .)


2- تضارب آرائهم والتفرق والمعاداة:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (وذلك أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما المتأخرون من الأمة الذين لم يحكموا معرفة الكتاب والسنة والفقه فيهما ويميزوا بين صحيح الأحاديث وسقيمها وناتج المقاييس وعقيمها مع ما ينضم إلى ذلك من غلبة الأهواء وكثرة الآراء وتغلظ الاختلاف والافتراق وحصول العداوة والشقاق . فإن هذه الأسباب ونحوها مما يوجب " قوة الجهل والظلم " اللذين نعت الله بهما الإنسان في قوله : **وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا } فإذا من الله على الإنسان بالعلم والعدل أنقذه من هذا الضلال وقد قال سبحانه : **والعصر } **إن الإنسان لفي خسر } **إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر })


3-الغلو في الدين:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (فإذا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين قد انتسب إلى الإسلام من مرق منه مع عبادته العظيمة ؛ حتى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم فيعلم أن المنتسب إلى الإسلام أو السنة في هذه الأزمان قد يمرق أيضا من الإسلام والسنة حتى يدعي السنة من ليس من أهلها بل قد مرق منها وذلك " بأسباب " :

- منها الغلو الذي ذمه الله تعالى في كتابه حيث قال : **يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } إلى قوله : **وكفى بالله ****ا } وقال تعالى . **قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل } وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " وهو حديث صحيح . ومنها التفرق والاختلاف الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز : ومنها أحاديث تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي كذب عليه باتفاق أهل المعرفة يسمعها الجاهل بالحديث فيصدق بها لموافقة ظنه وهواه ..


" وأضل الضلال " اتباع الظن والهوى كما قال الله تعالى في حق من ذمهم : **إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى } وقال في حق نبيه صلى الله عليه وسلم **والنجم إذا هوى } **ما ضل صاحبكم وما غوى } **وما ينطق عن الهوى } **إن هو إلا وحي يوحى } فنزهه عن الضلال والغواية اللذين هما الجهل والظلم فالضال هو الذي لا يعلم الحق والغاوي الذي يتبع هواه . وأخبر أنه ما ينطق عن هوى النفس ؛ بل هو وحي أوحاه الله إليه فوصفه بالعلم ونزهه عن الهوى)..


4- التعصب مع البغي على المخالف لهم:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضلال والتفرق . وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة ؛ الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم)


5-ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (من والى موافقه وعادى مخالفه وفرق بين جماعة المسلمين وكفر وفسق مخالفه دون موافقه في مسائل الآراء والاجتهادات ؛ واستحل قتال مخالفه دون موافقه فهؤلاء من أهل التفرق والاختلافات )


6-تكفير وتفسيق مخالفهم في الاجتهاد والتأويل:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (وكان سبب خروجهم ما فعله أمير المؤمنين عثمان وعلي ومن معهما من الأنواع التي فيها تأويل فلم يحتملوا ذلك وجعلوا موارد الاجتهاد . بل الحسنات ذنوبا وجعلوا الذنوب كفرا ولهذا لم يخرجوا في زمن أبي بكر وعمر لانتفاء تلك التأويلات وضعفهم )..


7- يقرنون بين الخطأ والإثم:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (فأما الصديقون ، والشهداء ؛ والصالحون : فليسوا بمعصومين . وهذا في الذنوب المحققة . وأما ما اجتهدوا فيه : فتارة يصيبون ، وتارة يخطئون . فإذا اجتهدوا فأصابوا فلهم أجران ، وإذا اجتهدوا وأخطئوا فلهم أجر على اجتهادهم ، وخطؤهم مغفور لهم . وأهل الضلال يجعلون الخطأ والإثم متلازمين : فتارة يغلون فيهم ؛ ويقولون : إنهم معصومون . وتارة يجفون عنهم ؛ ويقولون : إنهم باغون بالخطأ . وأهل العلم والإيمان لا يعصمون ، ولا يؤثمون . ومن هذا الباب تولد كثير من فرق أهل البدع والضلال)..


8- يُخرجون عن السنة والجماعة ويبادرون أهل السنة بالبغي والظلم والعدوان:


يقول شيخ الإسلام – رحمه الله -: (أول البدع ظهورا في الإسلام وأظهرها ذما في السنة والآثار : بدعة الحرورية المارقة....



ولهم خاصتان مشهورتان فارقوا بهما جماعة المسلمين وأئمتهم : أحدهما : خروجهم عن السنة وجعلهم ما ليس بسيئة سيئة أو ما ليس بحسنة حسنة وهذا هو الذي أظهروه في وجه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له ذو الخويصرة التميمي : اعدل فإنك لم تعدل حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم:" ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل ؟ لقد خبت وخسرت إن لم أعدل " . فقوله : فإنك لم تعدل جعل منه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم سفها وترك عدل وقوله : " اعدل " أمر له بما اعتقده هو حسنة من القسمة التي لا تصلح وهذا الوصف تشترك فيه البدع المخالفة للسنة فقائلها لا بد أن يثبت ما نفته السنة وينفي ما أثبتته السنة ويحسن ما قبحته السنة أو يقبح ما حسنت السنة وإلا لم يكن بدعة وهذا القدر قد يقع من بعض أهل العلم خطأ في بعض المسائل ؛ لكن أهل البدع يخالفون السنة الظاهرة المعلومة...


الفرق الثاني في الخوارج وأهل البدع : أنهم يكفرون بالذنوب والسيئات . ويترتب على تكفيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم وأن دار الإسلام دار حرب ودارهم هي دار الإيمان . وكذلك يقول جمهور الرافضة ؛ وجمهور المعتزلة ؛ والجهمية ؛ وطائفة من غلاة المنتسبة إلى أهل الحديث والفقه ومتكلميهم . فهذا أصل البدع التي ثبت بنص سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف أنها بدعة وهو جعل العفو سيئة وجعل السيئة كفرا . فينبغي للمسلم أن يحذر من هذين الأصلين الخبيثين وما يتولد عنهما من بعض المسلمين وذمهم ولعنهم واستحلال دمائهم وأموالهم . وهذان الأصلان هما خلاف السنة والجماعة فمن خالف السنة فيما أتت به أو شرعته فهو مبتدع خارج عن السنة ومن كفر المسلمين بما رآه ذنبا سواء كان دينا أو لم يكن دينا وعاملهم معاملة الكفار فهو مفارق للجماعة . وعامة البدع والأهواء إنما تنشأ من هذين الأصلين .)


فجماع صفات المخالفين لأهل السنة (مخالفة الوحي ) و (البغي بغير الحق)


ولعلكم لاحظتم ما أعنيه إخواني في الله ....


نعم هو ذا ، إن أهل السنة خصائصهم وأصولهم ليست في العلم فحسب بل في العلم (معرفة الحق من الكتاب والسنة) ،والعمل (الرحمة بالخلق والعدل مع المخالف أي الاتباع )


وعلى ضد ذلك منهج أهل الهوى (علومهم الظنون) و(أعمالهم السراب) ..


فيا من تمسكتم بمنهج أهل السنة في أصولهم العلمية ...تمسكوا به في الأخلاق والأعمال والسلوك ..


فيا من تمسكتم بمنهج أهل السنة ...تعالوا نجتمع على أصولهم ولا تجعل الاختلاف في الفروع يفرقنا ...


فيا من تمسكتم بمنهج أهل السنة....تعالوا نضبط اختلافاتنا وتعاملاتنا وأصولنا على منهج أهل السنة ولا تسمحوا لأحد أن يفرقنا من أجل فرعٍ أو مسألةٍ أو فهمٍ لم يفهمه غيره..


وما زال المشروع قائماً لكل طلبة العلم ليشاركوا في جمع أصول الاعتقاد والنظر والتعامل مع المخالف..


أسأل الله أن يكون هذا المشروع جمعاً للقلوب ..وجمعاً للجهود ...وجمعاً لكافة الأعمال الإسلامية المنتسبة لأهل السنة...


والله الموفق لما يحبه ويرضاه

منقول

المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مشروع, أسوأ, أهم, السنة, or or, على, فلنجتمع, هذا, والجماعة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مشروع : على هذا فلنجتمع // (أصول أهل السنة والجماعة)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السنة والجماعة صنوان لا يفترقان عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 01-09-2016 08:46 AM
المبتدعة وموقف أهل السنة والجماعة منهم عبدالناصر محمود دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 09-05-2014 07:33 AM
الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 04-08-2013 12:54 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59