#1  
قديم 06-25-2017, 05:11 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة أين وصل العداء للإسلام في الغرب ؟!


أين وصل العداء للإسلام في الغرب ؟!
ــــــــــــــــــ

(د. زياد الشامي)
ـــــــــ

غرة شوال 1438 هــ
25 / 6 / 2017 م
ـــــــــــــ

_2446_03_0.jpg?itok=76hn6g4I



تفاقم ظاهرة الرهاب من الإسلام و اضطهاد أتباع الدين الخاتم والتضييق عليهم في دول القارة الأوروبية لم تعد خافية على كل متابع , فما من يوم يمر مؤخرا إلا ويحمل خبرا عن مقتل مسلمين أو تهديدهم وترهيبهم أو التضييق عليهم أو اضطهادهم أو.... ليس من قبل أفراد أتخمتهم وسائل الإعلام الغربية بخطاب الكراهية للإسلام و المسلمين منذ عقود وما زالت فحسب , بل من قبل أحزاب ومسؤولين غربيين في أعلى المناصب في دول القارة العجوز .





لم تمض سوى أيام معدودة على حادثة دهس المسلمين الخارجين من الصلاة من مسجد لندن الكبير على يد بريطاني رغم دورهم المشهود في إنقاذ الكثير من البريطانيين من الموت إثر حريق شب في برج "جرينفيل" في منطقة لانكستر ويست غربي العاصمة البريطانية لندن, ولم يمر مثيلها على حادثة إقدام أمريكي يدعى "داروين مارتينيز توريس "22" عاما على قتل فتاة مسلمة أثناء عودتها من الصلاة من مسجد في حي ستيرلنغ بمقاطعة فيرفاكس بمضرب بيسبول بدافع كراهية الإسلام والمسلمين ......





ليخرج علينا وزير الخارجية والاندماج النمساوي "سبستيان كورز" بتصريح جديد يظهر مدى تفاقم ظاهرة ما يسمى "الإسلاموفوبيا" في الدول الغربية وتصاعد حدة كراهية المسلمين .





التصريح يتناول مدارس رياض الأطفال في النمسا , حيث يرى وزير خارجية دولة تعتبر من أوائل الدول الموقعة على الاتفاقية الاوربية لحماية حقوق الانسان والحريات الأساسية التي وضعها المجلس الاوربي عام 1958م أنه "ينبغي ألا تكون هناك رياض أطفال إسلامية" في البلاد، بذريعة عدم تدريسها الألمانية بشكل كاف !!





التصريح جاء خلال ندوة نظمتها صحيفة "كوريير" زعم فيها "كورز" أن رياض الأطفال التي يرسل المسلمون أبناءهم إليها تنشئ أفرادا "معزولين عن المجتمع" , مشيرا أن الاندماج في المجتمع يبدأ في سن الطفولة، وأن نحو 10 آلاف طفل في العاصمة فيينا يذهبون إلى تلك الرياض .





قد تكون مزاعم "كورز" بشأن عدم إمكانية اندماج المسلمين في النمسا ما داموا يرسلون أطفالهم في سن مبكرة إلى رياض أطفال تعلمهم قيم الإسلام ومبادئه وأسسه وثوابته وأركانه مفهومة....إذا كان يقصد بالاندماج الانسلاخ عن الهوية الإسلامية بالكلية والذوبان في عادات المجتمع الأوروبي الغارق بالمادية والانحلال القيمي والأخلاقي .





والحقيقة أن جميع الوقائع والشواهد تثبت سعي الدول الغربية الحثيث للترويج لما يسممونه "الإسلام المعتدل" الذي تحاول من خلاله تفريغ الإسلام الحق من محتواه وجوهره واستبداله بإسلام يتناغم ويتناسب مع أطماعها يتم تفصيله على مقاس البراغماتية والنفعية التي تنتهجها منذ عقود .





ولعل ظهور ما يسمى "المسجد الليبرالي" الذي تم افتتاحه في برلين منتصف يونيو الحالي , والذي يبيح للنساء أن تدخل إليه دون حجاب وبكامل زينتها وأن تصلي بجانب الرجال بإختلاط فج , بل ويبيح لها أن تصلي فيه إماما وتخطب يوم الجمعة أيضا ....يشير بوضوح إلى صورة وشكل الإسلام الذي يرغب الغرب ويتمنى أن ينتشر في بلاده !!!





لا توجد مبررات مقنعة أو أسباب وجيهة لذلك الكم الكبير من النقمة والكراهية لظاهرة انتشار الإسلام واكتساحه لعواصم دول القارة العجوز , ومن هنا يمكن فهم خلو تصريح وزير خارجية النمسا من أي ملاحظة أو مخالفة على مدارس رياض الأطفال الإسلامية في النمسا , اللهم إلا أكذوبة وأسطورة العزلة وعدم الاندماج المزعومة .





وعلى الرغم من أن رياض الأطفال الإسلامية ملتزمة بتدريس مواد التعليم الأساسي إلى جانب القيم الإسلامية قبيل الالتحاق بالمدارس...إلا أن "كورز" لم يستبعد إمكانية إغلاقها حيث قال : "هذه المؤسات يجري تمويلها بالضرائب، وتأخذ مساعدة من الدولة، إذا شددنا المعايير فلا يمكنها الحصول على مساعدة وتغلق".





لقد وصل مستوى خطاب الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين في دول القارة العجوز إلى درجات غير مسبوقة باعتراف هيئات ومؤسسات أوروبية رسمية معنية بمناهضة العنصرية , فقد أعلن مجلس أوروبا أن كراهية الأجانب "المسلمين" باتت سمة من سمات المجتمعات الأوروبية في 2016م .





وكشف التقرير السنوي للجنة مناهضة العنصرية في أوروبا (ECRI) التابعة لمجلس أوروبا الذي صدر اليوم الخميس عن أن "الشتائم العنصرية والكراهية للأجانب بلغت مستويات غير مسبوقة، وكثيرا ما غزت الطيف السياسي كله" وهو ما دقع رئيس لجنة مناهضة العنصرية في أوروبا (ECRI) "كريستيان ألوند" للمطالبة بــ "تجريم خطاب الكراهية جنائيا، لاسيما في وسائل الاعلام و داخل البرلمانات الاوروبية .." .





لا أحد يمكنه التكهن بالحد الذي يمكن أن تصل إليه ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين أو ما يسمى "الاسلاموفوبيا" في أوروبا , إلا أن الواضح أنها تتصاعد بشكل لافت وخطير, يساعدها في ذلك الإعلام الغربي الذي ضاعف من نشر خطاب الكراهية ضد المسلمين منذ أحداث 11 من سبتمبر وحتى الآن .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
للإسلام, العيال, العرب


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع أين وصل العداء للإسلام في الغرب ؟!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تصاعد العداء للإسلام غرب أوروبا مؤسف عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 05-30-2017 06:03 AM
رصد مظاهر العداء للإسلام في الغرب خلال الربع الأول من 2017 عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 04-20-2017 07:14 AM
لماذا كل هذا العداء للإسلام والمسلمين؟ عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 12-15-2014 08:52 AM
فوبيا العداء للإسلام تزداد في فرنسا عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 1 02-07-2014 01:30 PM
دور المسلمين تجاه موجة العداء للإسلام عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 12-14-2013 08:27 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59