هل يستوي الشعران
هل يستوي الشِّعران
ـــــــــــــــــــــــــــ *ـ للشاعر محمود مفلح : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ شِعْرٌ يموتُ وآخرٌ يتسكَّعُ *** وإلى الفُتاتِ على الموائد يُسرِعُ هذا يمُدُّ على السحابِ جناحَهُ *** وسواهُ في حمأ الرذيلةِ يرتعُ هل يستوي الشّعرانِ شِعْرٌ مؤمنٌ***ومُدجَّجٌ بالكفرِ لا يتورَّعُ هل يستوي السيفُ الذي هتك الدُّجى***والآخرُ المُتزلِّفُ المتصنِّعُ هل يستوي البحرانِ هذا ماؤه *** عذْبٌ وذاك الآسِنُ المستنقعُ ومن الغرابةِ أنَّ هذا رائجٌ***تغدو بهِ صُحُفُ الزمانِ وترجعُ ولَهُ من العُشَّاقِ ألفُ قبيلةٍ *** ولَهُ من الأبواقِ جيشٌ مُفزعُ يجثو بأحضان الكبارِ مؤدِّبًا***وإذا مشَوْا أوقتْ إليه الأصبعُ إنْ شرَّقوا فالشرقُ أقدسُ قبلةٍ***أو غرَّبوا فالغربُ نِعمَ الموضعُ والشِّعرُ مرآةُ الشعوبِ فإنْ سَمَتْ***فالشِّعرُ أسمى ما يُقالُ ويُبْدَعُ وإذا أضاعت في الوحول جبينها***فالشعرُ منها عند ذلك أضْيَعُ والشِّعرُ صوتُ الحقِّ في آفاقِنا***لو كان من ثدي الحقيقة يرضعُ والشِّعرُ قنديلُ الهدايةِ تارةً***والشِّعرُ إعصارٌ يَهُزُّ ويَصرعُ ولكنَّنا نأبى القصيدة حرَّةً *** ونودُّها حمَلاً يُطيعُ ويسمعُ ونودُّها في القصرِ جاريةً إذا *** دُعيتْ فلا تأبى ولا تتمنعُ إنَّ القصائدَ كالرجال فبعضُهمْ***شُمُّ الأنوفِ وبعضُهم مُتميِّعُ ولقد تموتُ إذا تموت شهيدةً***ويزورُها المطرُ الحنونُ فتمرعُ وقصائدٌ مثلُ العرائس مهْرُهَا***غالٍ وأخرى ليس فيها مطمَعُ فوقَ النُّجوم تعيشُ بعضُ قصائدٍ***والبعضُ في عَفَن القمامِة يقبعُ وأجلُّهُـنَّ قصيـدةٌ عربيـةٌ *** فيها من الإسلام شمسٌ تسطعُ تأبى على أهلِ الغرور غرورَهم***وتشدُّ من أزْرِ الضَّعيفِ وتمنعُ وتثورُ في وجهِ الطغاةِ وتنبري***للظالمين تؤزُّهُم وتُزعزعُ وإذا أصاب المسلمين مُصيبةٌ***فهي التي من أجلِهم تتوجَّعُ وهي التي تأسو الجراح بليلهمْ***والفجرُ من جُرح القصيدةِ يطلُعُ وهي التي تنهلُّ في صحرائِهم***مطرًا وتحفِزُ في الصخورِ وتزرعُ حَسْبُ القصائد أنها لا تنحني *** إلاّ لجبارِ السماء وتركعُ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:11 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع