أعبد الناس ..
أعبد الناس ..
ـــــــ (خالد رُوشه) ـــــ 16 / 8 / 1436 هــ 3 / 6 / 2015 م ــــــــــــ http://www.almoslim.net/files/images...mb2.jpghttp:// ليس أعبد الناس من أكثر من العبادات بغير علم , ولا من بحث عن اشقها عليه فقام بها , ولا من منع نفسه عن المباحات , ولا من أعرض عن الرخص التي شرعها الله سبحانه . قد أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبداً , وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر , وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ، فقال : " أنتم الذين قلتم كذا وكذا ، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه . وعن عبد الله بن عباس قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت جويرية حين صلاة الصبح ، وكان اسمها برة فسماها جويرية كره أن يقال : خرج من عند برة ، قال ابن عباس : فخرج من عندها حين صلى الصبح ، ثم رجع إليها بعدما تعالا النهار ، وهي جالسة في مصلاها ، فقال لها : " لم تزالي في مجلسك هذا ؟ " قالت : نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد قلت بعدك أَربع كلمات ثلاث مرات لو وزن بجميع ما قلت لوزنتهن ، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته " أخرجه أحمد والنسائي وابو داود . إنما أعبد الناس من اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه , وأخلص لربه سبحانه وتعالى , فاكتمل عنده الاخلاص والمتابعة , وهما شرطا قبول العمل . أعبد الناس من استطاع أن يمنع نفسه عما حرم الله سبحانه , فإن فعل الطاعات والنوافل قد يمكن لكثير من الناس و لكن فعلها مع ترك المنكرات لا يسهل إلا للصادقين العابدين . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتق المحارم تكن أعبد الناس " رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني. (1) فترك المحرمات رقي عند الله سبحانه في مراتب العبودية , إذ قد جاهد المؤمن نفسه , وخالف هواه , وكبح جماح رغباته خشية لله وابتغاء مرضاته , قالت عائشة رضي الله عنها: "من سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب" (2) , وقال الحسن البصري: "ما عبد العابدون بشيء أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه" (3) ------------------------------ (1) انظر : صحيح الترمذي : 2305 , السلسلة الصحيحة: 930, صحيح الترغيب2567 (2) ابن المبارك في الزهد 67 (3) المقصود من تفضيل ترك المحرمات على فعل الطاعات، إنما أريد به نوافل الطاعات. ----------------------------------- |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:46 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع